هل صحيح أن هذا الشتاء سيكون الأقسى منذ 100 عام؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, December 16, 2013

"غدي نيوز"

تردد مؤخرا بأن لبنان سيشهد هذا العام مع سوريا وفلسطين الشتاء الأقسى منذ 100سنة بحسب تقديرات خبراء الأرصدة الجوية في روسيا، التي رجحت أن تتعرض منطقة غرب آسيا ومن بينها لبنان، سوريا وأيضا فلسطين لعواصف ثلجية كثيفة قوية متوقعة أن تكون الاقسى منذ 100 سنة مع احتمال الدخول بفصل شتاء مبكر هذا العام .
كما وجهت الأرصاد الجوية الروسية تحذيراً لسكان القارة الآسيوية من حدوث موجات برد قارسة وقاسية جداً، وتوقعت حصول عواصف ثلجية في الأسابيع القليلة المقبلة، داعية للاستعداد لفصل شتاء واصفة بأنه سوف يكون الشتاء الأبرد منذ قرن.
وأشارت إلى أن شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) ستكون درجات الحرارة فيهما متدنية جدا نسبة لمعدلاتها الطبيعية والمعتادة، وهذا التدني في الحرارة هو نتيجة مرور الكتل الهوائية الآتية من القطب الشمالي باتجاه قارة آسيا.
الى ذلك، أعلن الباحث الألماني دومينين يونغ، بأن القارة الأوروبية تشهد منذ خمس 5 أعوام شتاء بارداً، إلا أن ذروته ستكون خلال الشتاء المقبل الذي سوف يكون حسب التوقعات بارداً جداً، وذلك بسبب انخفاض النشاط الشمسي وسلبية تذبذب شمال المحيط الأطلسي.

الخبير شهاب

لكن ما صحة ذلك؟ وبالتالي كيف سيكون فصل الشتاء في لبنان هذا الموسم؟ وهل صحيح أننا نتجه نحو التصحر؟
مساعد الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في لبنان الخبير البيئي إدغار شهاب الذي تحدث بإسهاب عن هذا الموضوع في حوار أجرته معه الزميلة سمار الترك من جريدة "اللواء" اللبنانية.

-يقال أن بين تشرين وتشرين صيف ثاني، فهل ما شهدناه من تأخر للمطر أمرا طبيعيا ويحصل بصفة عامة؟
-الأمر غير طبيعي إطلاقا لأن عاما بعد عام نلاحظ أن مؤشرات تغير المناخ تظهر لدينا في لبنان، فموسم الصيف بات طويلا بينما فصل الشتاء مدته باتت أقصر، ربما كمية المتساقطات تهطل بقدر ما تهطل في كل عام وأحيانا أكثر لكنها تهطل في فترة زمنية أقل وهذا ليس جيدا على الإطلاق ولا سيما أننا اعتدنا أن تهطل كمية المتساقطات لفترة طويلة أي أن المطر يبدأ خفيفا كي تستوعبه التربة، وبالتالي المياه الجوفية تمتلىء من هذه الأمطار .مع الأسف نحن نسمع خلال نشرات الأخبار أن كمية المتساقطات نسبة للعام الماضي باتت هي نفسها الأمر الذي يريح المواطن، إلا أن المسألة عكس ذلك تماما لأن هذه الكمية التي هطلت ليس بالضرورة أن تكون قد نزلت إلى المياه الجوفية، فكلّما كانت كمية المياه تنزل بسرعة فإن الأرض لا تستطيع استيعابها فتذهب إلى البحر، وبالتالي نحن لا نستفيد منها.

مجرد تكهنات وتوقعات

-قيل أن الشتاء هذا العام سيكون باردا وشديدا فهل سنشهد في الأشهر المقبلة مثل هذا الشتاء؟
-كل هذه التوقعات لا تمت للرابط العلمي بصلة، فلا أحد بإمكانه معرفة كيف سيكون موسم الشتاء سواء قاسيا أو غير قاس، كل ذلك توقعات وتكهنات لا تمت للعلم بأية صلة.

الأمر طبيعي

-نلاحظ ولا سيما في الأيام الماضية أن هناك فرقا واضحا بين منطقة وأخرى حيث تمطر على سبيل المثال في بحمدون ولا تمطر في عاليه، فهل من تفسير لهذه الظاهرة أم أن الأمر طبيعي؟
-هذا أمر طبيعي جدا ودوما كنا نلحظه لكن ربما ليس بهذا القدر، ففي فترات معينة نلاحظ أنها غائمة في منطقة معينة بينما تمطر في منطقة أخرى، هذه المسألة لها علاقة بالضغط الجوي وبسرعة الهواء التي تأخذ الغيوم من منطقة إلى منطقة أخرى، وهذا ليس له علاقة إطلاقا بالتغير المناخي وبالتالي هو ليس "عامل مؤشر" للتغير المناخي بل له علاقة بالعوامل الطبيعية للنهار بحد ذاته.

تساقط الثلوج أهم

-العام الماضي كان ممطرا فهل نتوقع أن يكون هذا العام مشابها؟
-كما سبق أن ذكرت، نحن لا نعاني من مشكلة في كمية الأمطار التي تتساقط وليس بغزارة الأمطار التي تتساقط في فترة زمنية معينة لو أنها تتساقط لفترة أطول أو بشكل "َرخ" كما يقول جدودنا هذه المياه التي تغذي الأرض لأنها تتساقط ببطء والتربة يكون لديها الوقت الكافي كي تمتص المياه وتأخذها إلى المياه الجوفية لنعود ونستعملها، لكن عندما تهطل المياه بغزارة كما نشهد منذ ست سنوات تقريبا نلحظ أن هذه المياه تجرف التربة مما يؤذينا، هذا عدا عن أن المياه تدخل أحيانا كثيرة إلى المنازل وتتسبب بأضرار جسيمة أو تذهب مباشرة إلى البحر، لذلك علينا أن لا نحمل همّ المياه التي تتساقط بل علينا أن نحمل همّ غزارة المياه التي تتساقط، كلمّا تساقطت المياه ببطء كلمّا كان ذلك أفضل .أيضا مسألة أخرى لا يدركها المواطن وهي أن الثلوج إن هطلت على الجبال فهذا أفضل بكثير من أن يتساقط المطر خلال فصل الشتاء على أن لا تنزل الثلوج على الجبال، لأن الثلوج هي التي تذوب ببطء وتشربها الأرض وليس المطر .طبعا المطر يشكل مسألة هامة لكن ليس بقدر الثلوج.

نقص في المياه

-يلاحظ أن هناك ارتفاعا في الحرارة مع مرور السنوات ولا سيما في الساحل، فهل هذا مرتبط بالتغير المناخي في العالم؟
-بالتأكيد فالتغير المناخي في لبنان وتأثيره على لبنان بعد الدراسات التي قمنا بها هو 1 بارتفاع درجات الحرارة عن السنوات السابقة و2 بطول فترة الصيف وقصر فترة الشتاء و3 بكمية المتساقطات وكيفية تساقطها من عام إلى عام، هذه هي العوامل التي تؤثر سلبا في المستقبل على نقص المياه، على الزراعة خصوصا وأنه كلما ارتفعت الحرارة كلما أصبح لدى الحشرات قدرة أكبر على مقاومة المبيدات مما يتسبب بمشكلة للزراعة ويصبح لدينا بالتالي نقصا في المياه.

بانتظار الكارثة

-برأيك هل هناك من خطر تصحر حقيقي في بعض المناطق اللبنانية، وما هو السبيل لذلك لتدارك هذا الأمر؟
-بالتأكيد إن لم يكن هناك فهم للواقع الطبيعي الحاصل في لبنان وعملية معالجة معينة أو تكيف مع الوضع القائم فنحن دون شك سنصل حتما إلى كارثة. لم يعد من الممكن أن نستخدم المياه بالطريقة التي نستهلكها حاليا، لم يعد بمقدورنا أن تأخذ الزراعة 60 بالمئة من كمية المياه التي نستعملها سنويا لأننا لم ندرك حتى اللحظة كيفية ترشيد الزراعة أو كيفية السقي من خلال عملية (التنقيط)، لأننا ما نزال نفتح المياه دون حساب .عملية حرق الغابات التي تحصل وعدم إعادة التشجير كل ذلك سوف يؤدي أيضا إلى التصحر. تغير المناخ لا نستطيع أن نمنعه لأنه أمر طبيعي لكن بيدنا أن نتكيف معه وأن نعالج أسبابه السلبية كي لا تؤدي بنا إلى التصحر لكن إن بقينا على حالنا فبالتأكيد الكارثة بانتظارنا.

مواجهة الكارثة

-كيف يمكننا مواجهة هذه الكارثة؟
-يجب أن يكون هناك خطة وطنية لمكافحة عملية تغير المناخ في لبنان، كل الدراسات المطلوبة جاهزة وليس بمقدور أحد أن يتحجج بعدم توافر المعلومات التقنية. طرق التكيف أيضا موجودة كل المطلوب أن تتبناها الحكومة لتنفيذها.

"البـــــــــــــــــــواحير"

-"البواحير" هي علم الفلاحين بأحوال الطقس، فهل هذا صحيح وهل يستند إلى عناصر علمية أم أنه مجرد تكهنات؟
-"البواحير" ليست تكهنات هي عملية تعود لجدود جدودنا وهي تتم من خلال الملاحظة، مثلا كانوا يلاحظون أنه في الفترة التي تكثر فيها "الزراقط" بموسم الربيع يكون موسم الشتاء قاسيا وقد تكررت المسألة فباتوا يربطون هذا العامل بهذه المسألة. كذلك المزارع كان يسقي دون أن يكون لديه مرصدا جويا ليخبره بذلك، كان يعلم متى عليه أن يسقي من خلال العوامل الطبيعية التي كان يشاهدها، لكن مع تقدم العلم بات بإمكاننا معرفة أحوال الطقس لليومين القادمين أو لمدة أسبوع.

كذبة كبيرة

-بماذا تنصح المواطن اللبناني؟
-منذ أن نولد يكذب الأهل علينا كذبة كبيرة وهي أن العرب أعطاهم الله النفط ونحن أعطانا المياه، وهذه في الحقيقة كذبة كبيرة جدا ولا سيما أنها تكبر في رأسنا ونبدأ بالتصرف على أساسها، فنبذخ بالمياه ونفتح "الحنفية" على مصراعيها، لكن هذه المسألة غير "مزبوطة" إطلاقا. نحن عاما بعد عام نعاني من نقص أكبر بالمياه وأكبر دليل ما ذكرته عن جفاف الآبار الأرتوازية. لذلك من الضروري ترشيد إستهلاك المياه، من غير المقبول أن يكون إستهلاك اللبناني للمياه 200 ليتر لليوم الواحد بينما في أوروبا الإستهلاك أقل بكثير، المسألة تحتاج فقط إلى توعية وثقافة. لذلك نحن أصبحنا نتوجه للصغار كي نوجههم إلى ضرورة الحد من استهلاك المياه .هنا إسمحي لي أن أتوجه إلى وزارة الطاقة والمياه لأدعوها لإنشاء مركز يكون عمله فقط ترشيد إستهلاك المياه 24\24 ساعة.

إنقلاب للمقاييس

-هل من كلمة أخيرة؟
-أحب أن أعود لأؤكد مرة أخرى بأن أحدا لا يمكن أن يدرك كيف سيكون الطقس في الشهر المقبل، أحيانا يقوم مرصد ما بوضع نوع من برمجة معينة كي تعطينا تكهنا معينا لأحوال الطقس لكن حتى هذه البرمجة لا تكون 100 بالمئة، والدليل أن أحيانا كثيرة يقولون ان الطقس سوف يكون ماطرا بينما تأتي النتيجة عكس ذلك لأن عامل معين في الطبيعة يتغير فيؤدي إلى انقلاب كل التوقعات والتكهنات، كل 8 سنوات يمر على لبنان شتاء أقسى من غيره، ربما هم يربطون الأمر بهذه المسألة، لكن أحدا لا يستطيع أن يثبت أن هذا الموسم سيكون الشتاء قاسيا والموسم القادم الشتاء لن يكون قاسيا.



 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن