الإنتخابات النيابية بين المبايعة والمحاسبة!

Ghadi news

Wednesday, February 21, 2018

الإنتخابات النيابية بين المبايعة والمحاسبة!

"غدي نيوز" -*فادي غانم -

 

ما يزال الوعي اللبناني (على المستوى الجمعي وليس النخبوي)، يرى في الانتخابات النيابية مناسبة لمبايعة الزعيم وتجديد الولاء له، لذلك نجد أن حركة الاصطفاف الطائفي والمذهبي يشتد حضورها ويقوى عودها في سياق التحضير للاستحقاق، وغالبا ما تعبر عن نفسها في الشارع، مناوشات وصدامات أحيانا على خلفية تعليق صورة لهذا المرشح أو ذاك، ولا يدرك المريدون والأتباع أن لا فرق بين زعيم وآخر إلى أي طائفة انتمى، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

متى يرتقي اللبنانيون بوعيهم إلى معرفة وفهم وإدراك ما هي الهدف الرئيسي من إجراء الانتخابات النيابية؟ هنا، نقول أن المطلوب في هذا الاستحقاق ليس المبايعة وإنما المحاسبة، فالديموقراطية لا تحتمل ممارسات مشوهة، وإلا حصدنا المزيد من الخيبات، وشرعنا دون أن نعلم بقاء الفساد.

ما يثير الاستغراب فعلا، أن اللبناني عموما جريء في عرض همومه، وفي نقد وانتقاد مسؤوليه، وضعيف ساعة يحين وقت المحاسبة، وهذا ليس بغريب في بلد تتقاسمه وتستولي على مقدراته الطوائف، حيث تسود الغرائز في الاستحقاقات الكبرى على حساب لغة العقل والمنطق، ولا نستغرب مع اقتراب موعد الترشح وإعلان اللوائح أن تسود حالة استنفار تعضد مرشحي الطوائف، تتخللها بيانات وسجالات بين سياسيين أتقنوا اللعب على مشاعر الناس.

نريد انتخابات نيابية عنوانها المحاسبة، وإلا سنبقى أسرى همومنا مشاكلنا وأزماتنا، من السياسة إلى الاقتصاد والبيئة والصحة والتنمية، نريد الاستحقاق فرصة لتجديد الحياة السياسية، لا لتشريع سوء الإدارة وتبرير السرقة والفساد.

وللمبايعين نقول، تجديد ولاءاتكم لزعماء الطوائف والأزلام يعني المزيد من المعاناة بـ "حلة ديموقراطية"، تمهد الطريق لكوميديا سوداء يمتد عرضها أربع سنوات!

 

*رئيس "جمعية غدي"

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن