سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, January 24, 2013

في ظاهرة لم يحدد العلماء أسبابها حتى الآن
سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

"غدي نيوز" - ترجمة سوزان أبو سعيد ضو

كانت الساعة الثالثة صباحا عندما تناولت السمكة الطعم، وبعد أن خاض معها ساعة كاملة وجد أمامه سمكة "سلور" هائلة فأعاد اطلاقها الى مياه النهر.
يقول بيتر نيومان الخبير في سمك السلور "ماذا سأفعل بهذا الحيوان الضخم؟ ليس له مذاق طيب وكمية اللحم فيه قليلة". ويضيف "إلا انه من الأنواع الكبيرة من الاسماك التي توجد في جميع أنحاء أوروبا. لكن اصطياد الأسماك كرياضة أصبحت أكثر شعبية بوجود السلور الضخم. وتتاح للعديد من الصيادين الفرصة للامساك ببعض العينات المثيرة للإعجاب في النهر قرب منازلهم".
وهذه الفرصة في الصيد هي الآن متاحة أكثر من أي وقت مضى. فالعدد يتكاثر من سمك السلور "فيلس" wels catfish،المعروف أيضا باسم sheatfish، ويزداد توسعا سريعا في ألمانيا. ويمكن لهذه الأسماك أن تنمولتصل إلى ثلاثة أمتار (10 أقدام)، ويصل وزنها إلى 150 كيلوغراما (330 رطلا) وتعيش لمدة تزيد عن 80 عاما. ويقول الصيادون ان سمك السلور قد تزايد في وتيرة سريعة، ويحتار الباحثون من هذه الطفرة المفاجئة.

سمك السلور مليء بالأسرار
 


ويتابع بما فيه الكفاية وقدرتهم على وضع الطعم امام السمكة مباشرة في عمق المياه المظلمة حيث تقضي سمكة السلور حياتهاكلها في الثقوب الموحلة وتتجنب أي حركة غير ضرورية".
كل عام تقوم "جمعية صيادي الراين" باستخدام عملية تعرف بـ "الصيد الكهربائي"electrofishing، وهي عملية الهدف منها رصد وتعداد الأسماك المختلفة في نهر الراين. لكن التيار  نيومان "ان سمك السلور الويلس نفسه مليء بالأسرار. لايمكن لأحد أن يقول على وجه الدقة من أين جاء. وعدد قليل جدا اتيحت لهم فرصة رؤيته فقط، وهم اولئك الصيادون المحظوظون الكهربائي الذي تنتجه أقطاب هذا الجهاز في الماء لايصل إلى الأعماق حيث يقيم سمك السلور "فيلس"، وتركت الجمعية للصيادين عملية تخمين الأرقام. ووفق ستيفان ستاس Stephan Staas،رئيس جمعية صيادي الراين، فإن "الصيادين أنفسهم هم جزء من المشكلة فأقل من 1 في المئة من الصيادين في نهر الراين يملأون أوراق توثيق صيدهم"، ويشكو متابعا" هذه الأرقام للاسف هي كل ما لدينا".
وبالرغم من ذلك، فإنالأرقام غير الدقيقة القليلة الموجودة توثق تطورا مثيرا للإعجاب لجهة أعداد وأوزان هذه الأسماك. ففي عام 1980 كانت هناك تقارير قليلة عن سمك السلور "فيلس". وفي عام 1996 تم صيد وتوثيق كمية من هذه الأسماك قدرت بنحو 656 كلغ، وقفز هذا الرقم إلى 1282 كيلوغرا مفي العام1997. أما أحدث الأرقام فجاءت خلال عام 2010، عندما وصلت ارقام الصيادين الى أكثر من 14 طنا من الاسماك من نهر الراين.
ويقول أحد الصيادين "سمك السلور لميلعبدورا في مياهنا، ولا أحد يعلم متى ظهر إنما هذا الامر تغير الآن". ويشك هذا الصياد بأن النشاط البشري قد يكون وراءكثرة أعداده مؤخرا.
ويوافق مانويل لانكاوManuel Lankau، عالم الأحياء جمعية الصيادين في منطقة "يستفاليا"، ويقول "من الممكن جدا أن سمك السلور الـ (ويلس) انتشر بسبب سياسات تخزين الأسماك، وأنه في السنوات الأخيرة التأمت المجتمعات المختلفة من الاسماك وانتشرت بسبب المناخ الملائم".
تجدر الاشارة في هذا السياق إلى أن سمك السلور المحب للدفء وجد الموئل المثالي لتكاثره في نهر الراين، حيث درجات الحرارة آخذة في الارتفاع بشكل مطرد، بسبب محطات توليد الطاقة على النهر التي تزيد من حرارة المياه، دون أن ننسى ظاهرة الاحتباس الحراري التي تساهم بدورها في زيادة الحرارة، وبالتالي تهيئة جو مناسب وملائم لتكاثر وانتشار هذا النوع من الاسماك.
فسمك السلور يضع 25000 بيضة في المرة الواحدة، حيث تكون الاسماك الصغيرة مستعدة للتوالد بعد ثلاث سنوات، وبعد ثلاث سنوات اخرى يصل طولها الى متر. في حين ان الاسماك تتوالد بشكل طبيعي مرة كل 10 سنوات، فدرجات الحرارة في الصيف تمنحها الفرصة للتكاثر كل عام. ولا يعتبر لانكاو السمكة مصدرا للخطر "من المؤكد ان سمك السلور لن يحرم نفسه من مصادر غذائه بأكل كل السمك الآخر".

السلور... وانخفاض اعداد الترويت

آراء الصيادين عن السلور عديدة. فهناك من هو متحمس لزيادة تعداد السمك ويقوم بتجديد معدات صيد السلور "فيلس"،  الذي يحتاج إلى قصبة صيد ثقيلة للغاية وقطع كبيرة من الطعم. لكن العديد من الصيادين التقليديين يكرهون السلور لأن وجوده يساهم في تراجع الأنواع المحلية.
ومؤخرا، ظهر وافد آخر جديد إلى نهر الراين وهو نوع من السمك يعرف باسم الـ "القوبيون"The goby، وهو سمك لايكاد يصل الى حجم الاصبع، وتم العثور عليه في لأول مرة عام 2008، وازدادت أعداده على غرار سمك السلور فيلس.
أما جمعية صيادي الراين فترى أنه "القوبيون" أحدث تغييرات دراماتيكية على مستوى الكائنات النهرية في الراين، وقد تمت وثيقه ليظهر أن موجود بكثرة أكثر من أي وقت مضى.
يحب سمك السلور الضخم أسماك "القوبيون" الصغيرة التي تحب التسكع على مجرى النهر، مما يجعلها فريسة سهلة للأسماك المفترسة. أما إذا كان تواجد "القوبيون" مسببا بشكل ولو جزئي لتزايد اعداد سمك السلور فهذا الامر لايزال غير واضح حتى الآن.
أحد الصيادين على روافد نهر الراين، قال "كنا نجد سمك السلمون المرقط (الترويت) دائما هنا، انما سمك السلور قضى على كل شيء".
اما جمعية الصيادين في هذه المنطقة، فقد حصلت هذا العام على الاذن بالصيد في جميع المواسم وعدم اعتبار اي موسم مغلقا بهدف التخلص من سمك السلور، ودعت الجمعية أعضاءها لاستهداف الأسماك وليس رميها مرة اخرى او اعادتها الى الماء.
ولكن هذا الامر ليس من السهل دائما. يقول صياد آخر، فمؤخرا "اضطررت لاستدعاء مساعدة من المزارعين المحليين لمساعدة صياد استنفذت قواه سحب سمكة سلور عملاقة من الماء. فاحتجنا الى جرار لانجاز هذه المهمة".

بتصرف عن "شبيغل اونلاين"

 

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن