"غدي نيوز"

ظن الناشطون البيئيون ومعهم الحريصون من ابناء عكار على طبيعة منطقتهم وغاباتها الدهرية، ان انخفاض اسعار مادة المازوت والمحروقات عموما لا بد سيؤثر ايجابا على واقع غابات هذه المنطقة لجهة انحسار ولو نسبي، لمنسوب التعديات على اشجار هذه الغابات التي تعرضت على مدى السنوات الماضية لشتى انواع التعديات من حرق وجرف وقطع واستباحة غير مسبوقة.
الا ان حسابات الحقل لم تتطابق وحسابات البيادر على قول المثل الشائع فمن اعتادت أيديهم ومناشرهم على قطع الاشجار، حيث لا حسيب ولا رقيب، لم ولن يترددوا ولو للحظة واحدة عن الاقدام ساعة يحلو لهم الامر عن اجتثاث ما استطاعوا من اشجار غير عابئين، فالرزق الداشر كما يقال، يعلّم الناس الحرام. المهم بالنسبة اليهم الا تتوقف تجارة الحطب حتى ولو كانت على حساب بيئة منطقتهم وبلدهم وصحة وسلامة ابنائهم.
وهكذا الحال في وادي حقل الخربة حيث الاشجار الدهرية النادرة والمعمرة من ارز وشوح وصنوبر في اعالي خراج بلدة مشمش العكارية، التي تعرضت خلال اليومين الماضيين لأبشع انواع التعدي في جريمة موصوفة لا تزال آثارها ماثلة للعيان على ارض هذه الحقول التي غابات عنها اشجارها بلمح البصر وباتت مجرد مساحة لا اخضرار فيها وقد غاب عنها غطاءها الحرجي الذي كان حتى الأمس يكللها .
رئيس بلدية مشمش الدكتور محمود بدرة الذي تابع هذا الامر ومنذ اللحظات الاولى اجرى اتصالاته بكافة المراجع المعنية من وزارة الزراعة الى الاجهزة الامنية المعنية كافة ووضعهم بصورة ما هو حاصل طالبا منهم التحقيق السريع وكشف المعتدين ومعاقبتهم ايا كانوا، وقال:
لقد امتدت يد الاجرام مجددا الى قطع اجمل ما نملك من أشجار الأرز والشوح والصنوبر المعمرة في وادي حقل الخربه في بلدة مشمش، وإننا اذ ندين ونشجب هذا العمل الجبان والمدان، نناشد وزير الزراعة الاستاذ أكرم شهيب ووزير البيئة الاستاذ محمد المشنوق والجهات الامنية كافة التدخل الفوري لوقف هذه المجزرة المروعة وإنزال أشد العقوبات بمن ارتكبها ونطالب الوزرات المعنية بتأمين حراس لهذه الغابات النادرة وإعلانها محميات طبيعية بأقصى سرعة ممكنة للحفاظ على ما تبقى من هذه الأشجار المعمرة التي لا يجوز المسّ بها على اعتبار انها ثروة وطنية كفل الدستور حمايتها وتوريثها من جيل إلى جيل لأنها ميزة لبنان .
هذا وعلم بان فصيلة درك مشمش قد ارسلت دورية استطلعت معالم الجريمة الحاصلة كما مصلحة الزراعة في الشمال دائرة الثروة الحرجية قد ارسلت مأموري الاحراج لمعاينة الموقع واعداد تقرير مفصل عن حجم الكارثة الحاصلة.