"غدي نيوز" – قسم البيئة والمناخ -

تحديات واستحقاقات خطيرة يواجهها الكوكب مع تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، وقد نشهد في السنوات القليلة المقبلة تحولات دراماتيكية أشد خطورة مما كنا نتوقع، ولا سيما في ما يتعلق بذوبان الجليد القطبي، وتهديد مناطق بالغرق مع ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات في العالم.

واللافت للانتباه في هذا المجال، أن الأبحاث الأخيرة توصلت إلى أن معدل الارتفاع حدث ويحدث بأسرع مما كنا نظن سابقا.

تسارع أعلى

قبل بحو خمسة أشهر، أُجريت دراسة علمية جديد بإشراف فريق من الباحثين الأوروبيين، ونُشرت نتائجها في مجلة نشاطات الأكاديمية الوطنية للعلوم Proceedings of the National Academy of Sciences  (PNAS)، وقال الباحث سونك دانجندورف من جامعة سيجن في ألمانيا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية "يرتفع منسوب مياه البحار بتسارع أكبر بكثير مما كنا نعتقد سابقا".

وتجدر الإشارة في هذا المجال، إلى أن منسوب مياه المحيطات والبحار ارتفع - وفقا لهذه الدراسة - بمعدل 1.1 ملليمترا في العام الواحد (أي نحو 1.09 سنتيمترات في كل عقد) في الأعوام ما قبل العام 1990. إلا أن هذا المعدل ارتفع في الأعوام بين 1993 و 2012 ليصل إلى نحو 3.1 ملليمترا (أي 3.09 في العقد) وهو تسارع أعلى مما أشارت إليه الأبحاث والدراسات السابقة.

ويسود الاعتقاد أن أن هذا المعدل المتزايد يعود سببه إلى ذوبان الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) وجزيرة غرينلاند. وعلى الرغم من أن العلماء يختلفون بشأن أسباب تسارع معدل الارتفاع، إلا أنهم الآن على معرفة تامة بما ستؤول إليه الأمور. قال دانجندورف "إن منسوب مياه البحر سيستمر في الارتفاع خلال القرن القادم شئنا أم أبينا، لكنني أعتقد أن بإمكاننا أن نساهم في الحد من ارتفاع منسوب مياه البحر".

دراسة حديثة

نتائج الدراسة هذه عززتها دراسة حديثة لـ "الأكاديمية الأميركية للعلوم" نشرت يوم أمس الاثنين 12 شباط (فبراير)، أفادت أن ارتفاع منسوب مياه المحيطات يتسارع بحيث يمكن أن يصل إلى 65 سنتم بحلول نهاية القرن، وهو رقم يتطابق مع تقديرات الأمم المتحدة ما قد يطرح مشكلات جدية للمدن الساحلية.

وأوضحت الدراسة أن نسق ارتفاع مستوى المحيطات سنويا يبلغ حاليا نحو ثلاثة ملليمترات، لكنه قد يرتفع بعشرة مليمترات إضافية سنويا بحلول 2100.

وارتكزت الدراسة على معلومات جمعتها أقمار صناعية لمدة 25 عاما "وهي تقريبا متسقة مع توقعات تقرير مجموعة الأمم المتحدة لخبراء المناخ" الذي قدّم في 2014.

وأوضح المعد الرئيسي للدراسة ستيف نيريم، وهو أستاذ هندسة الطيران في "جامعة كولورادو" أن "هذا التسارع الذي مرده أساسا تسارع ذوبان الجليد في غرينلاند والقطب الجنوبي، يمكن أن يضاعف الارتفاع الإجمالي لمستوى المحيطات بحلول 2100، بالمقارنة مع توقعات انطلقت من مبدأ ثبات مستوى الارتفاع".

وأضاف أنه مع تسارع الزيادة السنوية، سيرتفع مستوى المحيطات بأكثر من 60 سنتم مع نهاية القرن، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بـ "تقديرات حذرة".