حياة المدن تكبح القدرة على التركيز

Ghadi news

Saturday, February 23, 2013

"غدي نيوز"

أظهرت دراسة أن حياة المدن تعرقل قدرة الناس على التركيز، حيث أجرى باحثون لدى جامعة لندن دراسة شملت قبيلة نائية في أفريقيا حافظ أهلها على البقاء في الريف في حين انتقل آخرون للعيش في مناطق حضرية.
وتوصلت الدراسة الى أن الجماعات الحضرية تواجه صعوبة في تركيز الانتباه. وقالت كارينا لينيل، إحدى الباحثات المشاركات في إعداد الدراسة، إن الفروق بين القدرة على التركيز جاءت فوق ما توقعته الدراسة.
وأجرت لينيل، وهي باحثة في قسم العلوم النفسية بالجامعة، اختبارات معرفية عديدة شملت قبيلة هيمبا في ناميبيا في جنوب غرب أفريقيا، كما تضمنت المزيد من المقارنات مع الشباب في لندن. وتوصلت الدراسة الى أن الرجال والنساء في قبيلة هيمبا، ممن ظلوا في المنطقة الريفية ومراعي الماشية يستجيبون على نحو أفضل للتركيز مقارنة بأفراد ينتمون للقبيلة نفسها تخلوا عن العيش في محيط القبيلة وانتقلوا الى الإقامة في البلدات والمدن.
وأشار الباحثون الى أن الناس في المجتمعات الحضرية يتمتعون بمحفزات تنبيه أكثر حيث يتحلون بإفراط من حيث استخدام البصر والأصوات. وأوضحت لينيل أن القدرة على التركيز تتحسن مع زيادة حواس الفرد، لكن كلما زاد الإفراط فيها، ظهرت آثار عكسية وانخفضت قدرة التركيز على مهمة واحدة. وبناء على ذلك فإن أولئك الذين يعيشون في المدن لم يظهروا أداء جيداً في الاختبارات التي تتطلب تركيزاً مستمراً والقدرة على عدم صرف الانتباه. في حين أظهر أولئك الذين يعيشون في الريف قدرة أفضل خلال اختبارات التركيز هذه، وتلك المهام التي تعتمد على استخدام الكومبيوتر، وهي مهام افترض فيها احتمالية عدم التآلف مع التكنولوجيا.
وتوصلت الدراسة الى أن أفراد قبيلة هيمبا ممن انتقلوا الى العيش في المدينة هم الأكثر استياء وإظهاراً لعلامات عدم السعادة. وعلى النقيض كانت الحياة البسيطة لأفراد القبيلة في الريف تجعلهم على ما يبدو يتحلون بإحساس أكبر من الراحة. ويعني ذلك أن العديد من سكان المدن تتراجع قدرتهم على الأداء حال تعاملهم مع مهام تتطلب تفكيراً مستداماً.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن