وزير البيئة الأردني يزرو لبنان بدعوة من "جمعية غدي"

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, January 24, 2015

تتويجا لتوقيع أول اتفاقية بين جهة رسمية ومؤسسة أهلية
وزير البيئة الأردني يزرو لبنان بدعوة من "جمعية غدي"
المشنوق والشخشير تفقدا المشتل الزراعي التربوي في بمكين

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

كان يوماً طويلا حمل أرقى معاني التعاون بين وزارة البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية و"جمعية غدي" البيئية، بين لبنان والأردن الشقيق، وبمباركة من وزارة البيئة اللبنانية، وجاءت زيارة وزير البيئة الأردني الدكتور طاهر الشخشير تتويجاً لاتفاقية التعاون بين الوزارة والجمعية الهادفة إلى زيادة المساحات الخضراء في البلدين، وتعميم تجربة المشتل الزراعي المدرسي الاول الذي أنشأته الجمعية في العام 2003 على المؤسسات التربوية في المملكة.
فبدعوة من "جمعية غدي" وصل أمس (23-1-2015) إلى "مطار رفيق الحريري الدولي" وزير البيئة في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور طاهر الشخشير يرافقه عدد من مسؤولي الوزارة، وكان في استقباله في صالون الشرف ممثل وزير البيئة محمد المشنوق مستشاره غسان صياح، سفير الاردن في لبنان نبيل مصاروة، رئيس "جمعية غدي" فادي غانم، المستشار الاعلامي للوزير الشخشير، رئيس "جمعية متخرجي الجامعة الأميركية في جبل لبنان" المهندس سمير أبو سمرة، ممثل "جمعية غدي" في الاردن ورئيس "نادي ليونز عمان ايليت" المهندس عادل حتار.
وتأتي الزيارة تتويجا لاتفاقية التعاون التي تمت مراسم توقيعها في عمان، وتتضمن تعميم تجربة المشتل الزراعي المدرسي للجمعية على المدارس الاردنية، فضلا عن زراعة الصنوبر اللبناني المثمر في الاردن، والافادة من تجربة وزارة البيئة الاردنية في مجالات التشجير وزيادة المساحات الخضراء وحماية مسارات الطيور المهاجرة وغيرها من القضايا البيئية المشتركة.
وإذ رحب غانم بالوزير الشخشير والوفد المرافق، أثنى على جهوده باعتبار أن "هذه الاتفاقية هي الاولى من نوعها بين وزارة البيئة في المملكة الاردنية الهاشمية وجمعية أهلية لبنانية"، ونوه "بدور وزير البيئة محمد المشنوق الذي بارك هذا التعاون".

في وزارة البيئة

وتوجه الوزير الشخشير والوفد المرافق إلى وزارة البيئة، والتقى وزير البيئة محمد المشنوق وناقشا معا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون في المجال البيئي، في حضور رئيس "جمعية غدي" فادي غانم.
ورحب المشنوق بالزائر الاردني وقال: "يسعدنا في وزارة البيئة أن نستقبل ضيفا عزيزا من المملكة الاردنية الهاشمية هو الصديق العزيز الدكتور طاهر الشخشير في مناسبة دعوته من قبل "جمعية غدي"، في اطار التعاون الذي تنص عليها المذكرة التي وقعتها الجمعية في عمان منذ بضعة أشهر. نشعر اليوم أن هذا اللقاء مفيد حتما مع معالي الوزير وكانت لنا لقاءات سابقة في الاردن وعلى البحر الميت في اطار مؤتمر Eco Cities وضمن اطار مجلس وزراء البيئة العرب الذي انعقد في جدة. وكان بيننا تعاون كبير ودراسات في ملفات متشابهة نقوم نحن في بلدينا بالعمل عليها ولا سيما ملف النفايات الصلبة وقضايا التلوث البيئي، أكان في الهواء أو الماء أو في الاراضي".
أضاف: "اغتنمنا الفرصة لنتبادل مع معاليه مذكرة تعاون قديمة سبق أن تناولتها وزارتا البيئة في البلدين وأملنا بعد تطويرها بما طرأ عليها من أمور حديثة أن نتمكن من توقيعها في عمان قريبا. ولا شك أن التعاون مع "جمعية غدي" نشجعه في لبنان خصوصا أننا سنرى في جزء منه شجرا لبنانيا سيزرع في الاردن. وهذا العمل نعتبره نوعا من الجذور العربية التي تتآخى مع بعضها في كل مجال، ونستطيع القول عن معاليه إنه من الحريصين بيئيا بدليل تولي المهام البيئية للمرة الثانية في الحكومة الاردنية وأملنا أن نستمر بالتعاون معه".

الشخشير

وقال الوزير الاردني: "يسعدني أن أكون على الارض اللبنانية بضيافة أخي وزميلي معالي وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق. وهذا هو اللقاء الرابع أو الخامس ومن خلال هذه اللقاءات سواء في الاردن أو لبنان أو المملكة العربية السعودية، وصلت العلاقة بيننا الى مستوى متقدم على الصعيد البيئي فهمومنا مشتركة، والبيئة لا تعرف الحدود وبالتالي همنا واحد والاهداف التي نسعى الى تحقيقها من اجل الامن البيئي في دولنا العربية واحدة. ونأمل أن تكون هناك مشاريع مشتركة في المستقبل لتحقيق المزيد من الاهداف في أقرب وقت. والحقيقة أن الزيارة أتت بدعوة من "جمعية غدي" بناء لاتفاقية تم توقيعها سابقا في المملكة الاردنية الهاشمية للتعاون مع الجمعيات التي نعرف أن لها دورا اساسيا في دعم وزارة البيئة لأن الوزارة وحدها لا يمكنها أن تقوم بكل المهام الموكلة اليها إلا بالتعاون مع الجمعيات البيئية التي لها اهداف واضحة ولها هم الحفاظ على البيئة. ومن خلال هذه الاتفاقية سيكون هناك تواصل لنقل ما هو شهير في لبنان مثل شجرة الارز وشجرة الصنوبر وزراعتهما في الاردن، وهذا يدل على مدى العلاقة المتميزة بين البلدين سواء على مستوى مجلس الوزراء أو قيادة البلدين، وهذا تكريس لمفهوم التكامل سواء البيئي أو الاقتصادي بين الدول العربية".
وتابع: "نأمل أن تكون زيارة معالي الوزير المقبلة الى الاردن من اجل توقيع مذكرة التفاهم التي أعدت سابقا والتي تؤكد على التنسيق والتعاون المستمر في المجالات البيئية المختلفة. وإن شاء الله نحقق الامن البيئي لأجيالنا القادمة الذين نراهن عليهم وخصوصا طلابنا في المدارس من اجل تدريبهم على اهمية البيئة".
وسئل الوزير الاردني إذا كانت المملكة الاردنية أقدمت على إجراء تقييم أثر بيئي لخطوة النزوح السوري كما فعلت وزارة البيئة في لبنان، فقال: "نعم، هناك دراسة كاملة عن اثر النزوح السوري الى الاردن وأثر هذا اللجوء على القطاعات كافة سواء التعليم والصحة والبيئة والمياه. وتم رفع مذكرة الى الجهات المعنية بذلك لطلب دعم الاردن. إن الاردن ولبنان وهما البلدان اللذان يستضيفان أكبر أعداد من إخواننا السوريين في محنتهم المعروفة، لا بد من أن يكون هناك موقف دولي لدعمهما من اجل تمكينهما من القيام بواجباتهما تجاه هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين".
وسئل الوزير المشنوق عن النقاش الذي جرى حول سد جنة وتغييب وزارة البيئة في هذا المجال، فقال: "لم تغب وزارة البيئة حتما عن قضية سد جنة بل هي التي قامت بدراسة تقرير الاثر البيئي الذي رفعته الشركة الملتزمة، ونحن الذين أصرينا بصورة جازمة على الحصول على دراسة أثر بيئي جديدة لأن الدراسة التي قدمت كانت قديمة. لم تغيب الوزارة إنما غيبت في الماضي ولكن عندما جئنا طلبنا كل هذه المعلومات وحصلنا عليها وقدمنا أول مطالعة فيها عن دراسة الاثر البيئي ولاحظنا وجود نقص كبير بالمعطيات والمعلومات التي قدمت الينا، وألفنا لجنة مع وزارة الطاقة لمتابعة هذا الموضوع للحصول على المزيد وانتهى الموضوع اليوم بتكليف شركة جديدة بإجراء دراسة أثر بيئي حديثة تتناول موضوع السد، وسنقوم بدراسة هذا التقرير عند إنجازه وسيكون لنا رأي واضح فيه. وقد بحث هذا الموضوع بالامس في مجلس الوزراء وأوضحت هذه النقاط امام الوزراء جميعا وأخذنا بعض الوقت للوصول الى صيغة مشتركة نستطيع أن نقدمها لتقديمها لأي قرار يمكن أن يتخذ سواء بالمتابعة أو بالتوقف الى حين انجاز هذه الدراسة".
وعن موعد انطلاق المناقصات للنفايات بعد اقرار الخطة في مجلس الوزراء، قال المشنوق: "ستنطلق الاسبوع المقبل".
أما عن أوجه التشابه بين لبنان والاردن في تجربة النفايات والمطامر فقال المشنوق: "تختلف قليلا في موضوع المعالجة ولكن في النهاية كلنا نسعى لاسترداد الطاقة قدر الامكان من النفايات والوصول الى نظام يوفر على المواطنين الرمي للنفايات أينما كان. وما يهمنا بالمطلق أن يكون استرداد الطاقة هو المدخل لعمليات التدوير والتسبيخ والـ RDF والافادة منها بشكل جيد من دون أن يكون هناك أي تلوث مؤذ".

المشتل الزراعي التربوي في بمكين

بعدها، تفقد الشخشير والمشنوق "المشتل الزراعي التربوي" في مدرسة النهضة الوطنية – دير الشير في بلدة بمكين (قضاء عاليه)، وكان في استقبالهما مدير المدرسة المحامي عصام خلف ورئيس الجمعية المربي فادي غانم، رئيس "جمعية متخرجي الجامعة الأميركية في جبل لبنان" المهندس سمير أبو سمرة حاكم أندية الليونز في لبنان الاردن والعراق المحامي لويس أبو فرح وفاعليات تربوية وبيئية وحشد من التلامذة.
قبل تفقد المشتل تم زرع غرسة أرز حملت اسم الوزير الشخشير وثانية حملت اسم الوزير المشنوق، بعدها توجه الوزيران الى المشتل، وتفقدا الأغراس، واستمعا إلى شرح التلامذة حول كيفية زراعة البذار وتهيئة التربة ورعاية الشتول.

خلف

بعدها أقيم احتفال في قاعة المدرسة بدأ بالنشيد الوطني والسلام الملكي الاردني، وتحدث معرفا نبيل نصور وألقى خلف كلمة المدرسة أشار فيها إلى أن "الواقع البيئي في عالمنا العربي مرعب مع تحديات هائلة تتعلق بالاستدامة"، وأكد أن "التحديات لا تعد ولا تحصى، ومنها استنفاد الموارد وندرتها، تزايد النزعة الاستهلاكية والتخريب المرتبط بالنزاعات".
وطالب خلف "بتعميم مبدأ الوقاية الذي يبدأ بطلب دراسة تقييم الاثر البيئي للمشاريع وملاءمة ذلك مع متطلبات التنمية المستدامة". وقال: "نحن على استعداد ومنذ اليوم أن نبادر بالعمل لاعلان ميثاق شرف بيئي تربوي يتضمن المفاهيم البيئية المعتمدة محليا ودوليا، كاعتبار حماية البيئة من صميم النظام العام واعتماد حق المواطن بالحصول على المعلومة البيئية والتركيز على مبدأ الاحتراس والاحتياط وعلى مبدأ الوقاية، كما ومبدأ الملوث يدفع".
وختم قوله أن "البيئة والتنمية البشرية شرطان من شروط التنمية المستدامة وان حماية البيئة والالتزام بمفاهيمها ومبادئها وقيمها يشكلان الرافعة الحقيقية للرقي الاقتصادي والاجتماعي المستدام الذي يضمن العيش الكريم للاجيال الحالية والقادمة".

غانم

وأشار غانم إلى أن "هذا المشتل قد يبدو صغيرا لكنه كبير في أهدافه، لم تُرصد له موازنات بملايين الليرات، أنشأناه بعرق التعب وبالكد والسهر لاننا أردنا أن تقترب البيئةُ من تلامذتنا".
وقال: "في العام 2001 عملنا على بلورة مفاهيم جديدة للاندية البيئية في المدارس، وهكذا تبلورت الفكرة مع عيد الأم، فأحضرنا البذار وقام التلامذة بإشراف خبراء من (جمعية غدي) في تعليمهم كيفية تحضير التراب والبذار، وكل تلميذ زرع بِذرة، والبذرة تحولت غرسة، وقام التلامذة بتزينها وإهدائها لأمهاتهم فكانت أجمل هدية من تعب أيديهم".
وأشار إلى أن "هذه التجربة كانت المنطلق لانشاء هذا المشتل، ففي العام 2002 زرعنا 200 غرسة أما اليوم فنزرع كل سنة أكثر من ستة آلاف غرسة، فتلامذة مدرستنا والمدارس من مختلف المناطق اللبنانية، اصبح لديهم الخبرة ويملكون تقنيات الزرع يُحْضِرونَ على سبيل المثال أكواز شجر الأرزِ من (محمية أرز الشوف) للحصول على البذار ويضعونها مع الرمل في البرادات لتصبح جاهزة للزرع، فضلا عن تقنيات زرع الصنوبر الثمر والسنديان ومؤخرا زراعة الورود وأشجار الزينة اللبنانية المنشأ".

الشخشير

وقال وزير البيئة الأردني: "يسعدني جدا ان اكون اليوم على الارض اللبنانية في ضيافة اخي وزميلي وزير البيئة محمد المشنوق، وبدعوة كريمة من (جمعية غدي" التي كان لنا لقاء معها في عمان قبل شهرين، ووقعنا خلاله اتفاقية لتبادل المعرفة والخبرات ما بين الاردن ووزارة البيئة وبين الجمعية البيئية المتميزة في لبنان، وذلك من أجل نقل زراعة أشجار الصنوبر والأرز الى الارض الاردنية".
وأضاف: "يسعدني أكثر أن أكون في هذا الموقع، وفي هذه المدرسة التي تبني اجيالا، وأشكر مدير المدرسة الاستاذ عصام خلف على توجهاته البيئة وعلى تعاونه مع الجمعية لغرس تعليم أهمية البيئة لدي جيل المستقبل، جيلكم أنتم يا اطفالنا وابناءنا، ونحن نراهن على انكم ستحافظون على البيئة أكثر ما حافظ عليها الجيل الحالي والجيل الذي سبق، وبالتالي نتحدث عن التنمية المستدامة ونحافظ على المساحات الخضراء وزيادتها من خلال النشاطات التي تقومون بها".
ولفت الشخشير إلى أن "الاردن ولبنان يتشابهان من حيث قلة الموارد ونعاني من الكثير من المواضيع المشتركة، ومنها الطاقة والمياه وايضا زيادة الرقعة الزراعية، للاسف الرقعة الزراعية في الاردن لا تمثل 1 في المئة"، وأكد أنه "بالنسبة الى لبنان اذا لم نحافظ على هذه الغابات الخضراء ستؤدي الممارسات الخاطئة غير المسؤولة الى تراجع الرقعة الزراعية".

المشنوق

وقال الوزير المشنوق: "اليوم تعلمت الكثير من مدرسة النهضة، تعلمت أن هناك أناسا بيئيون أكثر منا"، وأشار إلى أن "الاستاذ عصام يعمل من اجل التغيير وانتم التغيير".
وأشار إلى أن "لبنان أخضر وجميل، لكن أنا في وزارة البيئة – مع الاسف – أرى أمورا اخرى"، وأضاف المشنوق: "توجهنا الى المؤسسات التربوية وطلبنا منها التجاوب معنا بالدعوة لتوفير المياه، وكانت النتيجة اننا عبرنا موسم الصيف رغم قلة المياه ولم نتأثر كثيرا، البعض اشترى المياه ولكن تمكنا من تجاوز هذه المرحلة والفضل يعود لكم، وبالتأكيد لاحظتم كتلامذة كم في مقدوركم العمل والتأثير على أهلكم".
وشكر "رئيس الجمعية فادي غانم الذي أحضرنا الى هذا المكان"، وأضاف المشنوق: "واريد أن أشكر الاستاذ عصام خلف على هذا اللقاء، وأن أشكر معالي وزير البيئة في الاردن الدكتور طاهر الشخشير".
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن