"الأحلام والرؤى..." من منظور الإيزوتيريك

Ghadi news

Wednesday, October 30, 2013

"غدي نيوز"
اهمية هذا الكتاب الفريد بتفاصيله والجريء بكشوفاته تكمن في انه يشرّح الاحلام في واقعها الشمولي في ضوء حقيقة الباطن الانساني التي لم تعد مجهولة على المثقفين. والتي لا دخل لها بالتفاسير المألوفة والتخمينات الشعبية.
يشدد كتاب "الاحلام والرؤى..." على ان كل من يعتقد او يساهم في تحجيم الحلم في اطر التكهُّن والتنجيم، او التبريج والتبصير، يعيش في ملهاة واهمة تسلب الفكر طاقة التفكير العميق.كون الحلم رسالة خاصة بصاحبه، من باطن وعيه الى ظاهره. بمعنى ان لا احد يستطيع تفسير واقع انسان آخر. لأن الحلم يتأتى عن تفاعل خاص بمجريات حياة الشخص الحالم نفسه. إلا ان هذا الكتاب يكشف كيف يفسر المرء احلامه بنفسه. يكفي ان نقول ان ادراك الحلم كحقيقة، كرسالة خاصة بصاحبها يدخل في اطار الوعي فقط، لتحسين حياة الفرد عملياً، والتعمق في فهم كيانه.
يغور الكتاب في واقع انواع الحلم وفئاته، ويتساءل عما يراود التفكير: هل الحلم ضرورة انسانية كالامل والحرية؟ هل من فارق بين الامل في اليقظة كخيال حلم، وبين الصور والمشاهد في النوم كحال حلم؟!. هل حال الباطن من دون حلم يشابه حال الموت للجسد؟ وهل انتفاء الحلم يعني الغاء التفاعل الداخلي الذي يتم وعياً على صعيد اجهزة الباطن، ولاوعياً على صعيد الجسد؟! كيف يكون الحلم غذاء الباطن، او كابوساً مرعباً، او وهماً تافه المعنى، او "حياة اجتماعية" هانئة المشاهد او صاخبتها؟ وما المقصود بقول البعض انه لا يحلم؟!
اسئلة كثيرة يجيب عنها الكتاب بمنطق الواقع، بالممارسة والتعلُّم وتوجيه القارىء كيف يفسر احلامه بنفسه، وكيف يتحكم في احلامه وفي حياته. كما يقدم الكتاب بضعة تمارين تطبيقية في هذا السياق. لعلّ اهم ما في مغزى الحلم والعبرة منه انه يُفصح عن التواصل بين ازدواجية الباطن والظاهر، كتواصل الليل بالنهار... موضحاً ان حقائق الوجود لا تتجزأ عن بعضها، بل تتمدد من بعضها. لأنها ليست محصورة بين بداية ونهاية. فالتجزئة صنيعة الفكر البشري الارضي العاجز عن احتواء مفهوم التواصل والتمدد– او على الاقل مفهوم علاقة الظاهر بالباطن عبر الاحلام او سواها.
من جهة اخرى، يلقي الكتاب ضوءاً كاشفاً على الاوهام التي تجسمها الاحلام. والتي تقوم على مجرد امنيات المشاعر واشتهاءات الاحاسيس. مدفوعة بخيال ملتهب يعبر عن "تنفيس" رغبة جامحة يشتهي المرء لو يحققها في اليقظة! فهذه الفئة من الاحلام تستنزف طاقة داخلية كبيرة، تهدر المجهود وترهق التفكير السليم.
كتاب "الاحلام والرؤى..." يكشف الفارق بين الحلم والرؤيا "سواء عبر التأمل في اليقظة، او عبر الاحلام في المنام"، بين الحلم البشري المادي المحدود في عالم الارض، وبين الحلم الانساني وحقله الفضاء اللامحدود. يشرح انواع الاحلام وفئاتها بدءاً من الحلم الارضي الجسدي المحض، وانتهاءً بالحلم الكاشف، فحلم الرؤيا، ثم الحلم الكوني. يميط الكتاب اللثام عن الابعاد السبعة للحلم، يفسر كلاً منها والحالة التي تعتري الحالم خلالها، فيتعلم كيف يرتقي باحلامه بموازاة الارتقاء بتفكيره وبوعيه، وبموجب التمارين التطبيقية لتذكُّر الاحلام كما يتضمنها الكتاب.
يشرح الايزوتيريك ان الحلم لغة الباطن الانساني في صور معبّرة. هو تفاعُل لاواعٍ بين الجانب الباطني والجانب الظاهري. لذا، فإن ترجمة غوامض الاحلام وكشف معاني رموزها يرتكز على ادراك ارتباطها (الخفي) بوعي الظاهر، وباحداث عالم الظاهر. بالتالي ادراكها كجزء لا يتجزأ من مجمل حركة تفاعل الكائن البشري في حالتي الظاهر والباطن.
فالوعي الزامي لتحقيق الذات ، اختياري للنفس البشرية، ورفضي من جانب الافعال السلبية اللاواعية– ومن دون ان يدري صاحبها ان هذه الافعال هي التي تستقطب العذاب والالم جراء صراع الوعي ضد اللاوعي سواء في الاحلام او اليقظة! فلو استنطق المرء دواعي الالم والعذاب في نفسه، لسمع الجواب من الداخل: "انت صنعتني بسوء التصرف... وانت ستزيلني بحسن التصرف!"

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن