هل يؤثر تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة على خصوبة الرجال؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, November 24, 2017

هل يؤثر تلوث الهواء بالجزيئات الدقيقة على خصوبة الرجال؟

خاص "غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

      

       ترتبط المستويات العالية من تلوث الهواء بالكثير من الأعراض الصحية، ووفقا لدراسات عدة، فقد وجد الخبراء "ارتباطا وثيقا" بين المستويات العالية من الجسيمات الدقيقة PM 2.5 والعديد من الأمراض والحالات الصحية المختلفة، ولكن ما تم تسليط الضوء عليه مؤخرا، وفقا لدراسة حديثة، هو أن تلوث الهواء يؤثر على نسبة الحيوانات المنوية غير الطبيعية، فيما لا يزال التأثير الأوسع على الخصوبة غير واضح حتى الآن.

 

الدراسة

      

       وقد درس فريق من العلماء، بقيادة باحثين من الجامعة الصينية في هونغ كونغ، الحيوانات المنوية لما يقرب من 6500 رجلا، ووجدوا "رابطا قويا" بين المستويات العالية من تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة  PM2.5و"شكل الحيوانات المنوية الشاذة (غير الطبيعية)" abnormal sperm shape.

       وقال التقرير الذي نشر في "مجلة الطب المهني والبيئي" the journal Occupational & Environmental Medicine، أنه "على الرغم من أن هناك تأثيرا صغير نسبيا من الناحية السريرية إلا أنه قد يؤدي إلى العقم لدى عدد كبير من الأزواج"، نظرا لمدى تلوث الهواء في المدن في كافة أنحاء العالم .

       وكتب الباحثون: "لقد وجدنا علاقة قوية بين التعرض لتلوث الهواء بجزيئات PM2.5 ونسبة مئوية منخفضة من الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي لدى الرجال في سن الإنجاب"، وأضافوا: "على الرغم من أن تقديرات التأثير صغيرة وقد لا تشكل أهمية تذكر من الناحية السريرية، إلا أن هذا يشكل تحديا هاما للصحة العامة".

       وقالت الدراسة ان "تحليلا لبيانات ما بين الأعوام 2001 و2014 لأكثر من 6400 رجل وفتى تايواني تتراوح اعمارهم بين 15 و49 عاما بينت وجود رابطا قويا بين انخفاض الحيوانات المنوية الطبيعية والتعرض لتلوث بجزيئات PM2.5".

       والتلوث بالجزيئات الدقيقةPM2.5  هو تلوث الهواء بأصغر الجسيمات، وهي بقياس 2.5 ميكرون أو أقل، والميكرون هو جزء من مليون من المتر وجزء من ألف من المليمتر.

       وقال فريق البحث إن كل زيادة قدرها 5 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء (5µg / m3) ) في التعرض لـ PM2.5 على مدى عامين ارتبط مع "انخفاض كبير" بحوالي 1.29 بالمئة في شكل الحيوانات المنوية الطبيعية وحجمها.

       وتم قياس التعرض للتلوث عند عنوان كل مشترك في المنزل باستخدام بيانات ساتلية تابعة لوكالة ناسا NASA.

       وعلى الرغم من انخفاض في  نوعية الحيوانات المنوية لجهة الشكل والحجم، فقد ازدادت أعدادها، ووفقا للباحثين "ربما كآلية تعويضية" compensatory mechanism، وأكد الفريق أن الارتباط بين حالة تلوث الهواء وأثرها على نوعية الحيوانات المنوية كان مجرد "رصد"، وهو يعني أنهم لا يستطيعون التأكيد بشكل قاطع على أن تلوث الهواء هو سبب تراجع نوعية الحيوانات المنوية.

       وأقرت الدراسة بأنه من غير الواضح كيف يمكن لتلوث الهواء، الذي يعرف أنه يساهم في ملايين الوفيات في كافة أنحاء العالم كل عام، أن يضعف نمو ونوعية الحيوانات المنوية، ولكن قال الباحثون إن العديد من مكونات الجسيمات الدقيقة، مثل المعادن الثقيلة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، قد تم ربطها بأضرار تطاول الحيوانات المنوية في الدراسات التجريبية السابقة.

       وقد لوحظ وجود علاقة بعد التعرض لـ PM2.5 لفترة ثلاثة أشهر فقط - الوقت الذي يستغرقه توليد الحيوانات المنوية - فضلا عن التعرض الطويل الأجل لمدة عامين، على نوعية الحيوانات المنوية، وفقا لنتائج الدراسة المنشورة.

 

آراء باحثين

 

       وبالفعل، فقد انخفض عدد الحيوانات المنوية بين الرجال بنسبة تتجاوز النصف (52 بالمئة) في السنوات الأربعين الماضية وفق دراسة جمعت أكثر من 185 بحثا في الفترة الممتدة بين العام 1973 و2011 على 43 ألف رجل، وعلى الرغم من ذلك، فالعلماء غير متأكدين من السبب، وقد رحب خبراء الخصوبة بحذر بهذه الدراسة الأخيرة.

       وعلق البروفسور آلان باسي Allan Pacey، أستاذ علم الذكورة  Andrologyفي جامعة شيفيلد University of Sheffield البريطانية على التقرير قائلا أنه "على الرغم من أن النتائج قد تبدو مثيرة للاهتمام للغاية، إلا أن تقييم حجم وشكل الحيوانات المنوية (مورفولوجيا الحيوانات المنوية) هو واحد من أصعب الاختبارات لتنفيذه على الحيوانات المنوية، وبالتالي يمكن أن تكون أقل دقة، وعلاوة على ذلك، فإن العديد من الأطباء والعلماء يعتقدون الآن أن مورفولوجيا الحيوانات المنوية الضعيفة ربما ليست ذات صلة سريريا كما كنا نعتقد من قبل".

       ولكنه عاد وأكد أنها "مساهمة مهمة في تطوير فهم الأسباب المحتملة لعقم الرجال"، وقال: "من هذه الدراسات وغيرها، ما زلت أعتقد أن تلوث الهواء ربما يكون له القدرة على التأثير سلبا على الصحة الإنجابية للذكور"، مضيفا: "ولكن اللجنة العلمية لا تزال غير متأكدة حول كيفية وإلى أي مدى يؤثر هذا على خصوبة الذكور، ولكن ثمة تغيرات بسيطة قابلة للقياس، ولكنها مثيرة للاهتمام في نوعية السائل المنوي".

       أما بالنسبة لأستاذ الإحصاء والرياضيات في مجال العلوم الطبية البروفسور كيفن ماكونواي Kevin McConwayمن الجامعة المفتوحة في انكلترا، فأكد على أن "هناك عوامل أخرى لم يأخذها الباحثون بعين الاعتبار، وقد تكون مسؤولة عن تغيرات الحيوانات المنوية"، وأضاف: "من ثم يجب ان تبقى هناك شكوك حول ما اذا كان التلوث بالجسيمات الدقيقة أو أي نوع من تلوث الهواء هو سبب التغيرات الشاذة في السائل المنوي".

وقال "إذا كنت صغيرا في السن، فلن أفكر بالإنتقال إلى منطقة ذات هواء نظيف في أعلى قائمة الإجراءات المتخذة بسبب القلق بشأن خصوبتي، على الرغم من أن هناك بالتأكيد العديد من الأسباب الصحية الأخرى الأهم للإنتقال والعيش في منطقة تتمتع بالهواء النظيف".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن