السيارات الكهربائية... صديقة للبيئة أم عبء إضافي؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, November 30, 2013

"غدي نيوز"

تعتبر النروج واحدة من أكبر منتجي النفط في أوروبا، إلا أن السيارات الكهربائية تلقى رواجا كبيرا فيها. وفيما يرى البعض أن هذه السيارات تخفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون يؤكد آخرون على أولوية إيجاد مصادر طاقة مستدامة لشحن السيارات.
إيسبن أندرياسن فخور جدا بامتلاكه سيارة نيسان ليف الكهربائية. فإيسبن هو واحد من بين أكثر من 4000 نروجي اقتنوا سيارة كهربائية هذا العام، إذ بلغت نسبة السيارات الكهربائية الجديدة التي تم بيعها في النروج هذا العام 2013 حوالي 9 بالمئة من إجمالي مبيعات السيارات.
وتعد أسعار السيارات التي تعمل بمحرك بنزين أو ديزل في النروج مرتفعة جدا، إذ تتضاعف قيمتها مقارنة بأسعارها في بلدان أخرى. ويرجع أندرياسن سبب ذلك إلى الضرائب التي تفرض على تلك السيارات. أما السيارات الكهربائية فضرائبها شبه معدومة ما يجعل أسعار السيارات ذات محرك بنزين أو ديزل تساوي السيارات الكهربائية.
إلى جانب تكاليفها المنخفضة نسبيا، هناك مزايا أخرى يمكن لأندرياسن وغيره من أصحاب السيارات الكهربائية الاستفادة منها، مثل إمكانية السير على ممر الحافلات، والاستفادة من سرعتها في تجاوز الاختناقات المرورية في أوقات الذروة.

 

أهم مميزات السيارات الكهربائية

وتميزت ثورة السيارات الكهربائية في النروج بتطورها السريع، إذ شهد هذا النوع من السيارات أكبر نمو في مبيعاتها في السنوات الثلاث الأخيرة. ويعود ذلك إلى تأثير أصحاب السيارات الكهربائية ومنظماتهم.
على مدى سنوات عديدة حسبما يوضح سنور سليتفولد رئيس رابطة السيارات الكهربائية النروجية "استغرق الأمر وقتا طويلا حتى تمكنا من الحصول على المميزات التي تشجع على امتلاك السيارات الكهربائية، مثل الإعفاء من دفع ضريبة الاستيراد ورسوم التسجيل الأولي للسيارات".
ويشير سنور أيضا إلى أنه من الممكن حاليا ركن السيارات الكهربائية مجانا والسير على الطرق المدفوعة بدون دفع رسوم الطرقات، إلى جانب إعفاء مالكي السيارات الكهربائية من دفع ضرائب إضافية.
ويشار إلى أن الزيادة السريعة في انتشار السيارات الكهربائية في النروج كان له تأثير كبير على البيئة. إذ انخفض معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون ليصل إلى 118 غراما لكل كيلومتر، مقابل 125 غراما لكل كيلومتر في العام الماضي. ما يجعل النروج متفوقة في تحقيق المعايير البيئية الأوروبية.

هل تخفض انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون؟

ورغم ذلك يرى الكثير من النقاد أن للنروج دورا كبيرا في مشكلة التغير المناخي. فالنروج هي ثامن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. إذ يرى لارس هارتبيركن رئيس "منظمة أصدقاء البيئية" في النروج أن تزايد انتشار السيارات الكهربائية في النروج لن ينقذ العالم، ويضيف بالقول "يمكن الاستدلال على الآثار الحيوية في النروج من خلال المخزون الضخم للغاز والنفط".
ومن جانب آخر يرى نقاد آخرون أن انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن استخدام السيارات الكهربائية ليس أقل كثيرا من الانبعاثات التي تطلقها السيارات الحديثة ذات محركات تعمل بالوقود. فتصنيع البطاريات والتخلص منها إلى جانب الغاز والنفط اللازم لتوليد الكهرباء يزيد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون. ما يعني أن السيارات الكهربائية تساهم بوضوح في زيادة انبعاث الغازات المضرة بالبيئة.

انتشار السيارات الكهربائية

لا يزال انتشار السيارات الكهربائية في العالم محدود جدا. وتزايد انتشارها يحتاج إلى إيجاد مصادر للطاقة اللازمة لشحن السيارات الكهربائية، فتوليد جزء كبير من الطاقة يعتمد على استخدام الوقود.
وتعد مصادر الطاقة اللازمة لشحنة السيارة الكهربائية موضع تساؤل كبير. إذ يرى البعض ضرورة إيجاد مصادر إنتاج للطاقة المستدامة قبل التوجه إلى استعمال السيارات الكهربائية، على عكس البعض الذين يرون أن استعمال السيارات الكهربائية يساعد على تسريع عملية تطوير مصادر لإنتاج الطاقة البديلة.

بتصرف عن DW


 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن