توقيع كتاب نهر ادونيس برعاية وزير البيئة

Ghadi news

Friday, April 19, 2013

إعلان تأسيس جمعية "تاريخنا" في ضبية
توقيع كتاب نهر ادونيس برعاية وزير البيئة

"غدي نيوز"

أقيم في فندق "لورويال" - ضبيه، حفل أعلان تأسيس جمعية "تاريخنا" وهي جمعية لبنانية علمية غير حكومية، وتخلله توقيع كتاب "نهر ادونيس - الارض المقدسة للفينيقيين" للدكتورة ميرنا ريكاردوس هبر، في حضور ممثلة وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري منال مسلم، سفيرة الاتحاد الاوروبي انجيلينا ايخهورست، المقدم بيار براك ممثلا المدير العام لامن الدولة العميد جورج قرعة، المقدم داني بشراوي ممثلا مدير المخابرات العميد ادمون فاضل، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب وعدد من الكتاب والمثقفين والمهتمين.
بداية النشيد الوطني، ثم عرض فيلم وثائقي عن الجمعية واهدافها، فكلمة رئيس الجمعية فادي بو داغر أكد فيها ان "الجمعية تهتم بتاريخ لبنان القديم الحقيقي من خلال جمع وثائق وكتب خصوصا ان اعضاء الجمعية هم من المؤرخين والكتاب ولديهم مؤلفات تركت آثارها في المجتمع".

ابو كسم

وألقى ممثل راعي ابرشية سيدة لبنان - باريس مارون ناصر الجميل المحامي انطونيوس ابو كسم كلمة اكد فيها "اهتمام المطران الجميل بصفته مطرانا على اوروبا بتأسيس هذه الجمعية، ينبع من قناعاته الراسخة بأن تاريخنا يجب ان ينتشر في اوروبا وحتى في العالم كله، وان اعمال المؤلفين اللبنانيين في عصر العولمة يجب ان تعبر الى الغرب". وقال: "من زاوية اخرى، ان مشاركته ليست الا تتويجا للشراكة ما بين العلمانيين والكنيسة لتطوير المجتمع، وهي ايحاء بمدى تشجيع الكنيسة لمبادرات مؤسسات المجتمع الاهلي التي تصب في خانة الوحدة الوطنية والشراكة والدولة المدنية التي جاهر بها علنا المجمع البطريركي الماروني، كما وان صاحب السيادة يطمح الى ان تعزز هذه الجمعية التبادل الثقافي ما بين الشرق والغرب، هو الذي ناقش اطروحته في السوربون في العام 1983 حول التبادل الثقافي ما بين الموارنة واوروبا".
وأشار الى ان "فكرة انشاء هذه الجمعية ترتكز على استراتيجية الاستفادة قدر المستطاع من ابحاث المؤلفين اللبنانيين لنشر تاريخ لبنان في لبنان وفي الخارج، وان خطوة كهذه من شأنها تحفيز الباحثين للتعمق اكثر فأكثر بالتاريخ واصدار انتاجهم الفكري".
وقال: "ان المجتمع اللبناني التعددي يشكل مختبرا استثنائيا للمؤرخين والباحثين، فهذه البيئة المتنوعة هي غنى للبنان، وان الطوائفية ميزة حضارية نادرة اذا ما انحدرنا بها الى شارع الطائفية. لذلك ان جمعية تاريخنا ستشجع على البحث العلمي وستحفزه عبر تأمين الدعم المعنوي والمادي للباحثين لنشر عصارة فكرهم عبر مؤسسات مانحة وطنية ودولية، كما انها ستخصص جائزة سنوية للشباب تمنح لأفضل بحث في التاريخ".

كلمة وزير البيئة

ثم القت منال مسلم كلمة وزير البيئة وأكدت فيها "أهمية تعريف وتوعية المجتمع على تاريخه وتراثه، وتقاليد ومكونات حضارته وجعل التواصل التاريخي الحضاري مع الجذور والاصول اداة فاعلة لمساعدة المجتمع على التطور، ومواكبة التنمية المجتمعية والاقتصادية والبيئية".
وقالت: "المؤرخ طوينبي قال: "ان امة لا تراث لها ولا تضرب جذورها عميقا في الارض والتاريخ هي أمة حكم عليها بالموت دنقا". نحن في لبنان نعتز بتاريخنا الحضاري وتراثنا المميز الذي يعود الى ستة آلاف سنة مشعة بالعبقرية السلمية في خدمة الحضارة الانسانية. ان تاريخنا حافل بالبطولات والامجاد والاساطير والميثولوجيا، منها اسطورة ادونيس وعشتروت، اسطورة الحب الخالد، اذ عشق إله الحب الجمال لكن الموت فرق بينهما حيث صارع إله الخير رمز الشر وانتصر الباطل على الحق واصطبغ نهر ابراهيم بدم الرب ادون، فعمت المناحة الجبل المقدس وعلا النحيب والنواح، لكن ربح جولة لا يعني ربح الحرب،اذ يبقى النصر معقودا للاله الشاب بقيامته وعودته الى الحياة".
أضافت: "ان وادي نهر ادونيس هو مسرح اسطورة حب ادونيس وعشتروت الخالدة التي شغلت الفينيقيين والاغريق والرومان. ينطلق هذا النهر المقدس من مغارة افقا التي تعني في اللغة الفارسية القيامة والعودة الى الحياة والتي تشبه اسطورة الفينيق الذي ينفض رماده ويطلق جناحيه نحو الشمس. قد يكون نهر ادونيس من اصغر انهر العالم، ولا مجال لمقارنته بالأنهر الكبيرة لجهة الطول او العرض او العمق وغزارة المياه. صحيح انه الاصغر بين انهر العالم لكنه الاكبر شهرة وقداسة وخلودا. ولعل من أجمل الاثار الباقية على ضفتي النهر لوحتين منقوشتين في الصخر، هما تمثال لأدونيس وصفه المؤرخ هنري لامنس بأنه بطل قوي البنية يرفع يده ويتحفز للقتال وهو يشبه التمثال في بلدة الغينة. أما اللوحة الثانية فتمثل امرأة كئيبة تسند رأسها متحجبة بردائها".
وتابعت: "يتميز الفينيقيون بروحهم السلمية، ليس فقط لان الحرب تشغلهم عن مشاريعهم وتهدد مؤسساتهم، بل ايضا لان الروح الحربية والغرائز الدموية كانت تتناقض مع روحهم الدينية الحرة المسالمة. كان الفينيقيون يكرهون الحرب والمجازر اكثر من كرههم لغضب الاوقيانوس وخطر الاسفار البعيدة والقلق الشديد تجاه المجهول. وعن بطولة النساء الفينيقيات، روى المؤرخ انه لما نكل شبيون بوعده بعقد معاهدة سلم مشرقة، هبت كل نساء قرطاجة وجززن شعر رؤوسهن ليجدلن منه حبالا للسفن، وجواهرهن ليصغن منها مراسي وسلاحا. وكانت بيروت مدينتنا الجامعية العظيمة لذا لقبتها الامبراطورية الرومانية بأم الشرائع وزودت مدرسة الحقوق البيروتية المجتمع بمشترعين بينهم اولبيانوس وبابينيانوس اللذان اعادا صياغة قانون جوستينيان الذي لا يزال قائما حتى اليوم. وقد مجدت ايطاليا احدهما فأقامت له تمثالا ضخما من المرمر امام مدخل قصر العدل في روما. واخيرا لا بد من ذكر اباطرة عظام من اصل فينيقي حكموا الامبراطورية الرومانية مثل ماركوس اوريليوس وهو من مواليد عكة فينيقيا وايضا اسكندروس سفيروس من مواليد عرقة عكار".

الهبر

من جهتها، عرفت الهبر بالكتاب الذي ركز على وادي نهر ادونيس الذي سكنه الانسان منذ العصر البرونزي، وقالت: "عندما كان اهل هذه الارض يكتبون تاريخ الانسانية، كان معظم المتوسط لا يزال ارضا يعمها السكون. في جبيل، نشهد للتاريخ الحضاري المتكامل مصحوبا مع تاريخ انساني رائع من البنائين الذين اخذهم سليمان الحكيم لبناء بيت الحكمة الى البحارة وبنائي السفن الذين احيوا المتوسط وربطوا بين شواطئه الى الكتبة والحرف ما غير وجه العالم والانسانية الى الابد. اما الوادي ففيه تراث انساني قل نظيره، فيه احد اقدم المذابح التي لا تزال في موقعها، فيه كم هائل من الاثار التي تحكي نشأة القرى، فيه شواهد لسلسلة متواصلة من العصور الحضارية منذ البرونز حتى اليوناني والروماني، فيه من الدروب القديمة والطرقات الرومانية المرصوفة ما يكامل التاريخ الحضري".
أضافت: "الى ذلك يحمل الوادي تاريخ عودة المسيحية من سوريا في القرنين الثاني والثالث للميلاد، وصل اليه النساك من سوريا لاعادة نشر المسيحية وانتشار المارونية، عاشوا وتنسكوا في المقابر القديمة المحفورة في الصخر يشهد لعملهم الكم الهائل من المعابد التي تحولت الى كنائس في بلاد جبيل، كما يكرس ترابط عودة المسيحية المارونية الى وادي ادونيس مركز البطريركية الاول في يانوح. فيتكامل في هذا الموقع الفرادة الطبيعية الجغرافيا والجيولوجيا والتوبوغرافيا والموارد المائية الجوفية والسطحية وتنوع النبات والغابات والازهار. والتنوع الحضاري والانساني من عصور حضارية متتالية ومتواصلة منذ القدم من الزراعات الاولى والصناعات الاولى من تطوير لفن العمارة والهندسة كما للمآكل والملبس وسبل العيش. عالميا هو لا يقل اهمية عن حضارات الانكا المعتمرة الجبال ولا حضارة المايا العريقة ولا عن مسيرات التعبد في الهملايا. موقع عايش حضارات بلاد ما بين النهرين والفراعنة والاغريق والرومان لكنه لا يزال تراثا حيا. وكونها السنة العالمية للتعاون على المياه، كم من حوض مائي في العالم احتضن الانسان وجسده عقائده وتكامل في الانسان والطبيعة في اسطورة حب وحياة في اسطورة ادونيس وعشتروت".
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن