النروج ترفض مزرعة رياح حفاظا على الرنة... ماذا عن لبنان؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Sunday, January 21, 2018

النروج ترفض مزرعة رياح حفاظا على الرنة... ماذا عن لبنان؟

"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -

 

فيما تُباد الطيور المهاجرة في سماء لبنان في موسم الصيد وخارجه، وفيما يصدر قرار "رسمي" بقتل النوارس في محيط مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وبينما تخطط الدولة لبناء السدود السطحية على حساب الموائل الطبيعية والتراثية والثقافية، نجد أن ثمة بلدانا ما فتئت تبذل جهودا للحفاظ على تنوعها البيولوجي، فمدينة نيويورك أطفأت العام الماضي أنوارها في خلال هجرة الطيور الموسمية، أما في فرنسا فقررت إحدى بلدياتها قطع طريق عام لمدة شهرين حفاظ على نوع من الضفادع في موسم التزاوج.

متى يرتقي لبنان إلى مستوى ما تخطط له دول عدة حفاظا على بيئتها؟ وأين وزارة البيئة من قضايا مغيبة ولما تزل في دائرة الإهمال والفوضى؟

من حقنا أن نسأل عن ممارسات فاضحة، وعن غياب "رسمي" يبقي المجال مشرعا لأعداء الطبيعة، فيما لم يسطر محضر ضبط واحد في مواجهة الارتكابات المستمرة بحق الحيونات البرية كالضباع على سبيل المثال.

 

آخر تجمع لحيوان الرنة

ما لفت انتباهنا اليوم، ما نشرته "رويترز" في تقرير، أشارت فيها إلى أن "النروج رفضت إقامة مزرعة للرياح بسبب مخاوف من أن تلحق ضررا بحيوانات الرنة التي تعيش في منطقة جبلية بجنوب البلاد، تعتبر موطنا لآخر قطيع قادر على البقاء من هذا الحيوان في أوروبا"، ما يعكس وعيا يؤكد تغليب هذه الدولة الاسكندنافية مصلحة التنوع الحيوي والحفاظ على هذا الحيوان الذي يواجه الانقراض.

وتقول وزارة الطاقة إن الهدف من المشروع، الذي كان سيقام في بلدية بيغلاند بغرض توليد 120 ميغاوات من الكهرباء، هو دعم قطاع الأعمال في المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة، لكن تبين أن موقعه داخل محمية وطنية مخصصة لحيوان الرنة.

وتقول وكالة البيئة النروجية إن بالبلاد نحو 35 ألفا من حيوان الرنة تعيش في جبالها الجنوبية وتمثل آخر تجمع لحيوان الرنة يحمل مقومات البقاء في أوروبا.

 

التغير المناخي

 

وتعرضت القطعان - وفقا لـ "رويترز" أيضا - لضغوط متزايدة من جراء إقامة طرق وخطوط للسكك الحديدية وخزانات مياه وأكواخ قضاء العطلات في المنطقة. وفي أسبوع واحد في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، قتل نحو 110 حيوانات بعد أن صدمتها ثمانية قطارات شحن.

وفي القطب الشمالي يربي جانب من السكان الأصليين الرنة لبيع لحومها وجلودها، كما تسبب التغير المناخي في تقليل أعداد ذلك الحيوان أيضا.

وتزايد الاهتمام بإنشاء مزارع الرياح في جنوب النروج في السنوات القليلة الماضية. وفي 2017 أصدرت السلطات ترخيصا لبناء مزرعتي رياح على الساحل في المنطقة بطاقة إجمالية تبلغ 141 ميغاوات.

ولدى النروج فائض في إنتاج الطاقة الكهربائية تصدره لهولندا وجيرانها في دول الشمال الأوروبي. وتفي الكهرباء المولدة من السدود بنحو 99 بالمئة من الطلب المحلي على الطاقة في النروج.

هذا في النروج، فماذا عن لبنان؟

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن