أين أصبحت قضية النمور السيبيرية المهربة؟

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Saturday, June 24, 2017

أين أصبحت قضية النمور السيبيرية المهربة؟

 

"غدي نيوز" - أنور عقل ضو

 

هل بات مصير النمور الثلاثة المهربة عبر "مطار رفيق الحريري الدولي بيروت" بشكل مخالف للقوانين الدولية مرتبطاً بـ "الأمن القومي"؟ ولماذا كل هذا التعتيم على هذه القضية؟ ومن يطلق سيلا لا ينقطع من الإشاعات عن تهريبها ساعة إلى البقاع وأخرى إلى سوريا؟ ومن ثم لماذا ممنوع عن الاعلام اللبناني متابعة هذه القضية فيما الأمر مشرع على الإعلام الغربي من "رويترز" و "بي بي سي" و "سي ان ان"؟

إن قضية النمور الثلاثة المفترض أنها تحظى الآن برعاية في فيلا الوزير الأسبق والنائب أنور الخليل في مدينة عاليه، أكبر من أن تظلَّ بعيدة عن المتابعة اليومية، حتى وإن تحفظ عليها القضاء اللبناني، فنحن لسنا بعيدين عن "شعاب مكة" وأدرى بمسالكها، ومعنيين من موقع احترام لبنان للاتفاقيات الدولية الموقع عليها، ولا سيما منها "الاتفاقية العالمية لحظر الإتجار بالأنواع المهددة" المعروفة اختصارا بـ "سايتس" CITES، فضلا عن كل ما له صلة بالحيوانات المعرضة للانقراض.

 

قائمة طويلة من المخالفات

 

ما يثير الإهتمام في هذا المجال، أن التجارة بالحيوانات البرية نشطت في السنتين الماضيتين، وباتت تمثل في لبنان سوقا يقدر بملايين الدولارات سنويا، مع رواج اقتناء النمور والأسود والدببة والكانغارو وغيرها من الحيوانات التي "تزين" القصور، وهي تلقى معاملة سيئة، فبعضها موضوع في أقفاص ضيقة، وتعامل دون أدنى شروط الرعاية، واقتناؤها بات مرتبطا بالجاه والثراء وهواية دون أي معيار أخلاقي وإنساني.

ولا يقتصر الأمر على لبنان فحسب، وإنما على سوريا أيضا، فظاهرة اقتناء الحيوانات المفترسة قائمة في أكثر من محافظة، فضلا عن أن ثمة "مافيات" بين البلدين ناشطة في هذا المجال، وتحقق أرباحا طائلة، يخصص جزء منها لرشى وشراء الذمم، وسط الفوضى القائمة، وعدم التشدد في تطبيق القوانين، خصوصا في سوريا التي تعيش ظروفا صعبة في ظل الحرب القائمة، فضلا عن لبنان الذي ما يزال أسير الزواريب الضيقة في بعض الإدارات العامة، وثمة قائمة طويلة من المخالفات في هذا المجال.

وإذا ما نظرنا أبعد من لبنان، نجد أن الاتجار بالحيوانات النادرة بلغ حدا غير مسبوق، من حيث العائدات المحققة، من تجارة العاج وقرون الخرتيت (وحيد القرن)، وبعض هذه التجارة يمول الإرهاب في أفريقيا من الصومال إلى جنوب السودان، وغيرها الكثير من الدول، فضلا عن أن ثمة أنواعا كثيرة أدرجت مؤخرا على القائمة الحمراء للـ IUCN، ومن بينها الببغاء الأفريقي الرمادي (كاسكو).

 

ممارسات لاإنسانية

 

إن قضية النمور الثلاثة ننظر إليها بكونها فضيحة غير منفصلة عن ما يشهد العالم من ممارسات لاإنسانية، وهي أكبر من أن تكون قضية محصورة بجهة دون غيرها، ومن حقنا أن نطلع يوميا على تفاصيل تبرد هواجسنا. وأن يمنع عنا تصويرها، تحت أي ذريعة هو نوع من القمع وممارسة سياسة فوقية تثير الهواجس بدلا من أن تبددها.

 

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن