"غدي نيوز"

كيف تحافظ الطيور المغردة على نسق نغمتها الموسيقية، ولماذا يصعب على الدماغ تعلم بعض الأمور، ويتقن أخرى؟
هذا ما عزم علماء من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو على دراسته ، حيث تم بناء أول نموذج رياضي يتنبأ بقدرة الطيور على التعلم، ليساعد في فهم آلية التعلم لدى الإنسان والكائنات الأخرى. ووفقا لصحيفة "ساينس ديلي"، فقد أشار البحث إلى أن الطيور البالغة تميل إلى تصحيح الأخطاء الصغيرة لتغاريدها، وبسرعة ونشاط كبيرين. وبمساعدة طائر "الحسون البنغالي" كنموذج لفهم آلية عمل الدماغ في تصحيح الأخطاء الصوتية.
ومثل البشر تماما، تتعلم صغار الطيور التغريد من خلال الاستماع إلى الطيور البالغة. ويقول الباحث صموئيل سوبر عن تغريد الطيور التي فقست حديثا: "كان غناء الطيور الصغيرة مشوشا في بداية الأمر ويمكن تشبيهه بهمهمات الأطفال الرضع".
إلا أنها وبمرور الوقت، مع استمرارية تلك الطيور بالتدرب والاستماع وارتكاب الأخطاء وتصحيحها، تمكنت أخيرا من التغريد بصورة جيدة تضاهي الطيور البالغة.
وأراد العلماء قياس علاقة حجم الأخطاء اللفظية واحتمالية لجوء الدماغ لعمل تصحيح حسي عبر تجربة أخضعت الطيور فيها للغناء وتسجيل الأصوات، ومن ثم إسماع تلك التغاريد ولكن بصورة مشوشة عن الواقع للطيور المغردة نفسها، لتتم ملاحظة أنه عندما يتم العبث بتلك الأصوات بصورة بسيطة، تتمكن الطيور من تصحيح تلك الأخطاء بسرعة. والعكس صحيح بالنسبة للتغييرات الكبيرة، فقد تعلمت الطيور بشكل أقل، إلى جانب أنها استسلمت عن تصحيح الأخطاء في وقت ما.