مناخ وارسو التفاوضي يقف عند التمويل

Ghadi news

Friday, November 22, 2013

"غدي نيوز"

لا يزال الهاجس الاساسي من الجولة الحالية من المفاوضات المناخية في وارسو، هو وضع الحجر الاساس لاتفاقية عالمية جديدة ملزمة بالاضافة الى الخروج بنص اتفاق حول هذه الجولة من المفاوضات.
لكن بعد الكثير من النقاشات غير المجدية تم الوصول إلى ان يتم اقتراح مسودة نص اتفاق لكي تتم مناقشته.
بداية اقترحت الامم المتحدة وضع كل آراء الدول في نص واحد، فتجاوزت صفحات هذا النص ٣٠٠ صفحة! ثم قيل إنه يجب البدء بالاختصار. وقد وجد الجميع صعوبة كبيرة في ذلك. وبعد اسبوع من المناقشات العقيمة بشأن الآلية، تم اقتراح نص من خمس صفحات يحدد معالم اتفاقية العام ٢٠١٥. الهدف العميق من هذا النص المقترح (والاتفاقية)، الوصول الى تخفيض ٨٠ في المئة من انبعاثات العالم، لا سيما الدول الاكثر تلويثا. فماذا في النص المقترح والذي بدأت المفاوضات بشأنه بالتزامن مع بدء وصول وزراء الدول للمشاركة في اتخاذ القرارات نهاية هذا المؤتمر؟
تعرب الدول عن قلقها من النتائج التي توصل إليها الفريق العلمي في التقرير التقييمي الخامس للهيئة الحكومية الدولية بشأن تغير المناخ، والذي حذر من أن تغير المناخ يمثل تهديدا ملحا لا رجعة فيه للمجتمعات البشرية وكوكب الأرض، ومن ان استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سوف يتسبب في مزيد من الاحترار والتغيرات في جميع مكونات النظام المناخي والتسبب بكوارث مناخية.
كما يعبر عن القلق الشديد إزاء الفجوة الكبيرة بين الأثر الإجمالي لتعهدات الأطراف بالتخفيف من الانبعاثات السنوية العالمية لغازات الدفيئة بحلول العام 2020 ومسارات الانبعاثات الإجمالية التي لن تحول دون ارتفاع درجات الحرارة درجتين كما هو متوقع.
ويحث مشروع النص الجديد جميع الأطراف في بروتوكول كيوتو للتصديق عليه وتنفيذ خطة طريق الدوحة وتعديل بروتوكول كيوتو بشكل عاجل؛ وتطبيق المتفق عليه، وفقا للأحكام ذات الصلة من الاتفاقية، وايجاد تمويل جديد وإضافي: "المنتظم والكافي" للبلدان النامية، مع مراعاة الاحتياجات الملحة والعاجلة للبلدان النامية المعرضة بصفة خاصة للآثار الضارة لتغير المناخ (كالبلدان الجزرية)، مع تأكيد البلدان المتقدمة بالتزاماتها في سياق إجراءات التخفيف الى تعبئة صندوق المناخ بـ100 مليار دولار أميركي سنويا حتى العام 2020 لتلبية احتياجات البلدان النامية؛ وايجاد الآلية لنقل التكنولوجيا الى البلدان النامية.
في مقابل ذلك يطرح مشروع الاتفاق على البلدان النامية إحراز تقدم في اجراءات التخفيف من الانبعاثات وان تكون لديها "التزامات وإجراءات". وحث الأطراف من البلدان المتقدمة على خفض الانبعاثات وتطبيق التزاماتها لفترة الالتزام الثانية من بروتوكول كيوتو مع زيادة مستوى الطموح في التخفيض.
كما يدعو مشروع الاتفاق الجديد الدول الأطراف الى التعاون في الإلغاء التدريجي لإنتاج واستهلاك المركبات الكربونية. ويؤكد تصميمه اعتماد نص قانوني جديد آخر أو اعتماد نتائج متفق عليها تتمتع بالقوة القانونية بموجب الاتفاقية الاطارية وتنطبق على جميع الأطراف، في دورته الحادية والعشرين (كانون الأول العام 2015 )، تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من العام 2020.

اوجه الخلاف

ابرز اوجه الخلاف عند مناقشة هذا النص تمحورت حول التمويل او كيفية "تسعير" المعالجة التي اقرت في كوبنهاغن بما يقارب مئة مليار دولار اميركي في السنة. هل هي على "التخفيف" من الانبعاثات ام على "التكيف" التي تتطلب مبالغ اكبر بكثير. اما الخلاف الاشد فحول مسألة المساعدات، اذ تخوفت البلدان النامية من عبارة "مراعاة الاحتياجات الملحة والعاجلة للبلدان النامية المعرضة بصفة خاصة للآثار الضارة لتغير المناخ"، والتي اعتبرتها مخرجا للدول المتقدمة للتهرب من التزاماتها بحجة مساعدة البلدان الاكثر فقرا او تضررا.
كما طالبت البلدان النامية بتطبيق ما تم الاتفاق عليه سابقا قبل البحث في اتفاق جديد.
هذا ما شدد عليه ممثل دولة الهند مؤكدا ضرورة رفع تعهدات البلدان المتقدمة لتخفيض انبعاثاتها الى ٤٠ في المئة على الاقل عن حدود مستويات العام ١٩٩٠ والاسراع في نقل التكنولوجيا الى البلدان النامية.
ومن دلائل بدء تراجع الدول عن التزاماتها المناخية، وبعدما اعلنت اليابان تراجعها عن التزاماتها بالتخفيض والتمويل بسبب كارثة فوكوشيما التي ضربت مفاعلاتها النووية منذ عامين، علم امس ان استراليا الغت وزارة تغير المناخ بدل ان تدعمها وتعزز دورها وان ممثليها في المفاوضات اظهروا تشددا استثنائيا في هذه الجولة في وارسو على جميع المسارات!
ولإسكات الضجة التي اثيرت حول الموقف الياباني الجديد في وارسو اقترحت اليابان ان تقوم بعض الدول الكبرى (مثلها) بشراء الكربون من دول اخرى نامية واحتسابها من حصتها، لان تخفيض الانبعاثات في هذه الدول (النامية والفقيرة) اقل كلفة من تخفيضها على اراضيها وفي صناعاتها الكبرى... والتي تقلل من فرص تنافسها في الاسواق العالمية. وهذا ما يرفع من سوق الكربون الذي اصيب بنكسة كبيرة في السنوات الاخيرة.

حبيب معلوف - السفير


 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن