"السكي دو" و"الجيبات" رباعية الدفع تستبيح أرز الرب في بشري!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, January 8, 2018

طوق: نضعها بتصرف البلدية ومخفر الدرك في الأرز والنيابة العامة

"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -

      

       لا يزال لبنان وما بقي من مواقعه ومعالمه الطبيعية عرضة للتعديات ولممارسات لا تراعي حرمة وقدسية الجمال، وقد طاولت مؤخرا "غابة أرز الرب" في أعالي بشري، في ما يمكن توصيفه بجريمة موصوفة تستهدف شجيرات وأغراس الأرز المزروعة بالتعب والعرق.

       ولم تسلم المناطق كافة من ممارسات بعض الأشخاص، خصوصا لجهة التعديات على الأماكن ذات الخصوصية البيئية، ولا ننسى ما تتسبب به الكسارات في منطقة عين دارة الواقعة في منطقة محمية أرز الشوف للمحيط الحيوي، فضلا عن كوارث بيئية لا يتسع المجال لذكرها.

إلا أن التعدي الحالي فهو عنوان رعونة وتهور بعض الأشخاص، الذين اتخذوا من مساحات مشجرة بأغراس أرز في منطقة بشري، مرمحا لقيادة واستعراض مركباتهم وسياراتهم ذات الدفع الرباعي، ضاربين عرض الحائط كافة الجهود التي يقوم بها البعض بهدف تحويل هذه المساحات المقفرة إلى غابات من أشجار الأرز الدهرية.

 

هيئة الحفاظ على عن الطبيعة

      

وفي هذا السياق، قال مؤسس "هيئة الحفاظ على عن الطبيعة" في بشري الدكتور يوسف طوق الذي نشر الصور على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "لقد وصلت حالة الوقاحة والفحش عند بعض اللبنانيين لدرجة دفعت بهم إلى اجتياح المناطق المحمية والمزروعة بغرسات الأرز بسياراتهم وجيباتهم"، ولفت إلى أن "بعض أرقام هذه السيارات والجيبات التي كانت تجتاح المناطق المحمية والمزروعة أرز وتدوس الشجيرات في منطقة أرز بشري بتاريخ 5 و6 كانون الثاني (يناير) 2018، واضحة، هذه المعلومات هي بتصرف بلدية بشري ومخفر الدرك في الأرز والنيابة العامة".

وأشار طوق إلى أن "المطلوب تنظيم محاضر ضبط بحق أصحاب الآليات التي تخرب المناطق المحمية، وتاليا اتخاذ التدابير اللازمة والصارمة لمنع تكرار مثل هذه الحماقات".

 

الأمور تزداد سوءا

 

وأضاف طوق لـ ghadinews.net: "من الضروري أن نشرح معاناتنا منذ 30 سنة، أي منذ أن بدأنا بحملة لتحريج الأرز بالمنطقة، وأصبحت هذه المعاناة مضاعفة مؤخرا خصوصا في السنتين الأخيرتين مع (موضة) أو (صرعة) الـ ATV، والـ Ski-Doo، وآليات ذات دفع رباعي، فهم يستبيحون كامل الأراضي، دون مراعاة جهود الأشخاص الذين تعبوا لتشجير هذه المنطقة لسنوات، لا شيء يمنعهم، لا بلديات ولا دولة ولا قوى أمنية، ويدخلون عشوائيا و(يخيلوا) في كل مكان، وفي كل موسم ثلج نرجوهم بعدم الدخول إلى مناطق التشجير ونقوم بحملات إعلامية".

وقال: "المشكلة لا تقتصر على أنهم لا يرتدعون فحسب، بل إن الأمور تزداد سوءا سنة بعد سنة".

وعن الهيئة وأهدافها، قال طوق: "تأسست (هيئة الحفاظ على عن الطبيعة) في العام 1991، وقمنا بحملات تشجير عدة، وتوصلنا إلى زراعة ما يزيد عن 100 ألف شجرة أرز في المنطقة، وقد استطعنا أن نضبط عملية الرعي في المنطقة، ولكن هؤلاء لا نستطيع منعهم، وقد استطعنا حماية وضبط بعض المناطق، باستثناء بعضها البعيد في الجرود، خصوصا الجيبات والسكي دو التي تصل إلى كل مكان، ولا نستطيع تقدير الضرر بالنسبة للأشجار وتلوث البيئة، فضلا عما يشكله هؤلاء من خطر على المتزلجين".

 

إخبار للقوى الأمنية

 

       وأضاف: "البارحة حصلت حادثة مع إحدى بطلات ماراثون لبنان واسمها ماريا كيوان، وكاد أن يقتلها السكي دو، وكل مرة تحصل هذه المشكلة ليلا ونهارا وفي أماكن التزلج، فالمفترض أن توجه هذه المركبات إلى حلبة خاصة، بصورة لا تشكل خطرا على الأشجار وعلى الناس، وهذه ليست الحادثة الوحيدة، والكل مسؤول من بلديات وقوى أمن ومؤسسات الدولة، فهذه آلية لا تترك مكانا إلا وتطأه ومساحة التحريج تقدر بمئات الهكتارات".

وتابع طوق: "أحاول من جهتي منع هذه التعديات ضمن قدراتي، ولكن معظم الأشخاص مدعومون، وقد التقطنا صورا لبعض أرقام هذه الآليات، ونأمل أن تكون بمثابة إخبار للقوى الأمنية، وأن يشاهدوا حجم الأضرار، فضلا عن خوفنا على سلامة المواطنين".

 

جمعية غدي

 

       وكما في العديد من الملفات وبسبب عدم وجود رؤية تنظيمية شاملة، تعم الفوضى في كل مكان، وفي ظل غياب الوعي والتوعية البيئية الوطنية والمستدامة، والفساد المستشري في الإدارات لجهة عدم التوجه لمعاقبة الفاعلين، تستمر هذه التعديات.

ومن جهتنا كموقع ghadinews.net، وكـ "جمعية غدي" نهيب بالجهات المعنية من وزارات ونيابة عامة وقوى أمن، اعتبار هذا المقال والمعلومات والصور الواردة فيه بمثابة إخبار، وتعود لحرصنا ليس على بيئة هذه المنطقة الفريدة في لبنان فحسب، وما تمثل من رمزية خاصة للبنان عموما ولبشري بشكل خاص كونها حاضنة "غابة أرز الرب"، بل لجهة حماية التنوع البيولوجي وسلامة التربة والأرض والهواء والإنسان.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن