المزارعون يعتبرونها مورداً مالياً أساسياً

Ghadi news

Saturday, August 20, 2011

يولي مزارعو المتن الاعلى وعاليه تاريخياً اهتماماً بالزراعات الصيفية، ولا سيما الخضر التي تلائم بيئة الجبال ومناخها، فهي تؤمن مردودا مالياً مهماً يعتمد على جمهور المصطافين والمواطنين على حد سواء، وأهمها البندورة الجبلية التي ازداد الطلب عليها في السنوات العشر الاخيرة، حتى بات موسمها أساسياً في روزنامة المزارعين من ترشيش وكفرسلوان في المتن الاعلى إلى قرى الجرد الاعلى ووادي بحمدون في قضاء عاليه.
"البندورة تتلف في أسواق الحسبة في العاصمة، فيما المنطقة لا تستوعب إلا كميات قليلة جداً من الإنتاج" يقول المزارع عفيف الاعور من المتن الاعلى، موجزاً المشكلة القائمة بأن "المستهلك يشتري كيلو البندورة من التاجر بـ 2750 و 3000 آلاف ليرة فيما تجار الحسبة يفرضون علينا سعراً يتراوح بين 500 و 1000 ليرة"، مضيفا أن "سعر كلفة الانتاج يصل الى 1500 ليرة وهو يشمل حراثة الارض وثمن الاسمدة والادوية الزراعية وكلفة التوضيب والنقل".

(الجعفيري) سرطان البندورة

ويؤكد المزارع فوزي المغربي أن "الكميات التي نبيعها لا تحقق ارباحا ولكنها تخفف عنا تبعات الخسارة"، لافتاً إلى أن "مشكلة كبيرة تواجهنا مع انتشار نبتة (الجعفيري) التي تغتذي على جذور البندورة وتتسبب بهلاكها"، وقال: "الجعفيري بالنسبة للبندورة كالسرطان بالنسبة للانسان ولذلك، نتوقع تراجعا كبيرا على مستوى الانتاج".
وتبدو المشكلة قائمة بشكل كبير بالنسبة للمزارعين الذين قاموا بزراعة البندورة على مساحات كبيرة من الأراضي في معظم قرى المتن الأعلى، كاستثمار زراعي، وهذه المشكلة بدت بشكل كبير في بلدات كفرسلوان، ترشيش وجوار الحوز، كونها مشكلة معممة طاولت أبناء هذه القرى وجلهم من المزارعين، وفي هذا الإطار يشير المزارع عصام المغربي، إلى أنه "على صعيد كفرسلوان، تم زرع أربعمئة ألف شتلة بندورة، وإن كان هذا الإحصاء أقل بكثير من الكميات المزروعة"، وقدّر المغربي "نسبة الإنتاج في كفرسلوان وحدها، بما بين 500 و 600 طن"، وأشار إلى أن "تقدير نسبة الإنتاج هذه، سهلة على أساس أن كل شتلة بندورة تعطي كمعدل وسطي ثلاثة كيلوغرامات"، ولفت المغربي إلى أن "سعر الكيلو لم يتعدَّ الـ 750 أو الـ 1000 ليرة في أحسن الأحوال، لأنه في أوقات كثيرة بيع الكيلو الواحد بخمسمئة ليرة، فضلاً عن أن كميات من البندورة لا تباع وتتلف في أسواق العاصمة".

استغلال التجار

فادي أبو غانم عرض لمشكلة تصريف الإنتاج، ولـ "استغلال التجار الكبار لتعبنا، إذ يفرضون علينا أسعاراً متدنية، نضطر للبيع كي لا تتلف البندورة الــتي لا تصمد لأكثر من يومين"، فيما يؤكد المزارع مفيد هاني بأنه "ستواجهنا مشكلة لجهة عدم القدرة على رد التكاليف وتسديد الديون إلى تجار الأدوية والأسمدة وأصحاب الجرارات"، وطالب الدولة "بإجراءات إنقاذية عبر شراء الإنتاج واستخدامه في صناعات غذائية واستخراج العصير، عبر تأمين أسواق للتصريف". أما المزارع سامي الخوري من بلدة ترشيش، فاعتبر أن "الدولة مطالبة بحماية الإنتاج من المضاربة الخارجية، ولا سيما من البندورة الأردنية التي تغرق أسواقنا بعد اسابيع قليلة أي في ذروة الانتاج المحلي"، وطالب "باتخاذ إجراءات صارمة، تحفظ حقوقنا كمزارعين وتحمي تعبنا وأموالنا".
وسط ما هو قائم، عمد مزارعون إلى بيع انتاجهم على الطرق الرئيسية دون وسطاء، في محاولة لتأمين أرباح دون إرهاق المستهلك في الوقت عينه، ويقول شفيق هلال: "بدلاً من أن يشتري المواطن او السائح كيلو البندورة الجبلية بـ 3 آلاف ليرة من المحال التجارية، فيمكنه أن يحصل عليه بـ 1500 ليرة للنوع الوسط و 2000 ليرة للنوع الجيد، وبذلك يوفر 1000 ليرة او اكثر ونحقق نحن ربحا من تعبنا وعرقنا يوازي الالف ليرة ايضا او اقل قليلا"، لكنه استدرك أن "هذا الامر لا يحل مشكلة الانتاج لأن لا بديل عن اسواق الحسبة لتسويق البندورة التي تنضج بكميات كبيرة ودفعة واحدة".
ورأى هلال أن "مستقبل زراعة البندورة مرتبط باقامة برادات في القرى لحفظ الانتاج وبانشاء مصانع لصناعة رب البندورة والعصير وهذه أمر بعيد المنال في المدى القصير".

أنور عقل ضو
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن