كان يا ما كان لكركلا تبهر الجمهور في افتتاح مهرجان بيت الدين

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, July 1, 2012

في أجواء شكسبيرية حيث الجنون والفانتازيا والحب والموت
... "كان يا ما كان" لكركلا تبهر الجمهور في افتتاح مهرجان بيت الدين


"غدي نيوز"

عادت أيام الزمن الجميل في مهرجانات الصيف مع إطلالة "فرقة كركلا" على مسرح القصر التاريخي في بيت الدين. حيث حضر فنانون ومثقفون ورسميون ودبلوماسيون، وفي مقدمتهم رئيسة لجنة المهرجانات نورا جنبلاط، افتتحوا مهرجان بيت الدين الذي كسر الرتابة والتشويش على الموسم السياحي نتيجة الانفلات الأمني وحرائق الصيف وأيام اللبنانيين القاسية والحزينة، مهرجان يجدد مناخ الصيف الحي، عبر احتفالية الجسد الذي ينبعث مع كركلا في الرقص التعبيري لفرقة صارت قصة عالمية.

أجواء ألف ليلة وليلة

تروي "كان يا ما كان" قصة مغامرة جمالية في مسرحية على أدراج بيت الدين، لتكون الوحيدة التي قدمت الليالي اللبنانية بعدما غابت عن بيبلوس، وبعلبك، لكن خصوصية العمل كانت مع الأخوين أليسار وإيفان كركلا لوحدهما من دون الوالد الموجود في الجزائر، في عرض ممتع يبحث عن مقتربات جديدة في الرقص المعاصر، بحركات راقصة تتجه صعوداً نحو الجذع والأكتاف مذكرة باقتراحات مصمّمة الرقص العالمية نينا باوش التي عرفت كيف تستشرف المعنى والروح.
نجح إيفان كركلا بدفع هذا المفهوم الكوريغرافي - السينوجرافي، في تجديد البناء القديم، وفي إضافة بناءات جديدة، حركت في الجمهور الذي نعِمَ بكمّ من المتع البصرية في إضافة إيفان على عروض الفرقة، المستلّ من ريبرتوارها القديم، لينجلي على صياغة فيها الكثير من الارتقاء الجمالي المضبوط على تفصيلات غاية في الجمال، من ناحية الأزياء، أو من ناحية الرقص نفسه وبؤرته وتحريك الأكتاف، ومستوى علاقة العين "الجمهور" بالعرض.
إضاءة راعت أجواء ألف ليلة وليلة الناعسة مع إكسسوارات تطال المساند ونافورة المياه والدرج القصير، والأجواء الأنثوية الرائعة على إيقاع "رافييل"، من خلال برنامج أخّاذ لكركلا جاء من ثلاثة أجزاء تنافس على إمتاع الجمهور.

مناخ فولكلوري

العمل يعيد التأكيد على أن كركلا لا يمكن أن يكون عادياً، لكنه هذه المرة ارتفع في الفصل الثاني مع ثلاثة أقطاب: جوزيف عازار، ايلي شويري وهدى، ومعهم سيمون عبيد.
الحضور والأصوات والإحساس الخاص أعطى قيمة متميزة للمناخ الفولكلوري اللبناني في غمرة التعاطي مع موسيقات من العالم، تقدمتها بوليرو، هذه المقطوعة الفائقة السحر ترسم خطوطاً اعتدنا على سماعها من إبداعات كركلا. كما أن المناخ الفولكلوري جاء عاملاً مكملاً للمسرحية التي تمت العناية بديكوراتها، وأزياء الراقصين والممثلين وبعض الإكسسوارات إضافة إلى مناخات موسيقية جميلة جداً، كانت كلاسيكية.
وعن العمل تقول أليسار كركلا إن الرقص على أنغام الموسيقى الحية كان تحدياً خاضته وإيفان للمرة الأولى، مضيفة أنها تجربة مميزة في مسرح كركلا.

لوحات راقصة

وقد انطلق الفصل الأول من العمل على موسيقى ريمسكي كورساكوف ليتحول قصر بيت الدين إلى قصر ألف ليلة وليلة حيث يتوج شهريار ملكاً، وتأتي الوفود المهنئة، ونرى ذلك في تنوع أساليب الرقصات. لكن الفرح سرعان ما ينقلب إلى حزن، ولعل أجمل المشاهد مقتل الأميرة واندلاع النيران في القصر في أجواء شكسبيرية حيث الجنون والفانتازيا والحب والموت.
أما الفصل الثاني فيفتتح بسينوغرافيا رائعة حيث ترفع تنورة واسعة وضخمة تخبىء الراقصين، وإلى السوق حيث باعة السجاد والأقمشة على جانبي الخشبة، والناس على الشرفات، ويتسابق الأغنياء على شراء النساء، على أنغام موسيقى بوليرو لرافييل مطعمة بآلات شرقية.
وفي الفصل الثالث يعيدنا كركلا إلى التراث اللبناني مع ثلاثة مطربين طبعوا المسرح اللبناني هم جوزيف عازار وهدى حداد وايلي شويري، وينضم إليهم المغني الشاب سيمون عبيد. وهذا الفصل يحمل تحية خاصة إلى لبنان وبيت الدين، وفيه لوحات من الرقص الفولكلوري والدبكة، قادها عميد الفرقة عمر كركلا.
"كان يا ما كان" عمل أوبرالي بضخامته وموسيقاه ولوحاته الراقصة ومؤثراته البصرية، وأزيائه الباهرة بألوانها وأقمشتها وتطريزها والتي صممها مؤسس الفرقة عبد الحليم كركلا. ووضع الديكور الذي ينسجم مع القصة والمكان الايطالي لويجي ماركيوني، في حين أن السينوغرافيا الافتراضية من توقيع سيرجيو ميتالي.

تقاليد القصور

ثمانون راقصاً قدموا مشهدية وفخامة صوتية مع الاعتماد للمرة الأولى على عزف حي من الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية التي جلس عازفوها تحت خشبة المسرح. من وحي قصر بيت الدين، حيث حكى ايفان كركلا قصص المسرحية انطلاقاً من تقاليد الشرق والقصور، فيما وضعت الكوريغرافيا أليسار كركلا التي برعت في رسم الخطوات وحركات راقصيها بما يعبر عن أجواء القصص التي تضمنتها المسرحية.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن