تحمّض المحيطات... وتحديد آليات المواجهة

Ghadi news

Monday, September 5, 2011

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

يهدد "تحمّض المحيطات" الحياة البحرية والامن الغذائي في العالم، الامر الذي يؤكد تأثير الكربون على المحيطات والبحار، وضرورة أن يشكل هذا الامر حافزاً اضافياً لخفض الانبعاثات، خصوصا إذا علمنا ان كيمياء المحيطات تتغير وتتطور بسبب امتصاص المياه لثاني اوكسيد الكربون، حتى ان ثمة من يعتقد ان ذلك هو احد اسباب ارتفاع منسوب البحار والمحيطات.

المعلومات حول تأثير الانبعاثات على الحياة البحرية اكتشف منذ نحو سبعة او ثمانية اعوام فقط، حتى بات من المؤكد ان الحياة البحرية تتأثر الى حد بعيد من الانبعاثات، لا بل قد يؤدي ذلك الى انخفاض في كميات الاسماك بشكل كبير في الوقت الذي تعتبر الثروة السمكية مصدر الغذاء الرئيسي لاكثر من مليار شخص.

ما يسترعي الانتباه أن هذه المشكلة لا تحظى بالاهتمام المطلوب دولياً، وهذا ما أكدته الامم المتحدة في فترات سابقة، حين رأت أن هذه المشكلة لا تحظى بالاهمية الكافية التي تستحقها، وبخاصة بعدما اظهرت آخر الدراسات ان انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون قد تؤثر سلبا على عدد الشعب المرجانية وبأكثر مما يعتقد البعض.

والجدير ذكره أن التفاعلات الكيميائية التي تجري بسبب انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون والذي تمتصه المحيطات متواصلة من اكثر من قرن من الزمن، وذلك لان المحيطات والغلاف الجوي يتبادلان ثاني اكسيد الكاربون باستمرار، ولان نسبة هذا الغاز في الغلاف الجوي هي اليوم 30 بالمئة اكثر مما كانت عليه قبل الثورة الصناعية.

كما ان امتصاص المحيطات لكل كمية ثاني اوكسيد الكربون تزيد من حموضة المحيطات ما سيؤثر حتما على الحيوانات والكائنات والنباتات البحرية، وبخاصة من خلال تكوين طبقات من كربونات الكالسيوم كإحدى نتائج التفاعلات الكيميائية.

ثمة وقت متاح للتصدي لهذه المشكلة ونتائجها الكارثية على البيئة البحرية، لجهة إيلاء اهتمام اكبر بموضوع حموضة المحيطات، وإعداد دراسات معمقة ونشر نتائجها في التقييم العام حول مناخ الارض المقرر صدوره عام 2013، من أجل تحديد آليات المواجهة، شرط أن تستجيب الدول الاكثر تلويثا للبيئة لمقتضيات العمل البيئي المشترك كحاجة ملحة تفرضها التحديات البيئية التي تواجه الانسان على هذا الكوكب.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن