عن جينيفر... "اللي راحت وما رجعت"!

Ghadi news

Monday, November 24, 2014

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

بعمر الورود تشع حياةً وألقا، "جنيفر بلقا" زهرة ذبلت وانطفأت جذوة حياتها إلى الأبد، جنيفر ابنة الثمانية عشر ربيعا، لم يكن أحد يعلم أنها ستكون صباح اليوم (23-11-2014) ضحية جديدة تضاف إلى قائمة ضحايا حوادث السير في لبنان.
جنيفر قتلت، لا توصيف آخر لمصرعها، فالسرعة الزائدة والتهور قتلا زهرة نضرة، نعم قتلت جنيفر، وأداة القتل غير ملموسة، ليست سكينا ولا بندقية ولا آلة قتل أخرى، ولكنها واضحة، هي التهور والرعونة في قيادة السيارات، ومهما حاولت التحقيقات التغاضي عن هذا التوصيف لا أحد يمكنه أن يسقط فعل القتل، فعل الجريمة.
على طريق عام منيارة حلبا في شمال لبنان، دهست سيارة جنيفر وما لبثت أن فارقت الحياة، لكن من حقنا أن نسأل: بأي سرعة كان يقود الجاني؟ وهل يحمل رخصة سوق؟ وهل سيارته مؤهلة للسير على الطرق؟ وأين شرطة المرور من الذين يقودون بسرعة جنونية؟ هل سطرت القوى الأمنية محاضر ضبط بالمخالفين؟
لو كان السائق يقود سيارته دون تهور لتمكنت جنيفر من التنبه للسيارة قبل أن تصدمها، أو كان فعل الصدمة قد أحدث فيها رضوضا، أما أن تفارق الحياة فهذا يعني أن السرعة هي سبب الموت.
صحيح أننا نؤمن بالقدر وإرادة الله، لكن ذلك لا يعني التفلت من العقاب، ولا يعني عدم الركون الى العقل.
الوجع كبير، بالرغم من أننا لا نعرف جنيفر، لم نرها يوما، ولكن جنيفر هي ابنة كل واحد منا، وما أصابها يمكن أن يصيب أبناءنا، فآلة الموت التي تحصد أرواح الأبرياء على الطرقات تجعل كل منا ومن أبنائنا وأطفالنا في دائرة الخطر!
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن