مزارعو الجبل يعودون إلى زراعة التوت

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, July 7, 2013

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

أطل موسم التوت الجبلي، ولسان حال المواطنين "خير السنة... ورزق جديد ويللي طعمنا عمرو يزيد"، وهي في الغالب دعوة للمشاركة في تناول بواكير الثمار الجديدة، فهذه الأشجار التي تتصدر المنازل تبقى – في تقليد قديم، مشاعاً لمن يريد ان يطفئ ظمأه ببضع ثمار، بالرغم من أنها ملكية خاصة، إلا أنه في الموروث الشعبي "الرزق الذي لا نعطي منه لا يطيب ولا يزيد"، إلا أنه في السنوات الماضية، وبفعل الضائقة الاقتصادية بدأ المواطنون استغلال الأشجار وقطف ثمارها وبيعها في الأسواق.
والتوت نوعان، "الشامي" ومنه يصنع شراب معروف يُسوَّق على نطاق واسع، و"الهزَّاز" وهو النوع الذي بدأ المواطنون بيعه بعد أن كان مجرد "تشكيلة" من فاكهة حديقة المنزل، وهو أطيب مذاقا لكنه لا يصلح في الصناعات التحويلية، خلافا لـ "الشامي" المعروف بمذاقه ذي الحموضة الحادة مما يجعله غير مرغوب إلا في استخراج "شراب التوت" المعروف. ولثمار هذين النوعين اللون ذاته باستثناء أن "الشامي" شديد الحمرة قبل الينوع وشديد السواد بعده، مع الاشارة إلى أن "الهزاز" ينتمي إلى التوت ذي الثمار البيضاء من حيث الطعم والمذاق، لكن هذا النوع الابيض غير مرغوب لثماره الصغيرة ولم يعد يزرع منذ أمد بعيد.

توت الحرير

انتشرت زراعة التوت على نطاق واسع في القرن التاسع عشر، وارتبطت وقتذاك بصناعة الحرير، إلا أن هذا النوع من التوت يعرف باسم "التوت البري" فهو لا يعطي ثمارا، وبعد اندثار صناعة الحرير عمد المواطنون إلى "تطعيم" توت الحرير بالتوت المثمر، وحسب الموسوعات العلمية فإن الموطن الأصلي للتوت هو أوروبا، واستمرت زراعة "الشامي" بعد أن بات من متطلبات "المونة" ولا سيما صناعة الشراب المعروف، فيما يقبل المواطنون اليوم على زراعة "الهزاز" والافادة منه كنوع من الزراعات البديلة.
المزارع فريد زيدان اشار إلى أن "توت (الهزار) كان للضيافة فقط، وكنا نولي اهتماما بالتوت (الشامي) لكثرة الطلب عليه"، وأضاف: "قبل نحو خمس سنوات ومع وجود المصطافين العرب بدأنا نسوق توت (الهزاز) وأمّن لنا مصدرا مهما مكملا لزراعاتنا التقليدية التي غالبا ما تتعرض للكساد"، وأشار إلى أنه "مع غياب الخليجيين وتراجع الطلب تراجعت الاسعار"، لافتا إلى أنه "في السنوات الماضية كنا نبيع الكيلو الواحد بعشرين ألف ليرة فيما لا يتعدى سعره اليوم الخمسة آلاف ليرة".
وارتفاع سعر التوت عائد إلى كلفة قطافه، وربما لهذا السبب لم يكن المواطنون يتكبدون عناء قطفه، خصوصا "الهزاز" فبمجرد ان تهب نسمة هواء حتى تتساقط الثمار، ولذلك يعمد المواطنون إلى وضع بساط تحت الشجرة وهز الاغصان، ومن هنا جاءت التسمية.
ويقول المواطن سمير مرداس أن "توت (الهزاز) يحتاج فضلا عن التعب الى عناية استثنائية لتبقى الثمار نضرة، خلافا للتوت (الشامي) الذي يستخدم في صناعة الشراب فلا مشكلة ان كانت الثمار متجمعة وملتصقة ببعضها البعض طالما أنها ستعصر، أما (الهزاز) فيجب أن نقطفه دون أن تتشوه معالم الثمرة وكذلك الامر بالنسبة الى توضيبه، وهذا عمل شاق نتعاون كعائلة في قطفه ليصل الى المستهلك بحالة جيدة".
واشار إلى "اننا مع ما نواجه من مشكلات في زراعة التفاح والخضار الصيفية وما نتكبد من خسائر لجأنا كما غيرنا من المزارعين الى الافادة من التوت طالما أن الاشجار موجودة والامر لا يتطلب منا سوى القطاف"، ولفت مرداس إلى أن "التوت لا تتطلب زراعته أي كلفة، فهو لا يحتاج إلى أسمدة وأدوية زراعية".
واشار فادي الصايغ إلى "اننا لا نعمد إلى هز الشجرة والتقاط الثمار عن بساط كبير نضعه تحت الاشجار، لان سقوط الثمرة يجعلها غير قابلة للتسويق"، وأضاف: "نضطر إلى قطف الثمار بتؤدة ودون هز الاغصان أو نترها، وهذا عمل شاق ومهما بلغ سعر التوت لا يمكن أن يفي كل هذا التعب لكننا مضطرون لمواجهة الظروف الصعبة، خصوصا وأننا لم نتمكن من تسويق زيت الزيتون الى الآن وهو مصدر الرزق الاهم في منطقة جرد عاليه".
ولفت الصايغ إلى أن "الطلب ازداد على التوت (الهزاز) لفوائده الصحية فضلا عن مذاقه لانه من أنواع الفاكهة المرغوبة".
تبقى الاشارة إلى أنه وسط الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع الزراعي، يدأب المزارعون للتفتيش عن مصادر بديلة ومكملة لمواجهة متطلبات الحياة.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن