تقنيات جــديدة ومبتكرة لــــــزراعة أغراس الأرز

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Wednesday, April 24, 2013

"جمعية غدي" تطلق نشاطا بيئيا مع طلاب المدارس
تقنيات جــديدة ومبتكرة لــــــزراعة أغراس الأرز

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

لزراعة أغراس الأرز تقنيات خاصة، تبدأ من إحضار الأكواز الناضجة الكبيرة للحصول على البذار الجيدة، إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة، فهو يتطلب دراية وخبرة لتأمين أغراس قابلة للحياة، وغرسها لاحقاً في بيئتها الطبيعية، خلافا لأنواع أخرى من الأشجار التي تنمو دون الحاجة إلى رعاية إستثنائية، فشجرة الأرز يفترض إنباتها الاهتمام والصبر منذ تكونها كبذرة وصولاً إلى زرعها في أوعية خاصة من أكياس النايلون أو البلاستيك، والاعتناء بها سنوات عدة لتصبح غرسة يمكن زراعتها في الأرض لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من الرعاية لتتعمق جذورها في التربة لتصبح شجرة بإمكانها مواجهة الظروف الطبيعية بعيدا من تدخل الانسان.
ما تجدر الاشارة إليه في هذا المجال، أن هذه العملية المعقدة يقوم بها طلاب المدراس من أعضاء الاندية البيئية التربوية، بإشراف "جمعية غدي" التي توفر مستلزمات الزراعة من خلال "المشتل البيئي التربوي" الذي أطلقته قبل عشر سنوات بالشراكة مع وزارة البيئة في ثانوية النهضة الوطنية – دير الشير في بلدة بمكين – قضاء عاليه، وهو المشروع البيئي الاول والوحيد في لبنان الذي يوائم بين التربية والبيئة بالعمل والتجربة، خصوصا وأن التلامذة من مختلف المراحل هم من يقومون بزراعة الاغراس والعناية بها مستفيدين من الامكانيات المتاحة في المشتل.

طريقة الزرع

وعن زراعة الأرز أشار رئيس الجمعية المربي فادي غانم لـ "غدي نيوز" إلى "اننا نحضر الأكواز الناضجة من محمية أرز الشوف ونحن على تعاون وتنسيق مع القيمين عليها ولا يسعنا الا ان نحيي جهودهم في هذا المجال".
وقال: "يقوم التلامذة بفتح الأكواز بطريقة معينة واستخراج الاوراق التي تحمل البذور الجيدة"، لافتا إلى أن "كل بذرة تكون ملتصقة بورقة رقيقة"، منوها إلى "اننا نضع البذور المنتقاة في أوعية خاصة ونقوم برش التربة الرملية فوقها ونضعها في البراد على درجة حرارة ما دون الصفر للاحتفاظ بالرطوبة وذلك لفترة تمتد شهراً أو أكثر، وفي هذه الفترة تكون البذرة قد أصبحت جاهزة للزرع بعد تصمّغها، ومن ثم نبدأ زراعتها في أوعية صغيرة لسنة واحدة، ومن بعدها نقوم بنقلها الى وعاء أكبر أو زرعها في الارض مباشرة اذا توفرت سبل العناية".
واشار غانم إلى "اننا تأخرنا هذا العام ولكن لم يفتنا الموسم وبدأنا الزرع منذ خمسة عشر يوما وذلك بسبب انتظار أن تصبح البذار جاهزة".
وحث المدارس على "الاحتذاء بهذه التجربة لتكريس علاقة وطيدة بين التلميذ والأرض لان من يزرع من الصعب أن يقتلع شجرة مستقبلا"، ودعا المدارس كافة "لزيارة المشتل والوقوف على تجربتنا".

زراعة أشجار أخرى

وقال: "لدينا أغراسا من الارز عمرها ست سنوات نزولا حتى سنة واحدة فضلاً عن  الاغراس الجديدة ونحن مستمرون في زراعة ليس الأرز فحسب وإنما الصنوبر المثمر والسنديان والزيتون والورد والملول، ونحضر لزراعة أنواع جديدة كالزيزفون والصفصاف وأشجار لبنانية تلائم بيئتنا ومناخنا".
وأشار غانم إلى "اننا زرعنا حتى الآن على مدى عشر سنوات 30 ألف شجرة صنوبر و 7 آلاف شجرة ارز و7 آلاف شجرة سنديان وساهمنا من خلالها في حملات تشجير في مختلف المناطق اللبنانية"، لافتاً إلى أن "دعم وزارة البيئة معنوي والعبء الاكبر يقع على عاتق الجمعية".
أما التلامذة فعرضوا بدوهم لتجربتهم، فأكد علي مغربل "اننا قادرون على القيام بدور ومهمة تفترض تضافر كل عناصر المجتمع المدني للوصول الى بيئة سليمة وتنمية مستدامة"، وراى ان "الفرح الذي نعيشه يختصر سنوات من الجهد والتعب"، واشار الى ان "اهتمامنا الآن يتركز على زراعة الأرز بعد أن زرعنا الصنوبر والسنديان".

فرح النمو والشعور بالأمومة

ايلي خلف اعتبر أن "من يزرع غرسة ويعتني بها لا يمكن ان يقطع شجرة"، وقال: "اننا نتعايش مع الحياة الطبيعية، فبذرة الأرز الصغيرة جداً، نستخرجها من الأكواز ونقوم بطمرها، والفرح الذي نعيشه هو عندما تبدأ بالنمو".
سارة عامر، قالت: "لم يقتصر عملنا في المشتل وحسب، وإنما هناك أنشطة بيئية كثيرة نقوم بها، ففي العام الماضي قمنا بتجربة رائعة خصيصاً لمناسبة عيد الأم، فساعدتنا المدرسة والجمعية على شراء شتول ورود صغيرة مع بداية العام الدراسي، واعتنينا بها وأزهرت وقمنا بنقلها إلى أوعية أكبر، ولففناها بورق معاد تدويره وقمدناها لأمهاتنا في عيدهن"، واشارت إلى "ان زراعة بذرة الأرز يدخل البهجة إلى قلوبنا عندما تتفتح وتصبح غرسة صغيرة ونشعر أننا نساهم في إعادة المساحات الخضراء الى لبنان".



 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن