مؤتمر "سيدر"... الإصلاح قبل التمويل!

Ghadi news

Friday, April 6, 2018

مؤتمر "سيدر"... الإصلاح قبل التمويل!

"غدي نيوز" * فادي غانم -

 

يتطلع اللبنانيون إلى مؤتمر " سيدر " (باريس 4) في العاصمة الفرنسية بعين الحذر والترقب، ولا تتملكهم أوهام من أن هذا المؤتمر سيرفد اقتصادهم بما يحصن مستقبلهم في مواجهة الأزمات في مختلف وسائر القطاعات، بعدما تيقنوا أن المشكلة لم تكن يوما في توفر المال وإنما في إدارته، وإلا كيف نفسر وصول الدين العام عتبة المئة مليار دولار؟!

ولأن الأمور باتت واضحة للقاصي والداني، فالورقة اللبنانية التي سيقدمها لبنان رسمياً إلى الجهات المانحة من دول ومؤسسات دولية مشاركة في مؤتمر "سيدر"، تشير إلى أن لبنان سيتلزم بإجراء إصلاحات مالية وقطاعية، أبرزها ضبط أوضاع المالية العامة بنسبة 5 نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الخمس المقبلة، من خلال إجراءات متعلقة بزيادة الإيرادات وخفض الإنفاق، بما في ذلك خفض التحويلات الحكومية إلى مؤسسة كهرباء لبنان التي تجاوزت 4 بالمئة من الناتج العام وضمان بقاء العجز الحالي عند مستوى 2017.

وذلك يعني أن المؤتمرات السابقة (باريس 1 و2 و3) لم تحقق هدف التنمية والنهوض الاقتصادي، والسؤال الماثل الآن، هل ثمة ثقة لدى الجهات المانحة في أن لبنان قادر على تحقيق الإصلاح المطلوب؟

لم يقدم لبنان نموذجا واحدا أكد من خلاله أنه سيكون قادرا على مواجهة ترهل الإدارة والفساد، ولن يكون قادرا أيضا لا الآن ولا مستقبلا، طالما أن الهدر هو سمة نظام قائم على التحاصص، وأن أي مشروع تنموي لا يمكن أن يبصر النور إلا بتوافق سياسي، والتوافق هنا، يعني اقتسام كعكة الدراسات والتلزيمات بين من يتحكمون بمصير اللبنانيين، ولا نستغرب اتساع الهوة الاقتصادية والاجتماعية بين طبقة ثرية تملك السلطة والمال وبين الشعب عموما الذي يزداد فقرا وبؤسا.

يعيش لبنان منذ مؤتمر باريس الأول إلى الآن مفارقات صارخة، فالناس اكتووا بنار الفقر والعوز، وهذا ما نشهده الآن مع بدء السباق الانتخابي، ففيما نرى البذخ وصرف الأموال بغير سقوف واضحة من قبل مرشحي السلطة بشكل خاص، نرى في الجانب الآخر أن الجوع بدأ يطرق أبواب اللبنانيين، وأن الهجرة باتت خيار الشباب الوحيد.

لن يقدم مؤتمر "سيدر" الحل لما نشهد من أزمات اقتصادية ومالية، فالمشكلة تظل مشكلة نظام وإدارة، وفساد وسمسمرات، لذلك ثمة بارقة أمل واحدة، متمثلة في قدرة رئيس البلاد على ترسيخ نهج تغييري إصلاحي، وإلا فعلى لبنان السلام!

 

*رئيس " جمعية غدي "

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن