"غدي نيوز"

أثار منتدى علمي، مزج بين علم الأحياء وعلم السياسة، انتباه طلاب فصل دراسي في مدرسة ثانوية في النمسا، وذلك بسبب إجراء مقارنات ناجحة مثيرة شارك فيها عدد من المتخصصين، دارت حول مقارنة سلوك "قيادات" من النمل وسلوك "قيادات" ديكتاتورية من البشر تقبض على زمام الحكم وتواجه غضب شعوبها الرافضة سيطرتها.
كان المشرف على المنتدى الذي تحوّل إلى ورشة نقاش وعمل، قد شبّه مستعمرات النمل وخصائصها السلوكية بالمجتمعات الإنسانية، من منطلق وجود قاسم مشترك هو نظام معين، يجعل الكل يستوعب دوره ومهامه وفقا لخصائصه ومميزاته، ولولا هذا النظام لسادت فوضى قاتلة.
وكانت دراسة حديثة عن النمل قد كشفت عن وجود منافسة حادة تسود بين قدامى ذكور النمل الذين يقاتلون بشراسة من أجل فرض سيطرتهم والفوز بالإناث حتى قبل أن تخرج من طور الشرنقة، وهم يميزون الشرانق التي تحمل إناثا بالرائحة، فيعمدون إلى سحق تلك التي تنبئ بذكور ما أمكنهم ذلك.
وتمضي الدراسة موضحة أنهم لا يلجأون إلى القتل العشوائي أو الإبادة الجماعية خشية أن يقضوا على الإناث عن طريق الخطأ، وكذلك على "الجنود" من الذكور.
وفي حين ذكرت الدراسة أن بعض الذكور يستخدمون الخديعة والتنكر وبث روائح أقرب لروائح الإناث الملكات كوسيلة للدفاع عن النفس، فإنها أوضحت أن الهجمات قد تستمر في مستعمرة نمل واحدة لأكثر من يومين كاملين.
وقد يسود هدوء مؤقتا وتتوالى الهجمات، مما يفسر استراتيجية النمل وخططه القائمة على مواصلة إنتاجه دونما انقطاع على مدار العام. وما ذلك إلا ليضمن أن يتوافر بديل مقابل كل ذكر يموت وأن يحل جديد محل الهالك، وهكذا تستمر مستعمرات النمل في البقاء وإلا انقرضت.