الجدل حول زراعة شجرة البولينيا الصينية في لبنان يستمر

Ghadi news

Wednesday, August 29, 2012

بين التحفظ على التوسع في الانتشار وتأكيد الفوائد
... الجدل حول زراعة شجرة "البولينيا" الصينية في لبنان يستمر

"غدي نيوز"

لا تزال زراعة شجرة "البولينيا" الصينية مدار جدل في لبنان بين بعض البيئيين المهتمين وبعض المهندسين الزراعيين. وبعد ان نشر رأي من يؤيد التوسع في زراعتها في لبنان نظرا لنموها السريع ولفوائدها الاقتصادية ولإمكانية إعادة إحياء صناعة الخشب في لبنان... وبعد ان نشر أيضا تحفظات بيئية لناحية إمكان نقلها لأمراض جديدة الى البيئة اللبنانية ولحاجتها الى الكثير من المياه لتنمو وأثرها في تبدل ثروة لبنان الإحيائية... يوضح موريس زرد أبو جودة، احد المهتمين باستيراد هذه الشجرة بذورا وغرسا، والذي يتعاون مع مهندسين زراعيين أخصائيين في استنباتها ورعايتها، ان هدفه هو في تنمية الثروة الحرجية والخشبية وتنويع البيئة في الدرجة الأولى.

توطين الأشجار

يقول زرد في رسالة وجهها الى بعض وسائل الاعلام وحصل "غدي نيوز" على نسخة منها: "لقد انتشرت شجرة البولينيا في بيئاتٍ طبيعية ومناخية مختلفة من الكرة الأرضية، بهدف تحقيق ثروة خشبية ثمينة وذات متانة مميّزة، إلى ثروة جمالية وعلفِ للمواشي وتسميد التربة وحفظها في بيئتها. ولم يشتكِ بلدٌ مستقبِلٌ لهذه الشجرة من أيّة عوارض مرضية تُهدّد الزراعات والثروات الغابوية. بل على العكس هذه الشجرة نادرة الآفات المرضية".
وفي تعليقه على ملاحظات المهندسين حول نقل شجرة البولينيا إلى بيئة طبيعية وتربة غريبتين عنها، وعن مناخ وطنها الأمّ (الصين) والبلدان المجاورة. يسأل زرد عن التنوع الزراعي الذي غزا لبنان في النصف الأخير من القرن العشرين، وترويض الأراضي والتربة لاستقبال أصناف متنوّعة تنبتُ في أماكن مختلفة من الكرة الأرضية، تمتد من القطبين إلى خطِّ الاستواء. فكيف تقبّلتها التربة اللبنانية والمناخ أيضا... رغم اختلاف البيئة الأم عن البيئة الحاضنة؟
ويستدرك "صحيح انه من الأفضل، إعادة تأهيل التربة بأغراس ملائمة لها و(بلدية) للتربة، بحيثُ يُزرع السنديان في مواقع السنديان، والبلوط في مواقع البلوط والصنوبريات في مواطن الصنوبريات..."، ولكنه يعود ويسأل: "لماذا تم استبدال بذار البطاطا بغيره والقمح القاسي الملائم للطبيعة الجافة والقاسية بآخر غير ملائم ولم تتحرّك الأجهزة المعنية بالحفاظ على الثروة النباتية البلدية؟".
ويدعو زرد المهندسين المتحفظين الى المفاضلة بين أن تُزرع الأراضي البوار أو المهملة أو المحروقة أو التي أصابتها التعرية، بشجر مثل شجر البولينيا، أو الإبقاء عليها كما هي صحراوية. ويسأل مجددا "أيُهما اكثر خطورةً وضررا على البيئة: تصحيرها أم تشجيرها بأغراس البولينيا ذات الفوائد المتعدّدة؟".

صعوبة الاستنبات

يوافق زرد على وجود امكانية لانتقال البذور في الهواء، لكنه يشدد على ان استنباتها صعبٌ، وفق تجاربه الخاصّة، "لكن قد تلاقي بيئةً مؤاتية تتوافق معها، إذ يُمكن قطع الأشجار والأغراس غير المرغوب فيها، واعتبارها مثل النباتات الضارّة وهي شُجيرات ليست كثيرة".
واذ لا ينكر أن شجرة البولينيا تستهلكُ مياها لريّها، لكنه يؤكد أن هذه الشجرة نفسها "تُساعد على حفظ المياه وتغذية المجاري والآبار الجوفية، وأن دراسات وضعت في ثمانينيات القرن الماضي تُفيد بأنّه لو يتم تشجير سفح جبل صنين لأمكن تأمين المياه إلى بيروت وضواحيها طيلة فصل الصيف وحتى بداية فصل الأمطار التالي. وهكذا تحفظ شجرة البولينيا كمّيات مياه في باطن الأرض أكثر مما تستهلك".

المنافع أكثر من الأضرار

ويؤكد زرد منافع هذه الشجرة أكثر من أضرارها، بخاصة أنّها تؤمّن في مدّة قصيرة (8 سنوات) خشبا متينا في موازاة خشب السنديان، وهي تُزرع للقطع وليس للديمومة، بحيثُ يستفيد منها المزارع والمستثمر والطبيعة والمواشي والنحل في إنتاج العسل. وتحدّ من التعديات على الأحراج والغابات الباقية لا سيما أشجار عكار التاريخية والفريدة في نوعها. ولا يُمكن انتقاد زرعها لأنّها ليست إبنة البيئة، بل هي تتأقلم معها.
ويختم: "قُطعت أشجار لبنان منذ آلاف السنين ولم يتم التعويض عنها، فهل نُصحّر الوطن بدل أن نبحث عن بديلٍ للزراعات الغابوية المكلفة؟ او يصيبنا كمن يرفض مرور قناة مياه قربه بداعي أنها قد تكون بيئة مؤاتية لتفريخ البعوض... وانتشاره؟".

انتشار الشجرة

لأهميّة شجرة البولينيا، أصدرت مؤسسةafbi (Agri – Food and Biosciences Institute تقريرا حول انتشار زرع هذه الشجرة في إيرلندا وأهميتها الإقتصادية والبيئية، ضمّنته توزيع زرع الشجرة في العالم بدءا من الصين إلى اميركا (كارولينا الشمالية وميتشيغان وغيرهما) وأوروبيا في المملكة المتحدة وبلغاريا وجورجيا، وفي أستراليا وأفريقيا الوسطى (كينيا) وفي كردستان وبلدانٍ أخرى.
وتناولت الدراسة الأهمية البيئية لهذه الشجرة على صعيد امتصاص ثاني أوكسيد الكربون وتاليا الأهمية الإقتصادية التجارية والزراعية، معزّزة بإحصاءات ووقائع ومناقشات... الخ.

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن