الصيد بالصقور هواية مشتركة بين العرب والألمان

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, May 6, 2013

الصقور ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي
الصيد بالصقور هواية مشتركة بين العرب والألمان

"غدي نيوز"

على ضفاف بحيرة كيميزي القريبة من ميونيخ يلتقي عشاق ومحبو هواية الصيد بالصقور من كل أنحاء العالم في قرية "هوهن أشاو"، التي تعتبر واحدة من أهم مراكز الصيد بالصقور في منطقة جبال الألب في ولاية بافاريا الألمانية.
ليس ثمة صعوبة تواجه المتجه إلى قرية الصقور، إذ يمكن الوصول إلى قرية هوهن أشاو بالسيارة أو القطار المتجه من ميونيخ إلى سالزبورج . طبيعة القرية هادئة للغاية على غرار سائر القرى البافارية الأخرى، وتحيط بها بحيرة كيميزي من الجهتين الغربية والشرقية على هيئة نصف دائرة.
قبل الوصول إلى مشارف القرية يمكن مشاهدة قصر هوهن أشاو التاريخي فوق ربوة مطلة على القرية، فهو يربط الماضي بالحاضر، لا سيما وأن تربية الصقور وتدريبها على القنص ما زالت تجري على حالها في سفح الوادي أمام القصر، بالضبط كما كان يمارسها أمراء ونبلاء بافاريا في الأزمنة الغابرة.

الجمع بين الهواية وإحياء التراث

مزرعة الصقور الشهيرة في القرية تسمى بورغ هوهن أشاو، وهي مزرعة ورثها الأبناء عن الأجداد. يصطف المشاهدون فيها كل صباح لرؤية صاحبها الصقّار يوهانز لينهرت وهو يستعرض قدراته الفائقة في تدريب وترويض الصقور حتى تصبح جاهزة للصيد، وعن ذلك يقول: "إن تربية الصقور وتدريبها يحتاج إلى مدرب ماهر، فالصقر حاد الذكاء وهو يتعرف على اسمه الذي أناديه به. وتعتبر الأسابيع الأولى في ترويض الصقر حاسمة للغاية في السيطرة عليه، إذ يتوجب على المدرب ملازمة الصقر أطول فترة ممكنة حتى تنشأ علاقة صداقة بينهما، يبدأ بعدها تدريب الصقر على الوقوف على يد المدرب".
ويرى مدرب الصقور البافاري كذلك أن حجب الطعام عن الصقر لفترات متتالية أثناء فترة التدريب هو أمر ضروري حتى يمكن السيطرة عليه بالكامل وجعله مطيعاً للأوامر، ويقول: "لا نقوم بمكافأته بالطعام إلا إذا أظهر تجاوباً مع المدرب".

الصقور سيدة أجواء الألب

بيئة جبال الألب هي بيئة مناسبة تماما للصيد بالصقور، فوعورة الجبال وصعوبة الصيد فيها فرضت الصقر سيداً لهذه الأجواء حتى بداية القرن الثامن عشر عندما تحسنت آنذاك وسائل الصيد باستخدام البنادق.
أما الفضل في نقل هذه الهواية إلى ألمانيا فيرجع إلى الإمبراطور فريدريك الثاني (1194- 1250) الذي أدخل هواية الصيد بالصقور لأول مرة في هذه البلاد. ومن أبرز الأمراء والنبلاء الذين مارسوا هذه الهواية في ألمانيا: مارغريف فون أنسباخ وماكس إيمانويل وكليمنس آوغستوس.
تقدم مزرعة بورغ هوهن أشاو دورات تدريبية في كيفية الصيد بالصقور، والدورة الواحدة تتكلف ما بين 98 إلى 198 يورو. ويقول يوهانز لينهرت "إن العلاقة التي تنشأ بين الإنسان والصقر هي علاقة من نوع خاص، إذ إن قوة الصقر وقدرته الفائقة في الإمساك بالفريسة تعطي لصاحب الصقر انطباعا بأنه هو صاحب هذه القوة".
مزرعة بورغ هوهن أشاو مسجلة في اتحاد الصقارين الألمان الذي تأسس عام 1913 ولم يتوقف دوره على تربية الصقور وتدريبها فقط، وإنما امتد أيضا ليشمل المحافظة عليها من الانقراض وعلى البيئة التي تعيش فيها.

أسعار الصقور خيالية في العالم العربي

في دول الخليج العربي يتزايد الشغف برياضة الصيد بالصقور كما هو الحال في ألمانيا، وأصبح رجال الأعمال ينافسون الأمراء في اقتناء الصقور والتجارة فيها. ويصل سعر بعض الصقور الأصلية إلى 160 ألف دولار في دولة الإمارات، أما الصقور النادرة التي تجلب من أعالي الجبال فقد يصل سعرها في قطر إلى133  ألف دولار، ويرتفع سعر الصقر البري في السعودية إلى ما بين مليون ومليوني ريَال.
ورغم أن البشر اكتشفوا الصيد بالصقور قبل 4000 عام في سهول آسيا الوسطى، إلا أن العرب برعوا أكثر من غيرهم في ترويض الصقور، لذلك لا يبدو الأمر غريبا في قرار منظمة اليونسكو بإدراج تربية الصقور ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي في أكثر من 10 دول، منها خمس دول عربية وهي الإمارات العربية المتحدة والمغرب وقطر والسعودية وسوريا.
جدير بالذكر أن أشهر أنواع الصقور في العالم العربي هما الشاهين والباز الجوال، وهما نفس الفصيلتين المستخدمتين للصيد في ألمانيا. وهذان النوعان تحديدا يتميزان بالسرعة العالية التي قد تصل إلى 300 كلم في الساعة. والشاهين هو المفضل في منطقة الخليج العربي بسبب قدرته على الانقضاض بسرعة فائقة على فريسته وإمكانية فتكه بها بضربة واحدة.
 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن