الانقراض يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بحجم الحيوانات!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, February 20, 2018

الانقراض يرتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بحجم الحيوانات!

"غدي نيوز" – يارا المغربي -

 

كشفت دراسة أجراها فريق من الباحثين في "معهد سانتا في" Santa Fe Institute الأميركي أن الحيوانات الضخمة يمكنها التفاعل والنمو على الأرض وسط المصادر المحدودة، ما يساعدها على التأقلم، ويجعلها أقل عرضةً للانقراض مقارنةً بالكائنات الأصغر منها في الحجم.

 

نموذج الحالة الغذائية

 

نشرت هذه الدراسة في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" العلمية المتخصصة Nature Communications، وأشارت إلى أن فرص الانقراض ترتبط ارتباطا وثيقا ومباشرا بحجم الحيوانات، وهو ما يفسر ميل معظمها إلى التطور لتكون أكبر حجما، لحماية نفسها من الهلاك.

وتطرقت الدراسة إلى "نموذج الحالة الغذائية"، الذي أنشأه الباحثون من ذوي التخصصات المختلفة، وتوصلوا من خلاله إلى حجم الجسم والتمثيل الغذائي وتفاعُل الحيوانات الكبيرة والصغيرة بعضها مع بعض، وصراعها المستمر على الموارد المحدودة في كوكب الأرض، يفيد بأن الحيوانات ذات الحجم الكبير "تفوز بقدرٍ أكبر من الموارد".

وقال الباحث المشارك في الدراسة عالم البيولوجيا كريس كيمبس Chris Kempes إن "النموذج الجديد يُعرَف باسم نموذج الحالة الغذائية، ويُعَد أكثر تعقيدا، إذ يفسر أسباب اتجاه بعض الحيوانات إلى التطور تجاه أحجام الجسم الأكبر، ويتضمن حجم الجسم والتمثيل الغذائي، ونموذج الانقراض، إذ تتفاعل الحيوانات الجائعة أو الكاملة، الكبيرة أو الصغيرة، وتنمو على الأرض وسط المصادر المحدودة، كما يسمح بالتنبؤ بخطر الانقراض، بالإضافة إلى توفير نظام يعالج الحيوانات المعرضة للانقراض".

وأشار كيمبس إلى أن "الحيوانات التي لا تحصل على قدرٍ كافٍ من الطاقة المستمدة من الطعام تنقرض أولًا"، وعزا السبب إلى "ضعفها في مواجهة الكوارث أو الأوبئة".

اعتمدت الدراسة على دمج نمطين بيولوجيين، الأول "قانون داموث" Damuth's law، الذي وضعه العالم البيولوجي جون داموث عام 1981، والذي يذهب إلى أن "الأنواع كبيرة الحجم لديها متوسطات سكانية أقل من الحيوانات الأصغر منها حجما"، فعلى سبيل المثال، نجد أن الثدييات التي تبلغ متوسطات حجمها 16 ضعف متوسطات حجم الثدييات الأخرى، تنتشر بمتوسط كثافة أقل بمقدار الثمن من الثدييات الأصغر، ما يعني أن العلاقة بين الكثافة السكانية في المجتمعات الحيوانية وبين الحجم هي علاقة معكوسة في الأساس".

 

قاعدة كوب

 

أما النمط البيولوجي الثاني، الذي اعتمده الباحثون في الدراسة، فهو "قاعدة كوب"، التي وضعها عالِم الحفريات الأميركي "إدوارد درينكر كوب"، وترى أن الثدييات البرية لديها ميل للتطور نحو أحجام أكبر، إذ يظهر هذا النمط أن الحيوانات الكبيرة ذات الأيض الأبطأ هي الأكثر استقرارا في مجال الانقراض في حالة حدوث مجاعات.

كما توضح الدراسة أن الحيوانات الضخمة تكون أقوى في مواجهة "المجاعة"، إذ إن معدلات الأيض لديها "أكثر استقرارا"، لذا تكون قوية في مواجهة نقص الغذاء، ما يجعلها تحظى بفرصٍ أقل للانقراض من جَرّاء المجاعة.

ووفق "كيمبس" أيضا، فإن "الدراسة التي استغرقت عامين تكشف العلاقة بين الطاقة الفيزيولوجية التي تستمدها الحيوانات من حرق الغذاء وحجم الحيوانات واحتمالات الانقراض، وتمهد الطريق لإجراء أبحاث مفصلة أكثر لمحاولة تفسير الانقراضات الكبرى الناجمة عن نقص الغذاء وتدمير الموائل الطبيعية للحيوانات".

ويأمل الباحثون أن توفر الدراسة رؤى أكثر وضوحا حول عملية الانقراض، ما يسهِّل وضع برامج مستقبلية تستهدف حماية الكائنات الأقل حجما والمعرضة للانقراض.

 

يمكن الإطلاع على الدراسة بشكل مفصل كما تناولتها "ساينس ديلي":

https://www.sciencedaily.com/releases/2018/02/180213084408.htm

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن