حضارات فضائية مختبئة في "المادة المظلمة"!

Ghadi news

Friday, June 8, 2018

حضارات فضائية مختبئة في "المادة المظلمة"!

"غدي نيوز"

 

أطباق طائرة في أشكال لا حصر لها، لا يتوقف الحديث عنها، بل تتسرب إلى نسيج الأساطير، كالقول إن الأهرامات كانت محطات لها، ولا تغادر الالتباس المقيم عن بلدة "روسويل" الأميركية والمنطقة 51 فيها وغيرها.

منذ أقدم الحضارات إلى يومنا هذا، لم يتوقف البشر عن التفكير في وجود كائنات فضائية، عن أناس غيرنا في الكون. لا مقال ولا موسوعة تستطيع جمع خيال البشرية الممتد عن وجود حضارات في الكون. مع ذلك، لا دليل قاطعاً علمياً عليها. وأخيراً، ظهر رأي عن سبب غياب الدليل. جاء من تلاقٍ غير متوقع بين علمي الفلك والطب النفسي - العصبي، ويفيد بأن "المادة المظلمة" (Dark Matter) هي التي ضللت البشر و "أعمت" عيونهم عن رؤية الحضارات الفضائية، وشوّشت على الاتصالات بينها وبين الكرة الأرضية! ويصعب الاستخفاف بهذا الرأي ولو لمجرد تذكّر أن المادة المظلمة تشكل قرابة 95 بالمئة من الكون، ولا يعرف البشر شيئاً فعلياً عنها، سوى أنها مختلفة كلياً عن كل أنواع المادة التي يعرفونها في الكون، وأن عيونهم لا تستطيع رؤيتها، لذا فقد سمّوها "مظلمة"!

جاء ذلك الرأي من فريق علمي متنوّع في جامعة "كايدز" الإسبانية، أشارت بحوثه إلى أن البشر كانوا يتطلعون إلى الاتجاه الخاطئ عند التفكير في كيفية اكتشاف كائنات فضائية أو التواصل معها. إذا كانت المادة المظلمة التي لا يحسن البشر التعامل معها إلى الآن، هي معظم حجم الكون، يكون الاحتمال كبيراً أن تضمّ كواكبُ فيها حضارات كونية، أو أن تلك الحضارات متقدّمة على البشر (وهو رأي واسع الانتشار علمياً، بل مال إليه دوماً العالِم الراحل ستيفن هوكينغ، وقبله عالم الفضاء كارل ساغان)، يكون الاحتمال كبيراً أيضاً أنها تستخدم وسائل اتصال مغايرة لما نعرف، بما في ذلك أنها تستعمل المادة المظلمة و/ أو ميزاتها وأبعادها في التواصل معنا.

هل المشكلة إذاً، أن البشر لم يفكروا في استخدام المادة المظلمة، أو الأبعاد والقوى المرتبطة بها، في التواصل مع حضارات أخرى في الكون؟

 

عندما ترى العين شجرة ولا تلاحظ غوريلا!

 

وأشار الفريق الإسباني إلى أن رادارات مركز "البحث عن ذكاء غير أرضي" (Search for Extraterrestrial Intelligence - اختصاراً "سيتي" SETI) تعمل على مدار الساعة منذ عقود، ولم تعثر على شيء. ولكن، أحياناً، تلتقط موجات مشوشة، فلا تعتبر أنها تملك عنها دلالة علمية كافية. ولفت الفريق الإسباني إلى "سيتي" وما يشبهه، كي يورد ملاحظة مهمة: يبحث البشر عن كائنات فضائية، لكنهم يفكرون في ذلك الأمر من منظارهم، بل كأنما يحصل ذلك ضمن افتراض بدهي بوجود تشابه أو تقارب بين حضارة الإنسان والحضارات الكونية الأخرى. وبشجاعة، لفت المختصّ بالطب النفسي - العصبي غابرييل دي لا تور (وهو من الباحثين في ذلك الفريق) إلى تلك البداهة، مشدداً على أن العلماء نادراً ما يعترفون صراحة بها، بل أحياناً لا يأخذونها ضمن حساباتهم. وأجروا تجربة على 137 شخصاً طُلِبَ منهم مطالعة صور جوية عن أمكنة فيها تركيبات اصطناعية (مبان، مصانع، مرائب سيارات...) وأخرى طبيعية (غابات، أشجار، حقول...). وعمد العلماء إلى "دس" رسوم صغيرة تمثّل ما تكونه غوريلات كبيرة على الأرض. ولم يلاحظها المشاركون ممن ركزوا على الفكرة المسبقة التي كانت في بالهم قبل مطالعة الصور، أي البحث عن المباني والأشجار.

وعلّق دي لا تور على تلك التجربة، مشيراً إلى أن نتائجها تصلح عينة عن بعض مناحي عمل الدماغ البشري. وأوضح أن البشر يستكشفون الفضاء ضمن حدود وقدرات وقابليات أدمغتهم وتفكيرهم، ما يرفع جداراً سميكاً أمام إمكان تواصلهم مع حضارات فضائية، ربما كانت معطياتها واتصالاتها خارج إطار الفكر البشري!

كيف ستنظر وكالة "ناسا" إلى ذلك الاقتراح العلمي الإسباني؟ لننتظرْ ونرَ.

 

عن "الحياة" اللندنية

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن