بعد عكار... الحرائق تضرب في عاليه والمتن الأعلى

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, September 16, 2013

"غدي نيوز" – أنور عقل ضـو

ضربت الحرائق بقوة في المتن الأعلى وعاليه، وألحقت أضرارا كبيرة ليس ثمة من يمكنه تقديرها، خصوصا في المتن الأعلى، حيث غطت اليوم سحب الدخان "وادي لا مرتين" بدءا من عاريا صعودا حتى حمانا وقرنايل، إلا أن من المؤكد أن مئات أشجار الصنوبر المثمر المعمر قد أتت عليها النيران في أحراج بلدة العبادية (قضاء بعبدا) المطلة على بيت مري، فمن بين أكثر من أربعين حريقا اندلعت منذ صباح أمس (السبت) من منطقة جرد عاليه الى المناطق الحرجية القريبة من مدينة عاليه وبعض أحراج الكحالة وبلدة الغابون، فضلا عن حرائق طاولت عرمون وقرى ساحل عاليه، كان حريق العبادية الأكبر ولم تتمكن لليوم الثاني على التوالي طوافات الجيش اللبناني وعناصر الدفاع المدني من إخماده.
وشب الحريق في منطقة حرجية واسعة في أسفل بلدة العبادية، تغطيها أشجار الصنوبر فضلا عن أشجار حرجية كالبلوط والسنديان والبطم، والمنطقة عبارة عن منحدرات لا يمكن الوصول إليها بالسيارات وتقع في نطاق وادي لامرتين، حتى أن المزارعين لا يملكون وسيلة نقل سوى الدواب، وقد تعذّر على سيارات الدفاع المدني الوصول إليها، واضطر عناصر الدفاع المدني إلى السير على الأقدام للاقتراب من الحريق ومحاولة اخماده ومنع تمدد النيران باتجاه الأبنية السكنية المجاورة.
وتعذر الوصول إلى موقع النيران إلا من طريق فرعية ضيقة لا تتسع لمرور أكثر من سيارة واحدة، ما أعاق حركة آليات الدفاع المدني، وصهاريج المياه التي ظلت ترفد سيارات الاطفاء بكميات المياه اللازمة، وبالتوازي كانت طوافات الجيش اللبناني تقوم باخماد النيران في قلب الحريق في موقع لا يمكن أن تطاله خراطيم مياه سيارات الاطفاء، ورصد "غدي نيوز" على مدى ساعات عدة وصول طوافة كل عشر دقائق.
وأشار رئيس بلدية العبادية عادل نجد إلى "اننا مستنفرون منذ يومين وهناك ثلاثة عشر عاملا من البلدية يساندون عناصر الدفاع المدني"، وقال "لولا طوافات الجيش اللبناني لكانت الكارثة أكبر، وقد تم تأمين مصدر للمياه لتزويد الطوافات بها في مدينة عاليه بالقرب من موقع الحريق وهذا ما ساعد على وصول طوافة كل خمس او عشر دقائق، فيما نقوم كبلدية بتأمين المياه لست سيارات اطفاء بواسطة الصهاريج".
وإذ أثنى نجد على "جهود الدفاع المدني والجيش وعمال البلدية والاهالي المتطوعين"، أشار إلى أن "مخاوفنا تبقى ماثلة بسبب أن النيران تتجدد وتشتعل ليلا كما حصل ليل أمس (الأول)".
مصدر مسؤول في الدفاع المدني أشار إلى "اننا تمكنا حتى الآن (الثانية والنصف من بعد ظهر الأحد) من السيطرة على الحريق بنسبة 70 بالمئة"، ولفت إلى "اننا تمكنا اليوم من اخماد حريق في بلدة رويسة البلوط المجاورة"، منوها إلى أن "الأضرار كبيرة وطاولت كروم العنب والزيتون والاشجار المثمرة"، وأكد أن "كل اهتمامنا تركز على منع النيران من الوصول الى الابنية السكنية".
وعاش المتن الأعلى وبعض مناطق عاليه يومين على وقع صدى سيارات الاطفاء وحركة طوافات الجيش، واليوم بدا المتن بكافة قراه مغطى بطبقة كثيفة من الدخان حملت معها الرماد المتطاير، واضطر المواطنون إلى اقفال النوافذ، وقد امتدت سحابة كبيرة من الدخان من بلدة العبادية وغطت كل المناطق المجاورة وتبعا لحركة الرياح.
ولم تعرف أسباب اندلاع الحرائق، إلا أن بعض المواطنين أكدوا لـ "غدي نيوز" أن "بعض المزارعين وخلال أعمال التقشيش أضرموا النار بالنباتات اليابسة وما عاد بامكانهم السيطرة عليها".
رئيس "نقابة مزارعي وعمال الصنوبر في لبنان" فخري المصري أشار الى "اننا لم نتمكن من تحديد نسبة الخسائر فالدخان يحجب الرؤية، لكن نتوقع كارثة جديدة تطاول أحراج الصنوبر التي هي مورد رزق مئات العائلات في المنطقة"، ولفت المصري إلى أن "هذه الكارثة تؤكد مرة جديدة ما كنا قد طالبنا به الجهات المعنية باستعادة وظيفة الناطور ليكون العين التي تراقب وتبلغ بسرعة عن الحرائق". وقال "هناك عدد قليل من مأموري الاحراج وهؤلاء ليس في مقدورهم مراقبة الاحراج ما يؤكد ضرورة عودة النواطير على مستوى كافة قرى وبلدات المنطقة".
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن