حملات النظافة... دليل تخلف لا وعي!

Ghadi news

Sunday, July 30, 2017

حملات النظافة... دليل تخلف لا وعي!

أنور عقل ضو

 

عندما تكثر حملات النظافة في بلد ما، فذلك مؤشر على أمورٍ ثلاثة، أولها أن هذا البلد ينتمي إلى دول العالم الثالث وما دون، وثانيها أن شعبه يفتقر لثقافة المواطنة الحقيقية، وثالثها أن لا دولة تحترم القوانين وتعمل على تطبيقها، وهذا حالنا في لبنان، فحملات النظافة الكثيرة والمستمرة تعني: قذارة أكثر وثقافة أقل.

لسنا في وارد نشر غسيلنا الوسخ على حَبْل جهلنا ولا مبالاتنا، لكن على الأقل فلنتوقف عن ادعائنا الفارغ بأننا أرقى شعوب الأرض، ونتخلى عن شعارات فوقية جوفاء تظهرنا وكأننا فوق شعوب العالم، ثقافةً وعلما ومعرفة، وآن الأوان لنتواضع، ولنعلم أن الصحراء في إمارة دبي تحولت حدائق غناء، وأن السودان البلد العربي في أفريقيا والذي يعاني اقتصاديا، قرر التخلي نهائيا عن أكياس النايلون أواخر العام الجاري، وأن العالم أجمع سبقنا في مجالات التنمية، والأمثلة تطول ولا تنتهي.

ليس من واجبنا كجمعيات بيئية وأهلية وناشطين ومواطنين أن نرفع ما يخلفه مرتادو الشاطىء، أو ما يترك المتنزهون في الغابات والأحراج من نفايات ومخلفات، ولن نترك وقتنا يضيع في حملات نظافة لا جدوى منها، طالما أن لا ثقافة متوجة بوعي ومسؤولية وأخلاق.

في ما نرصد من ممارسات لكثير من اللبنانيين، نجد أن ثمة انفصاما لا نعرف سببه الحقيقي، فاللبناني يبالغ في نظافة بيته، ويمعن في تلويث محيطه، ويتحول في دول الانتشار مواطنا مثاليا في تطبيق القوانين والالتزام.

وكبيئيين لسنا "زبالين"، مع احترامنا لمن يمارس هذه المهنة بكرامة وإباء، ننحني أمام تضحياته، لكن لن يكون دورنا جمع القاذورات، فهذه مسؤولية الدولة، لجهة التشدد في تطبيق القوانين وملاحقة المخالفين، وفرض غرامات مالية على كل من يرمي ورقة أو عقب سيجارة، وحرمانه من الحصول على سجل عدلي أو الاستحصال على جواز سفر قبل تسديد قيمة الغرامة.

وحملات النظافة هي دليل تخلف لا وعي، وهذا ما يتطلب تفعيل دور البلديات كسلطات محلية تضع حدا لمن لا يتوانون عن رمي مخلفاتهم شاطئا وجبلا، وفي الساحات وعلى الطرقات!

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن