عودة الأسقف الخضراء إلى النروج بعد آلاف السنين

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, December 25, 2014

تظهر مرة أخرى كبديل عن المواد الحديثة
عودة الأسقف الخضراء إلى النروج بعد آلاف السنين

"غدي نيوز" – إعداد قسم البيئة

النروج البلد الاسكندنافي الرائع بطبيعته الخلابة ومناطقه ومواقعه الساحرة، متجذِّر في حماية البيئة والحفاظ على المساحات الخضراء وزيادتها، ليس على الأرض فحسب، وإنما على أسطح البيوت، حتى غدا هذا الأمر تقليدا ما زال مستمرا إلى يومنا الحاضر، وهو نشأ قبل أن يشهد العالم تبعات ظاهرة التغير المناخي المستمرة بخطى متسارعة.
ويبدو أن النروجيين استشرفوا - وإن عن غير قصد - أهمية البيئة التي يعيشون بين ظهرانيها، فعمدوا إلى المحافظة عليها وصولا إلى جعل أسقف بيوتهم وكأنها واحات خضراء تتماهى مع الطبيعة الخلابة المحيطة بها.
وما يعتبر تقليدا نروجيا يرقى إلى مئات السنين، بدا اليوم حاجة ملحة لمواجهة تغير المناخ، خصوصا في المدن الكبرى حيث اختفت وانحسرت المساحات الخضراء، وتدأب اليوم الحكومات والشركات والمؤسسات الهندسية في سبيل الافادة من أسطح البنايات الشاهقة لتكون بمثابة حدائق غنّاء صغيرة فيها الأشجار والنباتات المختلفة لتنقية الهواء، فضلا عن إضفاء مسحة جمالية تعوض المساحات الكبيرة التي احتلتها المنشآت السكنية الكبيرة مع تطور الحياة.

التجربة النروجية
 
وفي هذا السياق، من المعروف أن النروجيين لديهم طريقتهم الخاصة في الحفاظ على البيئة، فمنذ مئات السنين يقومون بتغطية أسقف المنازل بالأعشاب والشجيرات بمختلف ألوانها واشكالها وأنواعها منها الخضراء الزاهية ومنها المخملية ومنها ذهبية تشبه بذور القمح والشوفان.
وهناك عدد من الأسطح تنمو فيها الأزهار الجميلة وسط الأعشاب، إضافة إلى بعض الأشجار الصغيرة.
مزايا أسطح العشب كثيرة، فكونها ثقيلة جدا، تساعد على استقرار البيت، كما أنها توفر العزل الجيد. وهي طويلة الأمد.

تقليد منذ عصور ما قبل التاريخ

أسطح العشب في الدول الاسكندنافية هو تقليد يتبعه الأهالي منذ عصور ما قبل التاريخ، فخلال عصر "الفايكنغ" والعصور الوسطى كانت معظم أسطح المنازل مغطاة بالأعشاب.
وفي بداية القرن الـثامن عشر كانت أسقف الأشجار والأعشاب منتشرة في كل أنحاء النروج، ولكنها تراجعت تدريجياً خلال القرن الـتاسع عشر واقتصرت على المنازل الواقعة في المناطق الداخلية والنائية بعدما أصبح الحديد وغيره من المواد الصناعية يشكل تهديدا للتقليد القديم.

النزل العشبية

ولكن قبل أن ينقرض هذا التقليد تماما، قررت مجموعة من الأهالي الحريصين على إحياء هذا التقليد زراعة الأعشاب على الأسقف، وأحيوا بذلك سوق أسقف الأعشاب حيث زادت الطلبات على النزل العشبية في الجبال ومنازل العطلات.
وفي الوقت نفسه، تم إنشاء متحفا في الهواء الطلق يسلط الضوء على أهمية الحفاظ وإحياء تقاليد البناء القديمة. وبذلك عادت أسقف الأعشاب إلى الظهور مرة أخرى كبديل عن المواد الحديثة.
وفي كل عام، منذ عام 2000، يمنح مجلس إدارة الجمعية الاسكندنافية للأسقف الخضراء جائزة لأفضل سقف أخضر في الدول الاسكندنافية.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن