سدّ بسري بعيداً عن بازار الشعبوية: مشروع حيوي يؤمّن 125 مليون متر مكعب من المياه سنوياً

Ghadi news

Sunday, March 31, 2019

سدّ بسري بعيداً عن بازار الشعبوية: مشروع حيوي يؤمّن 125 مليون متر مكعب من المياه سنوياً

"غدي نيوز"

وكأنه كتب على كل مشروع مفيد للبنانيين ان يدخل في بازار الشعبوية والأخذ والرد والإستغلال لمصالح سياسية لا يستفيد منها المواطن إلا بالتصاريح المعترضة لأشخاص وجمعيات ترفض حتى الرد علميا وبالمعلومات عن أهمية هذا المشروع الحيوي لأبناء المنطقة.

هكذا يبدو مشروع " سد بسري " الذي يعترض عليه البعض بشكل عشوائي لا يستند أحياناً إلى حقائق علمية بل إلى احاديث متناقلة بين الناس. الكثير مما يثار عن المشروع وعلاقته بالزلازل غير صحيحة، كما أن ما يثار حوله عن تشويه البيئة والتراث أيضا لا يستند إلى أي حقائق ومعلومات ذات مصداقية. كن الواقع هو عكس ذلك، فالمشروع هو رئة حياة لأهل المنطقة لناحية خلق فرص عمل وتنشيط المحيط المباشر له من الناحية الاجتماعية والبيئية والتنموية عبر عدد من المشاريع السياحية المرتقبة في المنطقة وغيرها من المنافع العامة المباشرة او غير المباشرة لهذا المحيط، كما هو رئة حياة لأهل بيروت والضواحي الذي يعانون الأمرين من شح المياه خلال فترات الصيف.


والمعلوم ان الجهة المنفذة للمشروع قد استفاضت في السنوات الاخيرة خلال اعداد الدراسات التفصيلية لهذا المشروع، بالنظر الى معظم النواحي الفنية والاجتماعية والبيئية المحيطة به كما والاخذ باقتراحات المعنين من اهل الاختصاص في هذه المجالات، وهي تتابع سلسلة حلقات النقاش العام حول المشروع ومع التاكيد على أهمية الحفاظ على ثروة لبنان المائية بدلا من هدرها لا سيما ان هذا المشروع الحيوي كأيّ مشروع آخر، سيكون له أثر على البيئة يمكن الحد او التعويض عنه إذا ما تمت دراسته بشكل مفصل كما هي الحال، فيما يبقى في المقابل مشروع مفيد لمنطقة كبيرة من لبنان، إذ أنه سيؤمن 125 مليون متر مكعب من المياه سنوياً يستعمل معظمها لزيادة امدادات المياه للمنطقة الممتدة من ساحل اقضية الشوف وعاليه وبعبدا والمتن مروراً بالضاحيتين الجنوبية والشمالية وبيروت الادارية، مما يحلّ مشكلة النقص الحادّ في المياه في بيروت وجبل لبنان، وسيستفيد منه 1.6 مليون لبناني، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1.9 مليون في سنة 2035.

هذا السدّ، لدى انجازه، سيحوّل المنطقة المحيطة به لتكون مركز استقطاب سياحي مزدهر، تتضمن مرافق لزوار البحيرة ومشاريع بيئية واجتماعية متنوعة ذات طابع محلي يمكنها ان تحوي عدد من الاثار التي سيتم الحفاظ عليها من موقع المشروع كما وأنشطة لتشجيع السياحة البيئية والنشاطات الترفيهية والرياضية وغيرها، ومن شأن خطة التعويض الإيكولوجي الجاري تنفيذها حالياً والمبنية على دراسة الاثر البيئي أن تعالج أيّة آثار له على الثروة الطبيعية والزراعية في المنطقة، حفاظاً على التنوع الحيوي والإيكولوجي لمحيط المشروع.

وستحدّد خطة التعويض الإيكولوجي السبل التي ستُعتمد للحفاظ على ما يعادل (أو أكثر) من الثروة الطبيعيّة والتنوّع البيئي المفقود جرّاء تنفيذ السد، بالإضافة إلى تحديد النطاق والمساحة البيئة المعاد إنشاؤها خارج موقع المشروع والمطلوبة للتعويض عن الفقدان الدائم أو المؤقت للموائل الطبيعية الموجودة.

كما اكدت دراسة تقييم الأثر البيئي والإجتماعي أن إقامة بحيرة مياه خلف سدّ بسري يوفّر استمرارية تدفّق المياه داخل النهر طوال أيام السنة حتى خلال سنوات الجفاف، مما يحفظ التنوّع البيولوجي والإيكولوجي في مجرى النهر وفي محيطه.


tayyar.org

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن