ضانا أم النحاس؟

Ghadi news

Sunday, August 22, 2021

ضانا أم النحاس؟

"غدي نيوز"




كتب عمر محمد الشوشان يقول:


الحكومات المتعاقبة لم تقدم رواية متماسكة حتى يقتنع بها الجمهور الأردني بدءاً من ملف النفط إلى اليورانيوم إلى الذهب وغيرها من ملفات التعدين والتنقيب؛ سيما أن هناك شركات عملاقة مثل شل وبرتيش بتروليوم البريطانية واريفا الفرنسية وترانزغلوبال ومثيلاتها التي جرّت أذيال الخيبة وراءها دون أن تترك أثر "يريح النفوس ويبشّر بالفلوس" بل زاد رحيلها المفاجئ حالة الشك والريبة.
الحكومة الحالية شرعت في فتح ملفات التنقيب دون أسس واضحة، بل تدين نفسها بإطلاق العناوين الفضفاضة دون إعطاء محتوى يستند للحجة العلمية الحصيفة، وإلقاء المليارات على مسامع الأردنيين والآلاف من فرص العمل دون حساب الأثر السياسي الذي يترتب على مثل هذه الممارسة السلبية التي تزيد من حالة فقدان الثقة بين الشعب والحكومة، ظناً منها أنها ستطفىء غضب الشارع الذي يعاني الأمرين من الفقر والبطالة.
قضية "نحاس/ضانا" قضية وطنية وإنما عالمية لكونها من محميات المحيط الحيوي المعلنة من قبل اليونسكو؛ قضية تستحق أن نقف كثيراً عندها ليس لأهميتها فحسب وإنما لتأسيس منهج مستدام في إدارة رأس المال الطبيعي والتفكير البارد من دون حالة إنفعالية لا تخدم اي من الطرفين، لإننا بالنهاية نتحدث عن المصلحة الوطنية العُليا.
وهنا لا بُد من تأسيس حوار منطقي علمي بين من يرى بقاء ضانا كما خُلقت هبة ربانية وبين من يرى في النحاس الرزق الوفير والحل لضيق العيش. كل منا يعُد حجته بمنتهى الشفافية والمصداقية بعيداً عن المصالح الضيقة، لإن إستثمار الثروات بشكل مستدام هو الطريقة الأفضل وتقديم الأهم على المهم والأكثر ديمومة على الربح الآني إذا تحقق.
الثروات الطبيعية استثمارها حق مشروع للدولة والشعب، وتعتبر محمية ضانا ثروة طبيعية وتم استثمارها بشكل يخدم أهداف خصوصيتها البيئية، كما يعد النحاس مورد اقتصادي لأي بلد، طالما أن هناك دراسات تشير على تراكيزه العالية وكمياته التجارية ولكن عندما يتعلق وجوده في محمية طبيعية يحتاج إلى التفكير مرتين.
المحميات الطبيعية محمية بموجب قوانين وطنية واتفاقيات دولية وهي رأس مال وطني كبير للأجيال الحالية والقادمة ومورد اقتصادي يتماشى مع توجهات العالم في الفترة المقبلة الذي يضع القضايا البيئية في مقدمة الأجندة الدولية ومجابهة التغير المناخي الخطر الوجودي الذي يهدد الإنسانية على كوكب الأرض، فضلاً عن الدعوة للاستثمار الذي يحقق النمو الأخضر وليس لون آخر.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن