أول مصنع لتدوير النفايات الصلبة في قطاع غزة

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, October 18, 2012

أول مصنع لتدوير النفايات الصلبة في قطاع غزة
... النساء ينافسن الرجال في عمل صعب وشاق

desloratadin dubbel dos desloratadin cena desloratadin yan etki

"غدي نيوز"

  هي سابقة أولى في إنشاء أول مصنع لتدوير النفايات في قطاع غزة للتخلص من كميات هائلة من النفايات التي أرّقت وأرهقت البلديات المحلية والمواطنين. و"الفقر والوضع الاقتصادي الصعب" دفع بعض النساء مزاحمة الرجال في هذه المهنة.
ومعروف أن قطاع غزة يعاني منذ عشرات السنين من معضلة التخلص والاستفادة من النفايات، وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على بعد نحو عشرات الأمتار عن الحدود المصرية، أقيم أول مصنع لفرز وإعادة تدوير النفايات، وهو يضم نحو 24 سيدة عاملة يعملن على إعادة فرز وتدوير النفايات.
لم تخجل هيام مشايخ وهي تعمل في مصنع للنفايات، فهيام فتاة تعمل من اجل مساعدة أسرتها المكونة من سبعة أفراد، وما أثار الدهشة أنها خريجة جامعية.
وتقول هيام لموقع "دويتشه فيله" أنها عملت سابقا على بند ما يسمي البطالة لفترات محددة في مؤسسات مدنية. وتضرب مثلا شعبيا "اللي رماك عالمر اللي أمر منه". إلا أن مستلزمات الحياة وارتفاع نسبة البطالة في غزة اجبرها على هذه المهنة. وبنبرة إصرار وجهت هيام رسالة إلى الخريجات أمثالها أن "لا ينظرن بتعالٍ عن بعض الأعمال بل يجب اقتحام مجالات العمل للوصول فيما بعد إلى الغاية والتخصص". ويشير القائمون على المشروع إلى أن تنفيذ المشروع الذي بدأ منذ نحو شهر من بين أهدافه "تقليل الكميات الهائلة من تراكم النفايات المُكدسة منذ سنوات في الطرقات والمكبات العشوائية".

عمل غير مألوف يخلق فرص عمل للمحتاجين

في استراحة تناول الغذاء تمكنت "دويتشه فيله" من التحاور مع العديد من العاملات في مصنع النفايات. فوجدنا أنهن يعانين من ظروف اقتصادية غاية السوء. أم فؤاد أبو عودة زوجها عاطل عن العمل ولديها سبعة أبناء، اثنان يدرسان في الجامعة والباقون في مراحل دراسية مختلفة. وتشكو لتقول "لم أتقبل أنا وأولادي في البداية العمل هنا لأنه شاق جسديا ونفسيا... لكن بعد كام يوم علشان أغطي مصاريف أولادي قبلنا هالعمل وتعودنا على الجهد". وأبدت أم فؤاد عن سعادتها وشكرها لله أن حالفها الحظ للعمل ضمن مشروع أسمته "بالمفخرة الوطنية".
وشاركت في الحديث العديد من العاملات. أم حسام الصبيحي لديها ستة أبناء أيضا منهم جامعيون والباقون في مراحل تعليمية مختلفة تقول: "زوجي مريض لا يعمل... حبيت المشاركة والعمل لتوفير لقمة العيش لأولادي". وأكدت أم حسام على حتمية بذل السيدات لكامل طاقتهن للمشاركة في أعمال مجتمعية تعود بالفائدة على المجتمع.
إلى ذلك أم محمد ضرغام تشير إلى أنها نظمت وقتها ما بين احتياجات البيت وعملها في المصنع. مشيرة إلى أن عمل السيدات في المصنع يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية مساء. مبينةً أن "عمل السيدات هنا غير مألوف بس مش عيب لأنه وفر إلنا كمحتاجين فرص عمل". وأثناء الاستراحة تم رصد وجود طبيبة ومهندسة متخصصة للتوعية والإرشاد. وتبين أن العاملات يخضعن لشروط أهمها "أن يكُن من أسر فقيرة ويتمتعن بصحة جيدة".

الحد من تلوث البيئة

"فكرة المصنع موجودة أكثر من 15 عام... وأخيرا تمكنا من تنفيذها لتكون حلما تحقق". هكذا يصف الدكتور المهندس سمير عفيفي صاحب المصنع.
ويضيف بأن العثرات والرفض كان العقبة الكبيرة في السنوات السابقة عندما كان يطرح الفكرة على المؤسسات المانحة. وتمكن بالتوافق مع جمعية أصدقاء البيئة الفلسطينية وبالتعاون مع بلدية رفح من توفير التسهيلات الكاملة بعد الاقتناع بفكرة المشروع من الدعم الياباني من خلال برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP.
مبينا أن مصنع فرز النفايات يعمل على فرز المواد العضوية بإجمالي نحو 60 بالمئة وتحويله إلى سماد. إلى جانب فرز وتدوير البلاستيك والالمنيوم والحديد، مما يخلق صناعات جديدة للورق والبلاستيك وصهر الحديد. مؤكدا أن أهميه هذا المشروع تكمن في "إيجاد حلول سريعة ومفيدة من التخلص من النفايات الصلبة للحد من تلوث البيئة والمحافظة على نظافتها وتوفير فرص عمل للمحتاجين ".

المرحلة الثانية... إنتاج الطاقة

يصف الدكتور عفيفي مشروعه "بالمميز"، وعن إمكانية وجود مراحل مستقبلية أخرى للمشروع؟ قال "أنجزنا أولى المراحل ونحضر لخطة الاتجاه الثاني على مدار نحو خمس سنوات لإنتاج الطاقة من النفايات".
وعن كيفيه عمل ذلك؟ يُبين عفيفي أن المصنع يستوعب 120 طنا من نفايات جزء من مدينة رفح وبصدد التوسع ليشمل استيعاب نفايات كامل رفح ومحافظات مجاورة لإنتاج الطاقة من خلال المحارق بمواصفات فنية جيدة". ويضيف بان هذا يزيد من توفير 6 -10 بالمئة من الطاقة وفرص عمالة للنساء والرجال.

الحد من استخدام الأراضي للمكبات

تستخدم البلديات في مختلف قطاع غزة أراضٍ شاسعة كمكبات للنفايات الصلبة، ويعاني سكانها المجاورين من تلوث ومشاكل بيئية وصحية. محمد الشاعر من منطقة صوفا جنوب شرق رفح وهي اكبر مكبات النفايات. يشير بان تلال من النفايات على مدار سنوات سببت مشاكل صحية له ولجيرانه.
الدكتور عبد الحميد ضهير مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية رفح اقر بتلوث المنطقة. ويشير أن المكبات يجب أن لا يزيد ارتفاعها عن سبعة أمتار. ويؤكد أن تلك المنطقة ارتفع طول مكباتها إلى نحو ثلاثين مترا وبعمق ارضي ثمانية أمتار وبعمرٍ زمني انتهى منذ عام 2005.
مشيرا أن مصنع فرز وتدوير النفايات "الحل الأمثل للتخلص والتقليل من آلاف الأطنان من النفايات"، مشيرا إلى أن البلدية وفرت أرض المصنع مجانا على مساحة ثمانية دونمات. وتساهم في تثبيت التيار الكهربائي له. وتصف المشروع بالاستراتيجي. وأضاف ضهير "بلدية رفح في خطتها الاعتماد بنسبة 80 بالمئة على ترحيل نفايات المحافظة للمصنع، إيمانا بأهميته الذي اوجد لنا الحد من التلوث والمشاكل الصحية نتيجة تشبع المكبات المُكدسة، إلى جانب توفير استخدام الوقود والمركبات البلدية التي تنقل النفايات إلى مناطق حدودية بعيدة".

بتصرف عن "دويتشه فيله"

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن