سرحال: لأهمية المحافظة على الطيور المهاجرة

Ghadi news

Sunday, February 27, 2022

سرحال: لأهمية المحافظة على الطيور المهاجرة

"غدي نيوز"



مع اقتراب حلول فصل الربيع، وجه مدير عام SPNL والمستشار الدولي ل "Birdlife International" اسعد سرحال نداءً إلى جميع المواطنين للامتناع عن صيد الطيور منعاً باتاً. ففي هذا الفصل، تقوم الطيور بالتزاوج والتوالد والتعشيش ورعاية صغارها، ومن واجبنا جميعاً المحافظة عليها.



وتابع سرحال في اتصال مع "غدي نيوز": يشهد فصل الربيع هجرة الطيور عبر لبنان من مواقع إشتائها في افريقيا الى اوروبا وآسيا، لذا ندعوا إلى التقيّد التام بعدم الصيد بتاتاً، حفاظاً على أنواع الطيور المهاجرة. فبالفعل تعبر أجواء لبنان في موسم الهجرة ملايين من الطيور المهاجرة، بعضها مهدد بالانقراض عالمياً، مثل بجع دلماشيا، العقاب الأسفع الكبير، عقاب بحر أبيض الذيل، الرخمة المصرية، المرزة الباهتة، ملك العقبان، السلوى، والعويسق... فيتوجب المحافظة على هذه الطيور والامتناع عن صيدها خاصة أنها مندرجة ضمن اتفاقية الطيور المائية المهاجرة الأورو آسيوية - الإفريقية AEWA التي صدّق عليها لبنان وأصبح ملتزماً بها.



ويُعتبر لبنان معبراً مهماً لملايين الطيور المهاجرة التي تعبر أجواءه مرتين في السنة، خلال هجرتها من أوروبا وآسيا إلى مواقع اشتائها في افريقيا في فصل الخريف وخلال عودتها من افريقيا إلى مناطق تكاثرها في اوروبا وآسيا في فصل الربيع، منها مئات آلاف الطيور الحوامة (البجع، اللقلق، الكركي). وبالتالي يشكل لبنان نقطة أساسية في مسار هجرة الطيور المحلقة التي تعتمد على مناطق محددة للاستراحة والمبيت خلال هجرتها من أجل تأمين الغذاء والماء والموطن. وهذا هو السبب الذي يدعو إلى حماية هذه الطيور ومواطنها والمحافظة عليها. وظهرت أهمية لبنان على المستوى العالمي بالنسبة لهجرة الطيور كون بعض مناطقه تشكل "عنق زجاجة" أي الموقع الذي تمر فيه الأعداد الكبيرة من الطيور بصورة منتظمة خلال هجرة الربيع والخريف.



واضاف سرحال نشهد اليوم على مرور الاف طيور "الكركي" وهي تزين سماء لبنان فدعوها تمر بسلام واشار الى ان بعض من هذه الطيور قد تعرضت منذ فترة قصيرة الى انفلونزا الطيور.



مع العلم ان هذه الطيور المهاجرة كما الطيور المقيمة تحتل جزءاً مهماً من بيئتنا، فهي تلعب دوراً هاماً في الطبيعة إذ تحدّ من انتشار الديدان، وتوزع بذور الأشجار، وتنظف الطبيعة وتخلصها من الأجسام الميتة وبالتالي تمنع التلوث وتحافظ على صحة الإنسان ومعظمها يقضي على القوارض والجرذان والأفاعي التي تفتك بالمحاصيل الزراعية. وهذه الطيور تقضي على الحشرات وبالتالي تخفض الحاجة إلى مبيدات الحشرات وتعزز نوعية المنتجات الزراعية. كما تجذب الطيور المحلقة هواة مراقبة الطيور، فتشكل مادة للسياحة البيئية وتساعد في استدامة الدورة الايكولوجية للطبيعة.


 

الكركي الشائع

 

هناك أنواع عدة من هذا الطائر، بعضها مهدد بالإنقراض، إلا أن 4 منها تبقى غير مهددة، وهي: الكركي الرمادي الشائع وهو النوع الوحيد الذي يمر خلال هجرته في بلادنا، بينما الأنواع الأخرى تتواجد في أوروبا وآسيا، وهيdemoiselle crane واسمه العلمي  Anthropoides virgo، sandhill  واسمه العلمي Grus canadensis و  brolga واسمه العلمي هو Grus rubicunda، ولكنها جميعا تشترك بأنها طيور متوسطة الحجم، إلا أن الكركي الرمادي هو الأكبر حجما بينها، ويتراوج ارتفاعه بين متر و130 سنتيمترا فيما يبلغ مدى أجنحته بين 180 و240 سنتمترا، أما وزنه فلا يتعدى الـ 6 كيلوغرامات، وغذاؤه منوع بين النباتات والحيوانات، وإن كان معظم غذائه من النباتات، ولكن في فترة التكاثر يزيد استهلاكه من المصادر الحيوانية، ولا يشكل هذا الطائر خطرا على المزارعين بل يقضي على الآفات الزراعية من قوارض، كما يستهلك بقايا الحبوب في السهول ما يساعد في تنظيف هذه المساحات، ويقتات على الزواحف السامة وغيرها في حال وجودها، ولا يكون هذا الطائر عدوانيا إلا في حالات الأسر، وفي حالة التكاثر أو مهاجمته من الحيوانات المفترسة، ويدافع بمنقاره وبأجنحته والركل بأرجله.

 

قرية طائر الكركي الهندية

 

وفي الهند توجد قرية Khichan في ولاية راجستان Rajasthan، أطلقت عليها مجلة “عالم الطيور” Birding World اسم Khichan – the Demoiselle Crane village  أو”قرية طائر الكركي من نوع Demoiselle craneووضعت على خارطة التراث العالمي.

على الرغم من وجود هذا النوع من الطيور في أكثر من 46 دولة، فإن الأمر بدأ إثر مبادرة بعد عودة أحد مواطني هذه القرية منذ أكثر من 40 عاما، واسمه راتانلال مالو Ratanlal Maloo، ليرعى والدته التي ناهز عمرها 100 عام، وبسبب وقت فراغه، أوكل إليه عمه مهمة إطعام الحمام، وهو تقليد يمارسه المجتمع هناك، حيث يتم تغذية الطيور من حمام وعصافير وسنونو صباحا، وقد اجتذب هذا الأمر طيورا عدة، وفي السنة الأولى، أتى بعض طيور الكركي من نوع Demoiselle crane، بالإضافة إلى عدد من الطواويس، ثم أخذت الطيور تأتي بوتيرة أكبر كل عام، وانتهزت الكلاب الضالة الفرصة، وأخذت تهاجم الطيور، فطلب مالو أن تخصص قطعة أرض لتغذية الطيور وأن تكون آمنة، وتسمى هذه المناطق المحمية باللغة المحلية Chugga Ghar، وتبلغ مساحة كل منها حوالي 300 مترا مربعا، وأخذت أعداد الطيور بالتزايد وخصوصا الكركي، ووصلت أعدادها مؤخرا إلى 20 ألف طائر، ويتعاون المجتمع القروي على تغذيتها بأكثر من 3 آلاف كيلوغراما من البذور يوميا، ويساهم بتوفيرها المجتمع المحلي والمساعدات من الجمعيات البيئية، وأصبحت زيارة هذه القرية من مراقبي الطيور والسياح في أيلول (سبتمبر) من الأمور المألوفة، وساهمت في انتعاش السياحة في هذه المنطقة الصحراوية.

وفي هذا المجال، فإن إيرلندا وبعد انقراض طيور الكركي الرمادي فيها منذ أكثر من 300 عام، تبذل جهودا لإعادتها، خصوصا بعد مشاهدة سرب يحوم في أجوائها، خصوصا كونها تشكل جزءا هاما من التراث والثقافة الإيرلندية، بينما ينبري في بلادنا بعض الأشخاص إلى قتل كل ما يطير!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن