"غدي نيوز"
للعام الثاني على التوالي تغزو الحشرة القرمزية Dactylopius coccus اي "المن القطني" الصبار في بلدات وقرى النبطية من دون اية معالجة فعالة وحاسمة من الوزارة المختصة أو الجميعات المعنية.
ويعيش المزارعون حالا من القلق من ضياع موسم الصبار، حيث يقفون عاجزين عن محاولة انقاذ الموسم بعد خسائر قاسية لحقت به الموسم الماضي.
ولفت المهندس الزراعي حسنين قانصو الى "ان هذه الحشرة تتغذى على ألواح الصبار، والمعروف بأن لوح الصبار لا يقل سماكته عن 1 سم وارتفاع لا يقل عن 30 سم، وهذا ما يؤمن لهذه الحشرة عائل مهم لحياتها وتكاثرها، ولان هذه الحشرة لها فم ثاقب تستطيع ان تغرز خرطوم فمها بسهولة في لوح الصبار، وتبدأ بإمتصاص عصارته مما يؤدي الى جفاف لوح الصبار واصفراره وتلفه، وقد تصل الى تلف الشجرة كلها، وهنا تكمن خطورة هذه الحشرة والتي توجب مكافحتها والوقاية منها".
واكد "ان سبب ظهور هذه الحشرة يعود الى عوامل واسباب عديدة، لا يمكن حصرها في أمر واحد، ومن هذه الاسباب: فقدان العدو الطبيعي لهذه الحشرة او قلة عدده وهو من عائلة الدبابير واصغر من الدبور الذي يتغذى على النحل والذي يقوم على التغذي عليها مما يؤدي الى تكاثر هذه الحشرة بهذا الشكل الخطير والمخيف، كما ان هناك التلوث البيئي وعوامل مناخية عدة".
واشار ان "هذه الحشرة تشبه المن القطني، وفي العام الفائت أصابت أوراق وجذور وثمار الصبار في العديد من المناطق اللبنانية، واليوم الحال يستمر على ما هو عليه، مؤكدا أن "الأدوية التي تستخدم في مكافحتها هي الأدوية الجهازية مع الزيت الصيفي وتعطي نتائج إيجابية ومباشرة لمكافحتها والحد من انتشارها".
واضاف: "السليم منها لا يضر بصحة الإنسان على الإطلاق، ويبقى مذاق الصبار والمواد الغذائية فيه نفسها، وهذه الحشرة مثل بعض الحشرات الأخرى التي تصيب بعض الخضار والفاكهة ويبقى الناس يتناولونها من دون أية مضار صحية، إلا أن ما أثار الموضوع أن هذا المرض جديد وغير معروف مسبقا في لبنان".
ولفت قانصو الى أن "الصبغة الحمراء التي تخرج من هذه الحشرة تستخدم في بلدان أوروبية لتلوين الأطعمة بألوان طبيعية وليست كيماوية ما يؤكد أنها ليست مضرة بصحة الإنسان"، مشيرا إلى أنه "كان من المفترض البدء بمكافحة هذه الحشرة قبل نضوج أكواز الصبار حفاظا على الموسم، ورغم ذلك فإن مكافحتها تعطي نتائج إيجابية".
وقال: "يمكن معالجة ومكافحة هذه الآفة بكل سهولة وطمأنينة من خلال الاستفادة من المبيدات الحشرية على ان تكون طريقة الرش اولا بضغط عالي من الماء من اجل التخلص من اكبر قدر ممكن من الحشرات، ثم ترش بطريقة التبخير، مشددا على ان "المشكلة ليس في القضاء على هذه الحشرة، بل في آلية تعامل المزارع مع مكافحتها والقضاء عليها، لافتا الى ان "المطلوب ايجاد فريق من الاخصائيين يواكب ويوجه المزارعين في عملية مكافحة الحشرة القرمزية".