هل دخل العالم عصر "البلاستوسين" Plastocene؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Friday, January 18, 2019

هل دخل العالم عصر "البلاستوسين" Plastocene؟

خاص "غدي نيوز" - رصد وترجمة سوزان أبو سعيد ضو

 

استضافت جامعة "هال" University of Hull "مهرجان العلوم البريطاني"  British Science Festival السنوي المتميز في العام 2018، وجاءت "مناظرة هاكسلي" The Huxley Debate لتكون أهم أحداث هذا المؤتمر، وقد جمعت هذا العام، خبراء عالميين لمناقشة قضية ملحة تواجه المجتمع العالمي ككل، وكان موضوع النقاش الأكثر أهمية هو "ماذا نفعل بشأن بلاستيك المحيطات؟".

وكجزء من المناقشة ، اقترح البروفيسور دان بارسونز Dan Parsons، "مدير معهد الطاقة والبيئة" Energy and Environment Institute، أنه في المستقبل سوف نرى الدليل على نفاياتنا البلاستيكية في السجل الرسوبي، وأن ظهور هذا في السجل يمكن أن يمثل الحد بين الهولوسين Holocene أو العصر الجيولوجي الحالي والأنثروبوسين Anthropocene، وهي حقبة مقترحة من قبل العلماء ، تعود بالزمن إلى بداية التأثير البشري الكبير على جيولوجيا الأرض وأنظمتها البيئية، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، تغير المناخ بفعل الإنسان.

وكتب  Christopher Skinnerوهو باحث في مجال "الجيوفورمولوجيا" المتعلق بدراسة السمات المادية والوصفية لسطح الأرض وعلاقتها بهيكلها الجيولوجي في مدونة EUROPEAN GEOSCIENCES UNION، "تلوث البلاستيك قضية ضخمة، من المؤكد أننا سمعنا الإحصائيات الرئيسية مراراً وتكراراً - 12 مليون طن من المواد تدخل المحيطات كل عام، وبهذا المعدل سيكون هناك المزيد من البلاستيك أكثر من الأسماك فيها بحلول عام 2050، وأن البلاستيك مصمم ليكون غير قابل للتدمير ولا يختفي أبداً، بالمقابل فهو يتكسر إلى قطع أصغر وأصغر، ومن الممكن أن الطريقة الوحيدة لإخراجه من المحيط هو الانتظار حتى يستقر في قاع المحيط ويدفن، وهو أمر قد ننتظره منذ وقت طويل، أو أن يطفو ويتم جمعه بطرق مبتكرة".

وتابع: "شهد العالم تحولا كبيرا في الرأي العام ونظرتنا إلى استهلاكنا من البلاستيك، فقد كان يُنظر إلى البلاستيك على أنه مادة رائعة في الخمسينات من القرن الماضي، لكننا الآن نستيقظ على مشاكله، ويعتمد العالم على عبوات بلاستيكية رخيصة الثمن، كما أن متانة المادة تعني أنها يمكن أن تستمر في بيئتنا لعدة عقود، ويواجه العالم تحديات عدة، مع الدعوات لخطوات وإرشادات عملية للتعامل مع هذه المشكلة فضلا عن تغيير السلوكيات العامة في المجتمعات حول العالم".

ولفت إلى أنه "قد دفع اقتراح البروفيسور بارسون أحد الصحفيين إلى التعليق، على سبيل المزاح، بأن الاسم الأفضل للعصر الجديد، سيكون (البلاستوسين) plastocene ، وقد يكون ساقها كمزحة، ولكن لا ينبغي ألا يؤخذ مصطلح plastocene المبتكر، وجدواه إلا بمنتهى الجدية".

وأضاف سكينر "تم العثور بالفعل على رواسب بلاستيكية، وبعضها له آثار جانبية مفيدة (ولكن غير مرحب بها) أي كعلامات على أحداث كالفيضانات من خلال تشكيل خطوط ظاهرة)، فعلى سبيل المثال، فقد تم استخدام القمامة التي نتجت من قبل العواصف وموجات التسونامي حتى الآن في تحديد حدود الفيضان، أيضا لمعرفة الزمن المحدد لهذه الفيضانات باعتماد تاريخ إنتاج وانتهاء العبوات"، وقال: "في زيارة قمت بها مؤخراً إلى جنوب إسبانيا كجزء من رحلة ميدانية في المرحلة الجامعية، شاهدت خطوطًا متعرجة تتكون من أجزاء صغيرة من البلاستيك متعددة الألوان، وقد يمكن استخدام هذه الخطوط في المستقبل كبيانات وتسجيل لهذه الفترة الزمنية".

ولفت إلى أنه "قد تم بالفعل العثور على البلاستيك على شكل صخور، فقد لاحظ كوركوران وآخرون Corcoran et al (2015) نوعًا جديدًا من الصخور أطلق عليها اسم Plastiglomerates حول شواطئ هاواي، وقد تكون تشكلت عندما ذاب البلاستيك واندمجت مع المواد الطبيعية، مثل رواسب الشاطئ والصخور البركانية، ولم يعثر الباحثون على أي دليل على تدفقات حمم بركانية الأخيرة، لذا اقترحوا أن تكون plastiglomerates تشكلت من خلال حرق المواد البلاستيكية المتعمد".

ورأى سكينر أن "عمليات التحجير قد تكون سريعة للغاية وتطاول تحجر الكربونات من الشواطئ والأحياء البحرية، ويتم تشكل الصخور في أقل من عام، مما يعني أن الأدلة على النشاط البشري يتم الحفاظ عليها ويمكن استخدامها للتأريخ، ومن الأمثلة على ذلك زجاجات الشراب الزجاجية ومخلفات الحرب العالمية الثانية، وفي المستقبل يمكن أن نرى في نهاية المطاف المواد البلاستيكية المحفوظة في هذه الكربونات المتحجرة".

ولحظ سكينر أنه "ومع ذلك، فمن غير المحتمل أن من قد يرث هذا الكوكب منا، سوف يعتبرون هذه الفترة من السجل الرسوبي ويشيروا إليها على أنها البلاستوسين، فتلوث البلاستيك ليس هو الضغط الوحيد الذي نمارسه على هذا الكوكب، بل إنه ليس الأكثر أهمية"، وختم:"كما أننا تركنا بصماتنا على السجل الرسوبي لآلاف السنين، مع أول أنشطة للتعدين والصهر التي نتج عنها ارتفاعات في كميات الرصاص في الترسبات، فضلا عن التجارب النووية في الخمسينيات تاركة بصمة البلوتونيوم 239، لا يمكننا عزل البلاستيك عن تأثيرنا على ما يعتبر حقا عصر الأنثروبوسين".

 

المصادر: EUROPEAN GEOSCIENCES UNION

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن