"غدي نيوز" – إعداد قسم الصحة
غالبا ما يقف وراء الإنجازات العلمية عامل الصدفة، أي أن يقود بحث إلى معرفة أمور في غير سياق الدراسة عينها، وهذا ما يتكرر دائما، منذ اكتشاف لقاح الجدري من قبل إدوارد جنر، عندما لاحظ أن من أصيبوا بحمى جدري البقر كانوا محصنين ضد الجدري الذي يصيب الانسان، حتى دواء "الفياغرا" اكتشفه العلماء عندما كانوا يعالجون مرضى القلب.
اكتشاف مهم
وفي هذا السياق، توصل علماء بريطانيون إلى نتائج مفادها أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الأوعية الدموية، تزيد من فرص نجاح العلاج الكيميائي عند مرضى السرطان.
وحول هذا الاكتشاف قال خبراء من "معهد فرانسيس كريك" البريطاني لمجلة "كانسر سيل"Cancer Cell العلمية المتخصصة: "خلال أبحاثنا التي أجريناها لاكتشاف أهم المواد الكيميائية القادرة على مكافحة الأورام السرطانية وأعراضها، توصلنا إلى اكتشاف مهم جدا من الناحية الطبية، لقد لاحظنا أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج الأوعية الدموية تزيد من فاعلية العلاج الكيميائي عند المصابين بسرطان الدم النخاعي الحاد، الذي يعتبر ثاني أكثر أنواع سرطان الدم شيوعا".
تجارب أثبتت فعاليتها
وأضاف الخبراء قائلين: "أكثر ما يصعب عملية العلاج الكيميائي عند المرضى المصابين بسرطان الدم النخاعي الحاد هو التسرب الذي يحصل نتيجة الخلل في الأوعية الشعرية لنخاع العظم، وأدوية علاج الشرايين تساعد على ترميم تلك الأوعية، وبالتالي إيصال الدواء إلى المكان المناسب".
وتابعوا: "إن تجاربنا التي أجريناها على الفئران أثبتت فعالية تلك الطريقة"، ورأوا أن "هذا الاكتشاف سيساعنا في زيادة نسب نجاح العلاج الكيميائي عند مئات الآلاف من مرضى السرطان سنويا".
تأثير الأدوية الكيميائية
وأوضح الخبراء أيضا أن "سرطان الدم النخاعي الحاد، هو سرطان يصيب الدم والنخاع العظمي، أي ذا "النسيج الإسفنجي الموجود داخل العظام، والذي يتم فيه إنتاج خلايا الدم"، ويسمى أيضا بالنخاعي، لأنه يصيب مجموعة من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا النخاعية، والتي تتطور عادة إلى أنواع مختلفة من خلايا الدم الناضجة، مثل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية..
وهذه النتائج ليست الأولى التي يتوصل إليها العلم حول تأثير الأدوية الكيميائية في علاج بعض الأمراض غير المخصصة لها أصلا، فمنذ مدة أكد عدد من العلماء الأميركيين أن أدوية السرطان يمكن استخدامها كوسيلة لتحسين الجهاز المناعي.
المصدر: "رامبلر" + RT ووكالات