لبنان يدخل عصر الطاقة النظيفة

Ghadi news

Monday, May 21, 2012

قبل أكثر من سنة استشرف العاملون في القطاع الخاص على مستوى الطاقة الكهربائية في لبنان أهمية استخدام ما بات يعرف بـ "تكنولوجيا استخدام الرياح"، لم ينتظروا مشروع مشروع سيدرو CEDRO التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمموّل من الحكومة الاسبانية الذي أنجز مؤخرا أطلس رياح لبنان، فأعدوا دراسات أصبحت جاهزة للتنفيذ تنتظر فقط إقرار مشروع قانون الاستفادة من الطاقة الهوائية الذي أعدته وزارة الطاقة والمياه والمفترض أن تقره الحكومة الجديدة وتحوله الى المجلس النيابي ليدخل لبنان عصرا جديداً في مجال اعتماد الطاقة النظيفة.

"غدي نيوز" واكب هذه الخطوة في لقاء مع نائب مدير عام كهرباء عاليه المهندس ألبير خوري تناول فيه تفاصيل على مستوى هذه التجربة، خصوصا أن الدراسات أصبحت جاهزة ارتباطا بمواقع تم اختيارها مسبقاً، ليكون القطاع الخاص شريكاً للقطاع العام بعيداً من خصخصة القطاع.

وكان الحوار الآتي:

أنجزتم مشروع أطلس الرياح قبل نحو سنة تقريبا، فيما أعلنت وزارة الطاقة والمياه اللبنانية مؤخرا أنها أنجزت أطلس الرياح أيضاً...؟

لم نقل اننا انجزنا اطلس الرياح على مستوى لبنان، لكن ما حدث أنه من اجل ان يكون هناك مشروع لتوليد الطاقة بواسطة الرياح على نطاق كبير، وجدنا ان ثمة ضرورة لانجاز ما يسمى Micro-citing أي وضع آلات لقياس سرعة الهواء في اماكن معينة، وهذا يتطلب وضع اعمدة لقياس سرعة الهواء ومعرفة كمية انتاج الكهرباء بطول ما بين 78 و 80مترا، وقمنا بوضع هذه الاعمدة مع الآلات والتجهيزات الضرورية في اكثر من مكان، ذلك انه على اساس هذه المعلومات يمكن اقامة مشروع لانتاج الطاقة، وبالنسبة الى اطلس الهواء الذي انجزته وزارة الطاقة والامم المتحدة فتكمن اهميته في تحديد المواقع لانتاج الكهرباء، لكن الاهم من ذلك هو ايجاد منطقة واعداد دراسة عند كل موقع وهي تتطلب سنة كحد ادنى.
 
في اي منطقة انجزتم دراساتكم؟

في محافظتي الشمال والجنوب، وقمنا كما اسلفت بوضع اعمدة تمكنا من خلالها أن نقيس بالتحديد ما يمكن ان ينتجه مصنع يعمل على سرعة الرياح، وهذه الدراسة انجزناها قبل ان تنجز الوزارة اطلس الرياح، لكن الدراسات هذه تتضمن معلومات خاصة ومحددة لمواقع معينة ارتأينا انها مناسبة لنا كي نتمكن من انشاء معمل لانتاج الكهرباء

الا يتناقض هذا المشروع مع ما انجزته وزارة الطاقة؟

لا ابدا، بل ثمة تكامل في هذا المجال، فبدلاً من ان ننتظر انجاز اطلس الهواء والبدء بانجاز الدراسة، قمنا باعداد دراساتنا واخترنا المواقع

انتم تمثلون شركة امتياز خاصة ليس ثمة قانون حتى الان يتيح لكم البدء بالتنفيذ؟

الموضوع ليس كذلك، نحن نحاول تطوير قطاع الكهرباء ولا علاقة له بالامتياز الخاص، نحن من سنوات عدة وقعنا مع الوزير محمد الصفدي وكان وقتذاك وزيرا للطاقة مذكرة تفاهم، وقال لنا "يا جماعة انتجوا (الكهرباء) للبلد حصة انتاجية 60 ميغاواط على الطاقة الهوائية والدولة تدعمكم"، اساسا هذه المذكرة التي وقعناها...

أنتم من؟

نحن كاشخاص نملك امتياز كهرباء عاليه ونملك شركة كهرباء عاليه وغيرهما، ومعنا شركاء، ارتأينا انتاج طاقة لتوزيعها على كل البلد وليس لمنطقة دون سواها، فمثل هذا المشروع ضروري للبنان لجهة انتاج الطاقة النظيفة، وهو يؤمن فرص عمل، وهناك مسألة مهمة ايضا، فنتيجة الاحداث التي شهدتها مصر مؤخرا توقف امداد لبنان والاردن بالغاز، لذلك شهدنا تقنينا قاسيا في التيار الكهربائي، هناك شيء يسمونه Security Of Supply فالهواء لا يمكن لاحد ايقافه، لذلك نرى ان لبنان يجب ان يكون لديه اكتفاء ذاتيا، وهنا نتحدث عن طاقة نظيفة واسعارها جيدة ومنافسة جدا للانتاج المحلي الموجود لدينا، واؤكد انه لكي نتمكن من انشاء معمل يجب ان تكون هناك مقومات، اولها اطلس الرياح، لكن نحن بدأنا من دونه، لكن يجب الدخول الى الـ Micro-citing للتوربينات، واذا وصلنا الى هذه المرحلة فالامر يتطلب التفاوض مع جهة معينة.

هل يمكنكم تحديد فترة زمنية للبدء بهذا المشروع؟ ام انتم بانتظار صدور قوانين ومراسيم؟

بانتظار قوانين ومراسيم وجهة ننسق معها، اليوم ليس ثمة جهة يمكن ان نتحدث معها، لان معالي وزير الطاقة لا يمكن البت بهذا الامر وهو في حكومة تصريف اعمال، عندما نستحصل على الترخيص من الدولة يمكننا انجاز المشروع خلال ثلاثة عشر شهرا والبدء بتوزيع الكهرباء على الشبكة.

الا ترى ان ثمة تناقضا ما بين هذا المشروع وقضية رفض خصخصة القطاع العام في لبنان كالكهرباء والمياه والهاتف؟

لا نتحدث عن خصخصة، نحن نتحدث عن شراكة ما بين قطاع عام وقطاع خاص، ولسنا بصدد شراء معمل واخذ دور القطاع العام، لكننا نقول اننا نرغب في ان نكون شركاء مع القطاع العام ونضع يدنا بيد نحن ومؤسسة كهرباء لبنان لتأمين الكهرباء للبلد، والقطاع العام متجاوب جدا معنا لاننا نكمله ونساعده ولسنا في موقع المضاربة معه، اذ ليس ثمة انتاج للكهرباء من خلال طاقة الرياح في القطاع العام بمعنى ان ليس هناك مضاربة على شيء موجود.

في حال حصلتم على الترخيص في اي منطقة ستبدأون وما هي مواصفات المشروع وطاقته الانتاجية؟

المشروع الذي انجزنا دراساته قدرته الانتاجية 60 ميغاواط يكفي لـ 60 الف مشترك في منطقة الشمال، والمسألة الاساسية في اي مشروع انتاج انه لن يقام لسنة او سنتين، بل يجب ان يكون لعشرين سنة او ثلاثين سنة، بمعنى ان الاستثمار مع الدولة يجب ان يكون لفترة طويلة، وهنا لا بد من توضيح امر مهم، فاذا تم انشاء معمل طاقته الانتاجية 100 ميغاواط والاستثمار لفترة سنة يصبح سعر الكيلوواط الواحد دولارا وحداً، وعلى سنتين يصبح سعر الكيلوواك 50 سنتا، على عشر سنوات يصبح السعر سنتا واحدا، وكلما ساعدت الدولة في ان تكون الفترة اطول كلما كان ذلك افضل بالنسبة اليها.

ثمة أكثر من تقنية في العالم على مستوى انتاج الكهرباء بواسطة الرياح، مع من تعانتم في هذا المجال؟

في هذا المشروع نحن نعمل مع الاسبان ومع الدانماركيين، ونحن على تواصل مع ثلاث شركات تعتبر من اهم خمس شركات في العالم، ونعتبرهم شركاء في هذا المشروع، ولكي ينجح هذا المشروع باعتباره الاول من نوعه في لبنان، ارتأينا ان نكون شركاء مع افضل شركات في العالم.

ما هي الشروط المطلوبة لجهة سرعة الرياح لانتاج الكهرباء اخذا في الاعتبار ان سرعة الرياح تكون متفاوتة؟

يجب ان يكون هناك حد ادنى من الرياح لتأمين سرعة تتيح امكانية دوران الاجهزة، لذلك لا يمكن اقامة المشروع في اي موقع، ففي بيروت ليس ثمة رياح كافية لانتاج الكهرباء بشكل مربح، صحيح ما ذكرتم بالنسبة لسرعة الرياح لكن التقنية وصلت الى مرحلة متقدمة بحيث يمكننا معرفة قبل يوم واحد كميات الكهرباء المقدر انتاجها تبعا لسرعة الرياح، ولذلك يمكن ان نبلغ مؤسسة كهرباء لبنان بكمية الكهرباء التي سنمد بها الشبكة، وهكذا يكون في مقدور المؤسسة تحديد كمية الكهرباء التي ستمد بها المشتركين، لذلك اكدنا على اهمية الشراكة مع القطاع العام، لنتمكن من تحديد التعاون الامثل بيننا، الانتاج قليل عندنا المؤسسة تزيد انتاجها من الكهرباء، والعكس صحيح ايضا.

اذا كانت سرعة الرياح شديدة الا يمكن تخزين الطاقة الكهربائية؟

اذا كانت سرعة الرياح كبيرة هناك طاقة انتاج معينة يمكن الوصول اليها، وهذا الانتاج يجب توزيعه، هناك طرق لتخزين الكهرباء لكنها مكلفة جدا والتخزين ليس ضروريا، فعندما يكون لدينا انتاج كبير يمكننا تخفيف انتاج المعامل الحرارية التقليدية.

هل ثمة ضرر بيئي، بمعنى هل يمكن ان نقول صفر تلوث؟

نعم يمكن ان نقول صفر تلوث، لكن ثمة من تحدث ان الضرر البيئي الوحيد يمكن ان يؤثر على الطيور المهاجرة التي قد تصطم بالمراوح الكبير، ونحن بصدد التحضير لدراسة لمعرفة التأثير الذي يمكن ان تلحقه بالطيور. والتجربة بينت ان هذا المشروع لا يساعد في تخفيف التلوث فحسب، وانما تأثيره على البيئة شبه معدوم.

هل يمكن ان يؤمن لبنان اكتفاء ذاتيا على مستوى انتاج الطاقة بواسطة الرياح؟

لا، وهنا اود ان اشير الى مسألة مهمة وهي ان الحل ليس بالهواء والغاز والفيول اويل، الحل متكامل وهو جزء من كُلّ، لكن المهم في هذا الموضوع ان معالي وزير الطاقة تحدث في مجلس الوزراء عن 12 بالمئة من انتاج الكهرباء بواسطة الرياح، هذه النسبة اذا تمكنا من الوصول اليها نكون قد وصلنا الى مصاف الدول المتقدمة، ويجب ان نصل ونحن على استعداد للبدء اليوم قبل الغد. في الدانمارك يكون انتاج الكهرباء في بعض الاوقات من خلال طاقة الرياح 100 بالمئة، لذلك نحن بحاجة الى قدرات انتاجية متنوعة، ففي فرنسا مثلا هناك معامل الطاقة النووية المنتجة للكهرباء وهذه لا يمكن ايقافها وتشغيلها ساعة يشاؤون، وهناك الطاقة التي تولدها الرياح يتم توزيعها مباشرة، وهناك معامل الغاز، بمعنى ان ادارة الانتاج هي علم وفن في الوقت عينه، من هنا يجب ان يكون هناك تكامل، ويجب الا يكون اعتماد اي بلد على الهواء او الغاز او الفيول اويل، وهناك مسألة مهمة ايضاً ان سعر الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح ثابت خلافا لسعر الكهرباء المنتجة من خلال المعامل الحرارية نتيجة تقلبات اسعار النفط.

اذا قلنا ان نسبة انتاج الكهرباء من الرياح هي 12 بالمئة، هل هذه النسبة تستأهل بناء معامل؟

اكيد تستأهل، فالطاقة الارخص التي تؤمنها الدولة هي من سدود المياه، ذلك ان المصانع عند انشائها كان انتاج الطاقة فيها كبيرا، لكن الان اصبحت الكلفة متدنية جدا او شبه معدومة، وفي مجال طاقة الرياح هناك عشر سنوات او اكثر او اقل لسداد كلفة انتاج المصانع، بعدها تصبح الكلفة ضئيلة جداً، لذلك نحن ننتظر اقرار القانون لنتمكن من برمجة مشاريعنا وفق رؤية واضحة ودائما على قاعدة التكامل مع القطاع العام
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن