أوروبا لن تعيد التفاوض حول اتفاقية باريس

Ghadi news

Thursday, June 15, 2017

أوروبا لن تعيد التفاوض حول اتفاقية باريس

"غدي نيوز"

 

أنور عقل ضو-

يمضي الاتحاد الأوروبي قدماً في اتجاه تفعيل "اتفاق باريس" للمناخ، ويبدو أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاقية أحدث صدمة إيجابية لدى الأوروبيين بشكل خاص، لأسباب واعتبارات كثيرة، أهمها ما هو غير معلن، والمتصل باعتزاز الأوروبيين بعراقة حضارتهم وثقافتهم، وتغييب دورهم أو تراجع حضورهم الدولي لصالح الولايات المتحدة في قيادتها لـ "العالم الحر" عقب الحرب العالمية الثانية، وفي ظل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي سابقا.

هذا الجانب المتواري في "الشخصية الأوروبية"، غالباً ما يعبر عن نفسه في محطات واستحقاقات دولية كبرى، ولا ننسى أن أوروبا توحدت لأسباب كثيرة، أهمها مواجهة المارد الأميركي اقتصاديا، أو البحث عن نوع من التكافؤ والتوازن لتعزيز اقتصاداتها من جهة واستعادة حضورها السياسي على الساحة الدولية من جهة ثانية، بعيدا من التبعية للحليف الأميركي، أو بحد أدنى من الأضرار.

 

التقارب الأوروبي – الصيني

 

مع انسحاب الولايات المتحدة من "اتفاق باريس" وجدت أوروبا نفسها مدفوعة باتجاه تحديد وتبني ثابت واحد، وهو أن هذا الاتفاق التاريخي غير قابل لإعادة البحث والتعديل بما يرضي إدارة البيت الأبيض و"هواجس" ترامب، وتعلم أوروبا أنها قادرة على الوقوف في مواجهة الولايات المتحدة دعما لقضية المناخ وهي تواجه أزماتها الاقتصادية واستحقاقات كبيرة على الساحة الدولية، بعد فشل سياساتها في أكثر من منطقة في العالم.

كما أن أوروبا تملك في وقفتها الموحدة حيال اتفاق باريس الكثير من عوامل القوة، إذ لن تكون وحيدة في مواجهة سياسات ترامب ضد المناخ، وتعلم أوروبا أيضا أن العالم بأسره يقف في مواجهة ترامب، خصوصا وأن نحو مئتي دولة وقعت على هذا الاتفاق، وهي تعلم أن أحدا لن يسير خلف الولايات المتحدة في خياراتها المجنونة، ولا نستغرب التقارب اللافت للانتباه بين الاتحاد الأوروبي والصين في قضية المناخ، وبين سائر الدول الرافضة للموقف الأميركي.

 

التزام أوروبا بالاتفاقية

 

مما تقدم، كان من الطبيعي أن يقر البرلمان الأوروبي يوم أمس الأربعاء 14 حزيران (يونيو) الأهداف الضابطة للتقليل من مستويات التلوث، في إطار الجهود الرامية إلى الامتثال لاتفاقية باريس، حيث افق البرلمان الأوروبي على تشريعات جديدة للحد من التلوث في قطاعات النقل والزراعة والبناء والنفايات، التي تسبب 60 بالمئة من انبعاثات غازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي.

وبدا موقف رئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر لافتا للانتباه، إذ لم يفوت الفرصة لانتقاد قرار الرئيس ترامب، مشدداً على التزام أوروبا بالاتفاقية، وقد أشار في تصريح صحفي إلى أن "الاتحاد الأوروبي لن يعيد التفاوض حول اتفاقية باريس، يجب تنفيذ المادة 29 من الاتفاقية وليس إعادة التفاوض"، لا بل أبعد من ذلك أكد يونكر أن "العمل من اجل المناخ لا يحتاج إلى المزيد من الانحرافات".

 

ولايات متحدة بسرعتين

 

وفي سياق متصل، أشارت النائبة الأوروبية كاتلين فان برمبت إلى "ضرورة الحفاظ على الحوار مع المسؤولين في واشنطن الذين يريدون مكافحة التلوث البيئي"، وهي غمزت من قناة الأميركيين الرافضين لسياسة رئيسهم.

وقالت برمبت لـ "يورونيوز" أمس: "كانوا دائماً يقولون أن هناك أوروبا بسرعتين، ولكن أرى أن هناك ولايات متحدة بسرعتين. لذا، أول شيء نحتاج القيام به هو التعاون بشكل وثيق مع هذه الولايات وهؤلاء رؤساء الولايات الذين يريدون تغيير العالم لصالح سياسة عالمية داعمة للمناخ".

وأكدت أيضا أن "اوروبا ستقوم بما تستطيع لحماية المناخ والإبقاء على مكافحة تغير المناخ والحفاظ على مؤتمر باريس الحادي والعشرين"، أي المؤتمر الذي أقرت فيه اتفاقية المناخ وكانت الولايات المتحدة حاضرة بقوة لإقراره في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

كما أن قرار الرئيس ترامب بالعدول عن الاتفاقية، دفع بالنواب الأوروبيين لانتقاد هذه الخطوة، وفي الوقت نفسه يرى النواب الأوروبيون أن الدول الأعضاء عليها أن تكون مثالية في هذا الأمر.

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن