يتحدى تغير المناخ... التين الشوكي (الصبِّير) غذاء المستقبل

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, December 2, 2017

الفاو: تحمّل ظروفا طبيعية قاسية لامتيازه بالقدرة على الصمود

"غدي نيوز" - متابعات -

 

حثت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في تقرير نشرته الخميس على موقعها الرسمي على الإنترنت، على التوعية بفوائد نبات التين الشوكي (الصبير) والذي أثبت فعاليته خلال أزمة الجفاف التي اجتاحت مؤخرا جنوب مدغشقر، حيث شكل هذا النوع من نبات الصبار مصدرا أساسيا لتغذية سكان المنطقة وإمدادهم بالماء، وأيضا بالعلف الخاص بالحيوانات.

وقد اعتمدت المنظمة الأممية في صياغة تقريرها الأخير، على إجماع عدد من الخبراء المختصين بهذا النوع القوي من النباتات، بهدف تقديم النصائح الكفيلة بمساعدة المزارعين وصناع السياسات على تبني استراتيجية فعالة في ما يخص استغلال الصبار.

 

زراعة الصبار واستخداماته

 

 

ويضيف تقرير (فاو) أنه وبالرغم من أن معظم أصناف الصبار تعد ضارة وغير صالحة للأكل، إلا أن "الصبير" هو من الأنواع التي لها فوائد لا تحصى، لا سيما في المجال الزراعي. و"الصبير" المعروف بالتين الشوكي، يزرع في 26 دولة خارج موطنه الأصلي (المكسيك)، حيث تحمّل ظروفا طبيعية قاسية لامتيازه بالصلابة والقدرة على الصمود.

وقد اعتبرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في تقريرها هذا، التين الشوكي، أو الهندي، "جزءا لا يتجزأ من أنظمة الزراعة المستدامة والعناية بالماشية".

وأصدرت بالتعاون مع "المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة" (إيكاردا) كتابا تحت عنوان: "إيكولوجيا المحاصيل، زراعة الصبار واستخداماته" تضمن معلومات حول الموارد الجينية لنبتة الصبار وصفاتها الفيزيولوجية وأنواع الأتربة الملائمة لزراعتها والآفات المؤثرة عليها، بحسب ما جاء في نفس التقرير.

كما يقدم الكتاب، نصائح حول سبل الاستفادة من التين الشوكي في مجال الطهي، علما بأن سكان المكسيك يستعملون هذه الفاكهة منذ قرون في الطهي، وهي أيضا من تقاليد الطبخ الراسخة في مدينة صقلية الإيطالية.

 

التصدي لتغير المناخ

 

وقال هانز دراير، مدير شعبة الإنتاج النباتي وحماية النباتات في منظمة (فاو) إن "تغير المناخ وتزايد مخاطر الجفاف أسباب قوية لزيادة الاهتمام بنبات الصبار البسيط ورفع قيمته ليصبح محصولاً أساسياً في العديد من المناطق"، وجاء تصريحه في وقت يزداد الاهتمام بزراعة الصبار نظرا للحاجة الماسة لتعزيز قدرات العالم في مواجهة أزمات الجفاف وتدهور التربة وارتفاع درجات الحرارة.

وتبدو هذه القيمة واضحة في المكسيك، حيث يبلغ معدل استهلاك الفرد الواحد لنبات "النوبال"، وهو من أنواع الصبار، نحو 6,4 كلغ سنويا. كما تصل المساحة المزروعة منه إلى 3 ملايين هكتار، إلى جانب 500 ألف هكتار من الأراضي الخاصة بالصبار الموجه للاستغلال كعلف.

وفي أفريقيا الشمالية، ومناطق من إثيوبيا، تصل مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الصبار إلى 360 ألف هكتار، بحسب تقرير (فاو) أيضا.

وفي مجال استغلال الصبار كمصدر للأعلاف، قال علي نفزاوي الباحث التونسي في مركز (إيكاردا)، إن "الضغط المتوقع على المياه في المستقبل، يجعل الصبار أحد أبرز وأهم المحاصيل للقرن الحادي والعشرين".

 

فوائد غير محدودة

 

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يساهم الصبار في تونس في زيادة غلة محصول الشعير، وهو يعتبر عاملا محسنا للتربة، كما له دور في خفض توليد الميثان لدى المجترات، ما يسهم في خفض انبعاثات غازات تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويضيف تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن السر البيولوجي في نبات الصبار أو (التين الشوكي) هو عملية التركيب الضوئي الخاصة به، وهو أيض حامض المخلدات، الذي يسمح للنبات بسحب الماء خلال الليل.

لكن، تسبب درجات الحرارة "التجمدية" تلفا غير قابل للإصلاح لفروع وثمار التين الشوكي، فبينما يمكنه العيش في درجات حرارة قصوى تصل إلى 66 درجة مئوية، إلا أن عملية التركيب الضوئي تبدأ بالتباطؤ فوق 30 درجة، ولهذا السبب، لا ينتشر بكثافة في صحراء الساحل وصحراء موهافي في أميركا الشمالية، وفقا لـ "فرانس 24" france24.com.

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن