طاقات بديلة عن المازوت للتدفئة في الارياف

Ghadi news

Friday, January 26, 2018

جفت الزيتون وحطب التشحيل والصناعي من الكرتون والورق

"غدي نيوز"

          

       تقلبات أسعار المحروقات وخصوصا المازوت دفعت بالفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود، في الارياف إلى التفتيش عن بدائل اقل كلفة لتأمين وقود أقل كلفة، حيث تحتاج العائلة إلى حوالي ثمانية براميل مازوت سنويا لمواجهة البرد والصقيع، وتتفاوت هذه الكمية حسب موقع البلدات والقرى وارتفاعها عن سطح البحر.

       واستعمال الحطب للتدفئة يؤثر إيضا على البيئة، إن لجهة تلوث الجو أو لجهة قطع الأشجار الحرجية لتأمين الوقود مجانا، وهناك من يتخذ من قطع الاشجار مهنة للتجارة بحطبها.

       وأثارت مشكلة التدفئة نقاشات خجولة عند البعض، لكنها أدت، بداية، إلى البحث عن مصادر اخرى للتدفئة مع الحفاظ على البيئة والاستفادة من موارد طبيعية اخرى، تهدر عشوائيا، أبرز هذه المصادر هو حطب جفت الزيتون الذي بدأ يتوسع استخدامه في معظم المناطق اللبنانية، نظرا للفارق الهام بأسعاره مقارنة مع المازوت.

       يشرح صاحب معصرة زيتون زياد الكفروني كيفية صناعة هذا الحطب وتجارته وأهميته كوقود بديل، فيقول: "بدأت الفكرة انطلاقا من مجموعة عوامل عامة وخاصة، أبرزها التصريف السريع للجفت الذي يحتاج تخزينه إلى مساحات واسعة، إضافة إلى إنتاج سلعة تجارية جديدة بأسعار أفضل مما كنا نحصل عليه عند بيعها دون تصنيع، وما شجعنا أكثر ظهور سوق تصريف حطب الجفت، بعد ارتفاع أسعار المحروقات منذ عدة سنوات، ما دفع بالمواطنين إلى التفتيش عن حلول بديلة، خصوصا وأن تجارة حطب الاشجار باتت مقيدة بعد التشدد في ممارستها من قبل السلطات المختصة، إضافة إلى أن انتشار حطب الجفت يساهم في الحفاظ على البيئة والاشجار الحرجية النادرة".

       ويشير الكفروني إلى ان "سعر طن الجفت قبل التصنيع كان بحدود اربعين دولارا او أكثر بقليل اذا كان الموسم ضعيفا، ويتدنى إلى ما بين 10 و 15 دولارا إذا كان الموسم قويا، بينما يصل سعر الطن المصنع حطبا إلى حدود 130 دولارا".

       ويوضح أن "الإقبال على شراء حطب الجفت كان خفيفا في بداياته إلا أنه تزايد عاما بعد عام، وهذه السنة كان الإقبال جيدا، وقال: "نلاحظ أن الاقبال يتحسن باستمرار، وانتشرت هذه الصناعة في الكثير من المناطق العكارية التي توجد فيها معاصر للزيتون".

       ولفت الكفروني إلى تأثر تجارة حطب الجفت بأسعار المازوت بطريقة معاكسة صعودا ونزولا، وقد يصل الفرق إلى نسبة خمسين بالمئة.

       وعن التلوث الناجم عن احتراق الجفت في المواقد المنزلية، أوضح ان "المسألة تتعلق بمستوى جفاف هذا الحطب، فعندما يكون جافا، كما يجب، فإن رائحة احتراقه تكون معدومة، وبالعكس في حال كان الحطب رطبا".

       وعن إمكانيات إدخال عناصر اخرى مع الجفت مثل بقايا الأخشاب والورق وما شابه، قال الكفروني: "ان هذا الأمر غير متوفر حاليا لعدم وجود آلات خاصة بذلك، وان توفرت فان اسعارها غالية جدا وتفوق قدرتنا على توفيرها".

التشحيل
 

       لا تقتصر مصادر الوقود البديل في الأرياف على حطب جفت الزيتون، فهذه الشجرة المقدسة والمعطاءة، يمكن ان تقدم مصدرا آخرا وهو الأغصان و"الطرابين" التي لا تحتاجها، من خلال عمليات التنقية والتشحيل.

       وفي هذا الاطار شرح معلم التنقية والتشحيل جرجس الحلو الذي يمارس هذا العمل منذ عشر سنوات، كيفة التشحيل وكمية ما ينتجه من حطب وأخشاب وأوراق، في الموسم الذي يبدأ مباشرة بعد الانتهاء من قطاف الزيتون، ويستمر بحدود الشهرين، لافتا إلى أن موسم التشحيل يتفاوت انتاجه بين سنة واخرى.

وأوضح الحلو "ان هناك نوعين من التشحيل، تنقية الاشجار من اليباس والطرابين الفائضة، والتشحيل الكبير الذي يطال اغصانا باتت تشكل ضغطا على الشجرة ويؤثر على عملية تغذيتها وبالتالي يخلف ضررا بكمية الانتاج".

       وقال: "عملية التنقية تجري سنويا، لتجديد الطرابين، وينجم عنها كمية من (السيكون) اي الطرابين والأغصان الرفيعة، ويتم التخلص منها بواسطة الحرق في مكانها."

       أضاف: "في السابق كان (السيكون)، يعتبر مادة اساسية في المنزل لإستعماله وقودا في الطبخ وفي تنور صناعة الخبز البلدي، واليوم انتفت هذه الحاجة مع توفر الوقود النفطي بكل أشكاله".

       ويقدر الحلو كمية ما تنتجه شجرة زيتون تمت تنقيتها بشكل كامل ما بين 20-30 كلغ، من السيكون، في حين أن عملية تشحيل الأغصان تنتج حوالي 150 كلغ تقريبا للشجرة الواحدة، كل ثلاث سنوات او اكثر، والحطب الناجم عن هذه العملية يستخدم في التدفئة المنزلية.

مصادر اخرى
 

 

       مصادر اخرى يمكن الاستفادة منها في تصنيع الحطب، وهي عمليات التنظيف للبساتين والطرقات العامة من الأعشاب غير المفيدة والتي يتم اتلافها بالحرق ايضا، لانها تشكل خطرا عند يباسها في الصيف وتتسبب باحداث الحرائق.

       مصدر آخر هو الكرتون والاوراق التي تتصرف بها السوبر ماركت والمحلات التجارية، بطريقة عشوائية وغالبيتها ينتهي في مكبات النفايات.

       وتقول الموظفة في إحدى المخازن الكبرى نجوى يوسف، أن عملية التصرف بعلب الكرتون الفارغة والاوراق التي تنجم عن حفظ المواد، تشكل عبئا، قبل ان تبدأ البلديات بجمع النفايات، بما فيها الكرتون والورق، وتشير إلى أن الكمية التي يتم التصرف بها بحدود 200 كلغ في الشهر الواحد، "وقالت: "حاولنا إرسال هذه الكمية إلى المدن لبيعها لكن الاسعار التي حصلنا عليها كانت أقل بكثير من إيجار نقلها، وكان من الأفضل حرقها، للتخلص منها".

       وتفتقر الاسواق اللبنانية إلى المعدات اللازمة لتصنيع هذه المواد وتحويلها إلى حطب للتدفئة وإلى فحم عضوي، والالات التي تقوم بهذه المهمة ضخمة وأسعارها باهظة، وتحتاج إلى مؤسسات لاستقدامها وتشغليها وتتطلب تأمين كادر بشري يتولى جمع المواد من مصادرها إلى مكان تصنيعها.

       وفي هذا السياق، ظهرت مبادرة خجولة لم تعط النتيجة المرجوة، تحدث عنها معلم النجارة محـمد جليلاتي الذي يعمل في احد المعامل، فأشار إلى ان أحد الاشخاص استقدم من الصين آلة لصناعة الحطب والفحم من الورق والكرتون ونشارة الخشب وبقايا الأعشاب وما شابه، حيث تطحن هذه الالة المواد مع بعضها ثم تعرضها لحرارة يؤمنها احتراق نشارة الخشب في فرن خاص، بعد ذلك تخرج قطع الحطب جاهزة من الآلة.

       وأوضح ان المحاولة فشلت وذلك لضعف قوة التيار الكهربائي وحاجة الآلة إلى قطع اضافية لم يكن بالإمكان توفيرها.

      

       المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

      

      

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن