مهزلة الصيد البري... مجزرة تطاول أسراب البط في المتن الأعلى

Ghadi news

Tuesday, November 28, 2017

مهزلة الصيد البري... مجزرة تطاول أسراب البط في المتن الأعلى

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -

 

وفقا للوائح الطيور المسموح صيدها لعام 2017 وأعدادها في رحلة الصيد الواحدة، يحق للصياد بخمسة طيور بط من النوعين "الخضاري" و"الحذف" الشتوي والصيفي.

لن ندخل في تفاصيل حول المعايير والمعطيات التي استند إليها القانون في تشريع صيد البط، وإن كنا نعلم أن سائر الطيور المهاجرة إن لم تكن على "القائمة الحمراء" List Red لـ "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة" International Union for the Conservation of Nature، الــ IUCN، فهي بحال من الأحوال ليست في منأى عن الخطر.

ما لم تتطرق إليه وزارة البيئة والجهات المعنية التي صاغت بنود قانون الصيد الجديد، ما خلصت إليه دراسات أولية من أن الطيور المهاجرة عموما بدأت تغير مسار هجرتها وتنأى عن لبنان، وفق آلية علمية عنوانها الصراع من أجل البقاء، وهذه الدراسات ما تزال موضع متابعة لفهم سلوكيات الطيور العابرة ودراسة طبائعها المكتسبة لجهة النأي عن مسارات محددة مرتبطة بعوامل عدة، بمعنى أن هذا الأمر يتطلب دراسات أكثر شمولا.

ما يعزز وجهة النظر هذه مشاهدات الصيادين أنفسهم، وهم أكدوا لـ ghadinews.net في تحقيقات سابقة أنهم ما عادوا يشاهدون طائر "الترغل" على سبيل المثال، بالرغم من أن خبراء الطيور حرصوا خلال إعداد القانون الجديد على عدم إدراج الترغل على قائمة الطيور المسموح صيدها، لأن وجودها بات نادرا ويقتصر على مناطق قليلة دون غيرها، ويؤكد الصيادون أن أسراب "الصلنج" تراجعت من حيث عدد الطيور في كل سرب من جهة، ومن حيث ابتعاد الفترة الزمنية بين مرور سرب وآخر من جهة ثانية، وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم الطيور المهاجرة.

وبالعودة إلى أسراب البط المهاجرة، يهمنا الإشارة إلى أنها تعرضت لمجزرة فوق المتن الأعلى، وتم قتل المئات منها في يوم واحد، وتمكن موقعنا من التقاط صورة لطائر بط لم يعثر عليه مطلقو النار، كما هو الحال بالنسبة للطرائد التي لا يُعثر عليها في مناطق وعرة، وأبلغنا أن مواطنين أنهم عثروا على أعداد منها أيضا ربما لم يتسع الوقت لـ "القواصين" للبحث عنها والتقاطها.

المهم في هذا المجال، من يحصي عدد طيور البط في مجزرة الأمس؟

حيال هذه المهزلة، ثمة خياران اثنان لحفظ "ماء وجه" وزارتي البيئة والداخلية وسائر القوى الأمنية المولجة تطبيق القانون، إما وقف الصيد نهائيا، وإما التشدد في تطبيق القانون!

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن