شركات تشكو تلوّث النفط المستخرج من الاحتياط الأميركي

Ghadi news

Saturday, March 31, 2018

شركات تشكو تلوّث النفط المستخرج من الاحتياط الأميركي

"غدي نيوز"

 

أظهرت رسائل بريد إلكتروني داخلية تخص وزارة الطاقة ووثائق شحن، اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن ثلاث شركات كانت اشترت النفط الخام العام الماضي من مخزونات الطوارئ الأميركية، أثارت مخاوف في شأن مستويات خطيرة من الكيماويات السامة في تلك الشحنات.

ومــــن شأن وجود مشاكل في جودة الخام أن يجـــعل الاحتياط البترولي الاستراتيجي الأميركي أقل فائدة في حالات الطوارئ، نظراً إلى أن شركات التكرير ستكون في حاجة إلــــى إنفاق مزيد من المال والوقت في إزالة التلوث قبل إنتاج الوقود. والاحتياط الأميركي هو أكبر مخزون حكومي في العالم، ويبلغ حالياً 665 مليون برميل.

ويوجد عنصر كبريتيد الهيدروجين في شكل طبيعي في الخام والغاز الطبيعي، لكن منتجي النفط عادة ما يقومون بتنقية مثل تلك المنتجات قبل تسليم الشحنات إلى المشترين. والمستويات المرتفعة من كبريتيد الهيدروجين، يمكن أن تؤدي إلى تآكل مكونات المصافي وخطوط الأنابيب، وقد يشكل مادة قاتلة للبشر في صورته الغازية.

وتُبقي السلطات في كل الدول الكبرى المستهلكة احتياطاً نفطياً من أجل ضمان عدم نفاد الخام اللازم للتكرير وإنتاج الوقود، إذا ما حدثت كارثة طبيعية أو اندلعت حرب وأدت إلى تعطل الإمدادات العالمية. وأسست الولايات المتحدة احتياطاتها النفطية عام 1975 بعد حظر نفطي عربي. وتشرف وزارة الطاقة الأميركية على الاحتياط وتبيع في شكل دوري، بعضاً من نفطها الاحتياط عندما لا تكون هناك حالة طوارئ، كما فعلت في حالة تلك المبيعات التي أثارت مخاوف بشأن التلوث. وامتنعت الناطقة باسم الوزارة شايلين هاينز عن التعليق في شأن شكاوى التلوث التي كشفت "رويترز" النقاب عنها.

والشركات الثلاث التي أثارت المخاوف في شأن المستويات المرتفعة لكبريتيد الهيدروجين هي "رويال داتش شل" و"بنك ماكـــواري غروب" الأسترالي و"بتروتشاينا إنترناشيونال أميركا"، الذراع التجارية لشــركة الطاقة الحكومية "بتروتشاينا"، وفقاً لوثائق شحن ورسائل بريد إلكتروني قدمتها وزارة الطاقة رداً على طلب للسجلات العامة ومسؤول في الوزارة طلب عدم نشر اسمه.

ووفقاً لمسؤول الوزارة، فإن الوزارة تحملت مسؤولية تنقية الشحنة الموردة إلى "بتروتشاينا" من خلال إضافة مواد لها، بعدما توصلت في أيار (مايو) الماضي إلى أن مستويات كبريتيد الهيدروجين مرتفعة جداً. وقال المسؤول إن الوزارة "تجادل بشأن الاختبارات التي تظهر أن المستويات مرتفعة جداً في شحنتين أخريين".

والشركات الثلاث اشترت شحنات من النفط المخزن تحت الأرض، في مكمن في ولاية تكساس العام الماضي.

واشتكت "شل" لوزارة الطاقة بعدما وجدت مستويات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين في شحنة اشترتها الشركة ضمن صفقة حجمها 6.2 مليون برميل من الحكومة الأميركية في كانون الثاني (يناير) الماضي، وفق ما جاء في رسائل بريد إلكتروني قدمتها الوزارة رداً على طلب من "رويترز" للإطلاع على سجلات عامة. وامتنعت "شل" عن التعليق على شكواها للحكومة.

وذكرت رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن شركة النفط أن عينة الاختبار الأولية أظهرت مستويات من غاز كبريتيد الهيدروجين أقل من 5 أجزاء من المليون، لكن اختباراً في وقت لاحق أجرته "شل"، بعدما شحنت الخام بحراً إلى مكان آخر في الولايات المتحدة، أظهر أن مستوى لكبريتيد الهيدروجين يصل إلى 600 جزء في المليون، وذلك وفقاً لرسائل شل عبر البريد الإلكتروني إلى الوزارة.

ووفق إدارة الصحة والسلامة المهنية الأميركية، قد يتسبب التعرض لأبخرة تحتوي على ما يتراوح بين 500 و700 جزء في المليون من كبريتيد الهيدروجين في دخول الشخص في إغماءة خلال 5 دقائق ووفاته خلال ساعة.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اشترى بنك "ماكواري غروب" الشحنة الثالثة من احتياط البترول الاستراتيجي الأميركي وباعها إلى "بتروتشاينا" وفقاً لوثائق شحن اطلعت عليها "رويترز". واختبرت شركة متخصصة في الاختبارات اسمها انسبكتوريت عينة من الشحنة التي اشترتها ماكواري، وفق الوثائق، ووجدت مستويات من كبريتيد الهيدروجين تصل إلى 9 آلاف جزء في المليون. وامتنعت "انسبكتوريت" عن التعقيب وأحالت أسئلة إلى وزارة الطاقة، في حين امتنع ماكواري عن التعليق.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن