لا موسم صنوبر السنة المقبلة بسبب التبدلات المناخية

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, July 16, 2013

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

كارثة جديدة حلت بموسم الصنوبر أو ما بقيَ منه على الأشجار، إلا أن تبعاتها ونتائجها لن تظهر في الموسم الحالي الذي وجد طريقه إلى أسطح المنازل، ومنها إلى "المكاسر" فالتوضيب والتسويق.
وفي المعطيات الاولى، وحسب "نقابة عمال ومزارعي الصنوبر في لبنان" فإن "مزارعي الصنوبر وأصحاب الأحراج في عاليه والمتن الأعلى سيواجهون مشكلة اقتصادية واجتماعية ناجمة عن ما تعرضت له الثمار قبل النضوج بسبب موجات من البرد والحر تعاقبت في غير موعدها ما أدى إلى تساقطها".
حتى الأمس القريب كانت أشجار الصنوبر في منأى عن التبدلات المناخية التي أصابت بأضرارها الأشجار الصيفية المثمرة، ولا سيما التفاح، وهي من المرات القليلة التي تتأثر فيها شجرة الصنوبر بعوامل المناخ كونها من الأشجار المقاومة للأمراض وقادرة على التأقلم في بيئات مختلفة ساحلا وجبلا، فهي لا تحتاج إلى عناية في ما عدا تقليمها كل أربع سنوات، ما يعني أن ما تعرضت له الأحراج يفترض مقاربة هذه الكارثة علميا من خلال خبراء فنيين.
والمشكلة أن حجم الأضرار أكبر من أن يتحمل تبعاتها المزارعون، إذ يشير رئيس النقابة فخري المصري إلى أن "الموسم كإنتاج تضرر بنسبة 75 بالمئة"، وعزا السبب إلى "موجة صقيع في الربيع أعقبتها موجة حر شديدة"، إلا أن المشكلة لا تقتصر عند هذا الحد، ذلك أن الـ 25 بالمئة من الثمار الباقية على الاشجار لن تنتج ثمارا قابلة للتسويق.
ويقول المصري أن "المشكلة لن تظهر نتائجها خلال هذا الموسم، لكن ستطل برأسها في الموسم المقبل، ولذلك سنتوجه إلى الدولة بسائر وزاراتها ومؤسساتها المعنية، لرفد المزارعين بمساعدات بما يمكنهم من مواجهة ما يمكن توصيفه بالكارثة".
وأضاف: "في السابق كان الانتاج وفيرا وكنا نواجه المضاربات نتيجة إغراق الاسواق المحلية بالصنوبر الصيني والتركي، فيما اليوم ونتيجة ارتفاع سعر اليورو أصبح الوضع أفضل وتحسنت الأسعار حتى أن بعض التجار الأتراك اشتروا من لبنان 20 طنا من الصنوبر الأسود (أي قبل كسره لاستخراج الثمار البيضاء)، لكن ليس لدينا فائض كبير على مستوى الانتاج في لبنان، لكن للاسف جاءت العوامل الطبيعية لتساهم في بقاء المزارع في دائرة الحرمان والمعاناة".
واشار المزارع سامي حسن إلى أن "الأضرار تفاوتت بين منطقة وأخرى ولم نتمكن من إحصاء الأضرار، لكن بالتأكيد أننا خسرنا أكثر من ثلثي الموسم، ولا نعرف إذا كانت الثمار المتبقية تستأهل عناء وكلفة قطفها"، ولفت إلى أنه "لا يمكن تحديد حجم الخسارة وان كانت تزيد عن ملايين الدولارات".
أما المصري فيقدر إنتاج لبنان من الصنوبر الابيض الصالح للاستهلاك – وحسب داراسات أعدتها النقابة، "بحوالي ألف طن"، ويشير في هذا المجال إلى أن "خسارتنا على مستوى كل لبنان بما فيها منطقة جزين ستكون في حدود الـ 750 طن"، وفي معادلة حسابية بسيطة يقول المصري أن "ثمن كيلو الصنوبر الابيض في حدود الـ 50 دولار ما يعني أن خسارة هذا القطاع تقارب أو قد تتخطى الـ 73 مليون و500 ألف دولار (37500000 دولار)". 
وحسب الخبيرة في مجال البيئة والمهندسة الزراعية جنان أبو سعيد فإنه "لا يمكن التصدي لهذه المشكلة، لاننا لا نواجه مرضا بعينه يمكن مكافحته، فالعوامل الطبيعية والطقس المتطرف هو سبب هذه المشكلة"، وأشارت إلى أن "الأمر لم يقتصر على الصنوبر فحسب، وإنما طاول كل الاشجار التي أزهرت في شهر أيار الماضي وكانت عرضة لموجة من البرد والامطار الغزيرة التي تسببت بفقدان الازهار".
وأكدت أبو سعيد أنه "يجب أن نكون مهيئين لاستيعاب نتائج مثل هذه الكوارث"، وحذّرت من أن "التعويض على المزارعين أمر ضروري لخلق الحافز لديهم للاعتناء بالأحراج، وتأمين الاستدامة المستمرة، لأن الصنوبر ليس إنتاجا وثروة اقتصادية فحسب، وإنما هو من سمات لبنان كبيئة ومناخ وهواء وفوائده غير المباشرة تفوق بكثير قيمة انتاج السنوي من الثمار".

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن