لقاء "الطاولة المستديرة" في الرابطة الثقافية عن أزمة النفايات

Ghadi news

Sunday, March 3, 2024

لقاء "الطاولة المستديرة" في الرابطة الثقافية عن أزمة النفايات

"غدي نيوز"


عقد "تحالف متحدون" في منتدى الرابطة الثقافية في طرابلس لقاء "الطاولة المستديرة" لمناقشة الحلول العلمية المتكاملة المقترحة لأزمة النفايات في طرابلس والمنية والشمال وكل لبنان، بإشراف فريق من الأخصائيين البيئيين والاقتصاديين تمهيدا لإنجاز دراسة الجدوى البيئية والاقتصادية والإدارية المتكاملة للحلول المتبناة، بمشاركة النائب طه ناجي، الوزير السابق سمير الجسر، رجاء هرموش عن النائب أشرف ريفي، يحيى جداد

عن النائب إيهاب مطر، أحمد سلوم عن النائب فراس سلوم، محمد الخير عن النائب كمال الخير، ابراهيم الصمد عن والده النائب عبد العزيز الصمد، رئيس بلديات اتحاد الضنية محمد سعدية، رئيس بلدية اللقلوق رياض مرعي وعضو البلدية راني حمادة، رامي الفنج، رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري، رئيس الاتحاد العمالي في الشمال شادي السيد، ممثل بلدية الميناء زاهر عرابي، ممثل جمعية الوفاق الثقافية وهبة الدهيبي.

افتتح اللقاء بالنشيد الوطني وقسّم إلى ثلاث جلسات، بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة من بعد الظهر. استهلّت الجلسة الافتتاحية بكلمة "تحالف متحدون" لمنسّقة الإعلام في التحالف روان مراد، شددت فيها على "ضرورة تنفيذ مشاريع تكون حلولا نهائية لأزمة النفايات بعد كل ما حصل، مثنية على مدى فرادة هذا النشاط وأهميته لأبناء مدينة طرابلس والشمال من الناحيتين العلمية والعملانية القائمة على إشراك أهل المدينة في تحديد الحلول المقترحة والمتبنّاة، وما لذلك من لجم للفساد عبر وسطاء جل همّهم ما يدخل جيوبهم غير مكترثين بحياة وبيئة وصحة الناس".

وكانت كلمات للمتحدثين المحامي زياد عجاج الأستاذ الجامعي والناشط البيئي، الدكتور عمر حلوة رئيس المركز اللبناني الاستشاري للتنمية، الدكتور راجي درويش البروفسور في اقتصاد الموارد والبيئة، الأستاذ سمير سكاف الإعلامي والناشط البيئي، وكانت مداخلة للمحامي جورج خاطر الذي شدد على "أهمية محاسبة كل مسؤول عن أزمة النفايات تحت سقف القضاء، إذ حريّ أن يكون للمدعى عليهم في ملفات الشمال البيئية، أحمد قمر الدين وشركة باتكو وأنطوان أزعور ونبيل الجسر وشركة أ م ب ورانيا وشادي أبو مصلح وشركة دار الهندسة وجميل نزيه طالب وشركة ليبان كونسولت وأنطوان معوشي وشركة الجهاد وجهاد العرب وعماد مطر وسواهم ممن كانت لهم صلة بهذه الأزمة، مساهمة فعلية وفعّالة في الحل، حيث من الواجب على القضاء أن يضغط باتجاه أن يساهم هؤلاء في الحل أو أقله في جزء وازن منه انطلاقاً من مسؤولية التسبب بالضرر الحاصل، وذلك عبر الاشتراك في تمويل تكلفة الحلول المقترحة والمتبناة التي ستصدر عن هذه الطاولة المستديرة وعن الجدوى الاقتصادية المتممة لها، انطلاقاً من المبدأ المنطقي والقانوني الراسخ عالمياً الملوّث يدفع".

ورحب "بأي عرض طوعي لهؤلاء يؤدّي إلى المساهمة في رفع الضرر الحاصل، على قاعدة أن نضيء شمعة معاً خير من أن نلعن الظلمة"، مع التأكيد الدائم على مبدأ المحاسبة تحت سقف القضاء.

عجاج

استهل عجاج كلمته بشكر التحالف على هذه المبادرة واعتبر أن "جبل نفايات طرابلس كارثة بيئية حقيقية أدت إلى شتى أنواع الأمراض الروائح الكريهة وتهدد أكثر من مليون إنسان، كما أشار إلى أن المطمر عشوائي بامتياز وهو مخالف للمواصفات الفنية، الأمر الذي يؤدي إلى اشتعاله بشكل يومي حدّ الانفجار مما شكّل حالة خوف ورعب لدى الطرابلسيين".

وعزا المشكلة إلى "القيمين على المدينة من الساسة الفاسدين والشركات الملزّمة"، معتبراً أن "الواجب الأخلاقي هو إيجاد حل مستدام وليس كالخطط المعتمدة سابقاً والتي أدت إلى فشل معمل الفرز القديم".

وأشار إلى أن "تحالف متحدون وبالتعاون مع مختصين بيئيين تقدموا بشكاوى جزائية أمام النائب العام البيئي غسان باسيل الذي أحال الملف إلى قاضية التحقيق الأولى في الشمال سمرندا نصار، التي كلفت الخبير البيئي ريمون متري الذي أوضح في تقريره بالتعاون مع فوج الهندسة في الجيش اللبناني بأن المكب مخالف للمواصفات ويشكل خطراً محتوما".

حلوة

بدوره شكر حلوة "تحالف متحدون"، وأشار إلى أن "كل الدول المتقدمة تعتبر النفايات ثروة، إلا في طرابلس ولبنان فإن النفايات سبب رئيسي في التدهور البيئي والصحي والاقتصادي، وربط هذا الوضع بالفساد المستشري في البلاد"، مشيراً إلى أن "تقاعس الدولة المتمثلة بوزارة البيئة في معالجة هذا الملف وتواطئها مع مجلس الإنماء والإعمار إضافة للشركات المشغّلة للمطمر كشركة باتكو وغيرها أدى إلى إجهاض كل مسعى من شأنه معالجة هذه الأزمة جذرياً، إذ أن ليس من مصلحة المنتفعين أن تصل أي منطقة لـ "صفر نفايات". وأشار إلى أنه "يمكن بمقارنة بسيطة مع دول أخرى للأموال المنفقة على النفايات معرفة حجم التبذير والهدر في معالجة هذا الملف، علماً بأن محامي التحالف يتابعون قضية هدر واختلاس الهبات الأوروبية تحديداً أمام القضاء الأوروبي".

كذلك أثنى حلوة على "مداخلة المحامي خاطر لناحية أن المسؤولين هم من عليهم التكفل بالمعالجة وتعويض كافة الأضرار الناجمة عن الأزمة". وختم بالإعراب عن دعمه لخطوات متحدون القانونية والعملية.

درويش

وذكّر درويش بالمرحلة الأولى للخطة المتكاملة لمعالجة النفايات "والتي بدأت العام الماضي في مؤتمر طرابلس البيئي في معرض رشيد كرامي الدولي، حيث جرى استعراض الحلول التي من شآنها تحويل النفايات من نقمة إلى ثروة من خلال الدراسات العلمية والتطور التكنولوجي". وقال: "بالعودة للمرحلة الثانية أي "الطاولة المستديرة" إلى الهدف الرئيس المتمثل بمناقشة الحلول المقترحة من الحاضرين والمهتمين على مبدأ "من أهل طرابلس والشمال إلى أهل طرابلس والشمال"، وذلك لكي يكون الحل من الداخل مستدام وأكثر ملائمة لواقع النفايات في طرابلس والمنطقة، حيث سيصار من بعدها في وقت قريب إلى إصدار تقرير علمي بهذه الحلول يؤسس للمرحلة الثالثة وهي دراسة الجدوى البيئة والاقتصادية والعلمية والإدارية المتكاملة للحلول المتبناة تمهيداً لتطبيقها".

سكاف

ورحب سكاف بأهل الشمال وأشار إلى أن "طرابلس ليست مدينة السلام فحسب بل يمكنها أن تكون المدينة المستدامة في ثرواتها، وذلك من خلال تمويلها الذاتي الذي يحدّ من الفساد الحاصل، فهي بحاجة لاستثمارات رجالاتها وليس انتظار أو تسوّل القروض والهبات، فهي قادرة على انتاج حوالي ١٠ مليون دولار سنويا إذا ما استثمرت مواردها بشكل صحيح، لتصبح بذلك الوجهة السياحية والاقتصادية في لبنان".

وأشار إلى أن "الدول المجاورة ليس لديها أكثر مما لدينا سواء في الأمور التنموية أو البنى التحتية، وبالتالي "طرابلس مستدامة" هدف سهل التحقيق". وعدّد بعض المبادئ العامة الواجب اتباعها لإنجاح خطة المعالجة، مشيراً إلى "العوائق التي قد تعرقل سيرها، معتبراً أن "أساس أي خطة هو التضامن المناطقي والذهاب إلى الأمور الطبيعية لمعالجة النفايات إضافة إلى حلول أخرى مثل الفرز والتسميد ولكن بشكل نظيف وسليم. أما بالنسبة لشعار يا "زبالتنا بتصير مصاري يا مصرياتنا بصيرو زبالة فالمعالجة الصحيحة للنفايات قادرة على أن تخلق الآلاف من الوظائف لأهل طرابلس والمنطقة".


الجلستان المخصصتان لمناقشة الحلول تركزت كل واحدة منهما على ثلاثة أقسام، أولها طرح الموضوع العلمي على الحاضرين، ومن ثم مناقشته معهم وتقديم كل طاولة مستديرة مؤلفة من ٨ إلى ١٠ أشخاص آراءها وأفكارها في القسم الثالث.

تولّى إدارة الجلسة الأولى الدكتور راجي درويش، ونقلت للحاضرين ماهية استطلاعات الرأي العام في طرابلس حول واقع النفايات وفقاً لمسح أجراه تحالف متحدون بالتعاون مع شابات وشبان من طرابلس، شملت الأسر ومنشآت الوجبات السريعة من مختلف المناطق في المدينة. أما الجلسة الثانية فطرحت اقتراحات الحلول لمعالجة واقع النفايات في طرابلس والشمال، وكيفية الاستفادة منها، وقد تولّى إدارتها الأستاذ سمير سكاف. وكان لافتاً جداً التواصل البنّاء والتفاعل في النقاشات بين الحاضرين جميعاً.

اختتم النشاط بغداء.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن