إئتلاف إدارة النفايات... "فرقعة" إعلامية أم "نخوة" مؤقتة؟!

Ghadi news

Tuesday, December 26, 2017

إئتلاف إدارة النفايات... "فرقعة" إعلامية أم "نخوة" مؤقتة؟!

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

كل مبادرة بيئية مرحب بها، فكم بالحري إذا كانت تتقصد وتستهدف ملفا لما يزل يؤرق اللبنانيين ويهدد حياتهم وصحتهم والمستقبل، وعنينا به ملف النفايات الماثل كجرح نازف منذ ثلاثة عقود ونيف، حتى بات يتسنَّم هرم الفساد في الدولة، خصوصا بعد أن بلغ السيل الزبى في قضم أجزاء من الشاطىء اللبناني لصالح مطامر لا تعدو كونها مجرد مكبات ومزابل، فضلا عن المحارق العشوائية وهي تتصدر القرى والبلدات في سائر الأقضية والمحافظات.

لكن المبادرات وحدها لا تكفي، والنوايا الطيبة لا تحل مشكلة إن لم تكن محصنة بدعم شعبي قادر على تصويب مسارات وخيارات، فهل إطلاقها هو مجرد "فرقعة" إعلامية أم "نخوة" مؤقتة؟ وهذا ليس بغريب في ما شهدنا ونشهد من مبادرات على قاعدة "الحل عندي"، وإذا ما راجعنا تجارب ونماذج الحراك الشعبي على مدى الأعوام الثلاثة، نصل إلى قناعة راسخة تؤكد أننا عاجزون عن مواجهة سلطة الفساد، لأننا بتنا جزءا من الفساد عينه، وعلى مستوى سائر مؤسساتنا الأهلية عموما والبيئية بشكل خاص.

لا يمكن أن نشكل رافعة حقيقية لتحقيق مطالبنا فيما الكل يريد الاستئثار، وكأننا نعيش في نظام "مقاطعجي" بنسخة حديثة، فالبحر ملكية حصرية لجمعية دون غيرها، والغابات معنية بها بضع جمعيات، وكذلك حملات التحريج، وسلاحف البحر ملكية خاصة لجهة دون غيرها، وما بالك بالضباع والطيور وكائنات البحر؟!

والأمر عينه يكاد يطاول قطاع النفايات، وما إعلان "إئتلاف إدارة النفايات" قبل نحو أسبوع، إلا مبادرة نتمنى أن تتخطى الحيز الإعلامي الإعلاني، لأننا ما عدنا بحاجة إلى مزيد من مبادرات تفرخ كظاهرة مرضية، فيما المشكلة في لبنان لم تعد مشكلة نفايات ولا مشكلة مقالع وكسارات، المشكلة في لبنان هي مشكلة نظام سياسي، وما عدا ذلك مجرد تفاصيل لا أكثر ولا أقل.

لا يمكن لنظام الفساد والمحاصصة أن يجترح حلا لمشكلة بعينها، والنفايات إحداها، وأما المبادرات بصيغتها "اللبنانية" فلا تنتج إلا منبرا جديدا لزوم ما لا يلزم.

إن تجاربنا الأهلية لما تزل خاضعة لإغراءات وإغواءات الحضور الإعلامي أحيانا، والتوظيف السياسي في أحيان كثيرة، أما في ما خص الإئتلاف الجديد فنود أن نعرف آلية تحركه لنرى طحينا بعد أن ضقنا ذرعا بسماع جعجعة رحى الخيبة!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن