"غدي نيوز"

العالم الإفتراضي بات مدخلاً للعالم العملي الحسي الملموس على أرض الواقع، فمن صفحات الفايسبوك والتويتر إلى الشّارع.. تحرّك "#طلعت_ريحتكم" بدأ بفكرة هاشتاغ أطلقه عدد من المواطنين والنّاشطين في مجالي حقوق الإنسان والبيئة في ظلّ غرق البلاد بالنّفايات وفشل الحكومة في إيجاد مخرجًا للأزمة. فكان الاعتصام نهار السّبت الفائت ويوم الثلثاء أمام السّراي تزامنًا مع الجلسة التي كانت مرتقبة لمجلس الوزراء.
شعارات مدوّية عدّة داعية للثورة ردّدها المعتصمون "يسقط يسقط حكم الأزعر".. "هاي بيروت مش سوليدير، فليسقط حكم المطمر".. "حكومة حرامية"، فضلاً عن يافطات كتب عليها "لا للمحارق.. لا للمطامر.. نعم للفرز من المصدر".. "لو طمرناكم، كان لبنان بألف خير".. "ريحة صفقاتكم أبشع من ريحة الزبالة".. "لو دولار.. كنتوا دغري شميتوا الريحة".. "بدك تمدّد لحالك وبدك تمدّد للمطمر.. ذات الشي".. "الشّعب يحصد في مستوعبات النّفايات ما زرعه في صناديق الاقتراع"...
إنطلق شباب تجمّع "طلعت ريحتكم" والحركات البيئية والمجتمع المدني من مختلف المناطق اللبنانية من بيروت والجبل والجنوب بمسيرة من السراي الحكومي باتجاه شارع المصارف ورشقوا البيض باتجاه السراي مطالبين الوزراء بالإستقالة. وقد افترشوا الأرض وقطعوا الطّريق المؤدية إلى أسواق بيروت، ليعودوا إلى رياض الصّلح ومن ثم إلى وزارة البيئة مطالبين باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق، وبعدها وقفوا وسط الطّريق أمام مسجد محمد الأمين وقاموا بنزع العوائق الحديدية.
وفي حديث خاص مع عماد بزّي أحد منظّمي تحرّك "طلعت ريحتكم" ، قال إنهم يعارضون السّياسة الحكومية السّيئة في ملف إدارة النّفايات.. ويطالبون بحلول مستدامة ومقبولة من البيئيين للحفاظ على صحة الشعب اللبناني، معتبرًا أن الحكومة تتناول الموضوع بطريقة سيئة وتحاول إخفاء النفايات. وأردف "لاحقنا شاحنات النّفايات بالأمس ووجدنا أنهم يجمعونها ويرمونها في مجرى نهر بيروت أو في أماكن مهجورة، لذلك نريد حلاًّ مستدامًا للأزمة.. لا للحرق.. لا للمطامر.. ولا ردم في البحر"، مشيرًا إلى أن مخطط الحكومة يقضي بإنشاء ثلاث محارق لذا لابد من أن يتم فرز النّفايات في مراكز الأقضية والمحافظات.
وتمخّض عن جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية يوم الإثنين التوافق على الخطوات التّالية: إعطاء التّعليمات بالبدء فورًا بإزالة النّفايات من شوارع مدينة بيروت، وتوزيع متوازن لنفايات بيروت الكبرى وجبل لبنان باستثناء قضاء جبيل على مواقع جديدة ومستحدثة، وإنشاء غرفة عملياّت متفرّغة في مجلس الإنماء والإعمار لمتابعة الخطوات التّنفيذيّة، وإقرار حوافز ماليّة للبلديات التي تقع في المواقع المختارة في نطاقها، وإستكمال إجراءات تقييم عروض المناقصات المقدّمة للمناطق كافة كما هو مقرّر في 7 آب المقبل، والمباشرة بالإجراءات التّنفيذية لإعلان مناقصة لإنشاء مراكز للتفكّك الحراري خلال شهر آب المقبل.
وقد أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن الرئيس تمام سلام، أرجأ الجلسة التي كانت مقررة العاشرة من صباح الثلثاء لمزيد من المشاورات، على أن تعقد الجلسة الدورية العاشرة من صباح يوم الخميس.